~ // وداااعا يارمضان // ~
ها قد أوشكت شمس هذا الشهر على المغيب ، وآذنت أيامه الغر ولياليه الحسانُ على السفر و الرحيل .ولم يبق منه إلا صُبابة كصبابة الإناء !! أجل لقد مرت ساعاته وأيامه كالبرق الخاطف والحلم الجميل العابر : سلام من الرحمن كـلَّ أوان *** على خير شهر قد مضى و زمان سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن كلُّ أمـــان لئن فنيت أيامك الغر بغـتة *** فما الحزن من قلبي عليك بفـان ولنا مع توديع شهرنا وقفات يسيرات : الوقفة الأولى : الله الله في الحرص على تكثيف الطاعات وزيادتها في ختام هذا الشهر المبارك ، فلم يبق إلا القليل في مضمار السباق وتصل ، فلا تسقط وتكسل وقد لاح لك الهدف واقتربت منه . 1- واعلم أن الكريم جعل الليلة الأخيرة من هذا الشهر من خير ليالي الشهر تعويضا لمن فاته الخير وكرامة للمحسنين . 2- فعلى المسلم أن يحرص في ختام شهره على أن يكثر من الخير ما استطاع فإنما الأعمال بالخواتيم . كان أحد السلف إذا جاء آخر رمضان اشترى جارية حسناء وجملها وألبسها الحلي ثم يعتقها لوجه الله راجيا بذلك أن يعتقه الله من النار !! 3- ومما يسن فعله عند ختام الشهر : * كثرة التكبير ، تعظيما لله وشكرا له على إتمام الصيام والقيام . كما قال الله (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) . * ومما يشرع أيضا ويجمل بالصائم في آخر شهره : أن يكثر من الاستغفار ، وهي سنة متبعة في عموم العبادات . فالاستغفار يكون لأجل التقصير الذي حصل في الصيام من تفويت بعض الطاعات ،والوقوع في بعض المنهيات كالغيبة أو الكذب أو نحو ذلك . كتب عمر بن عبدالعزيز إلى الأمصار يأمرهم أن يختموا شهرهم بالاستغفار وصدقة الفطر ، ومما جاء في كتابه ذلك للناس : " قولوا كما قال أبوكم آدم ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ). الوقفة الثانية : الحذر من الرجوع إلى المعصية وترك الطاعة بعد رمضان : فيا من صبر وصابر في هذا الشهر وذاق طعم الإيمان وحلاوة قراءة القرآن إياك إياك أن تفسد ذلك كله بالرجوع إلى المعصية والانغماس في أوحالها . لاتكن ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) واحذر أن تهجر طاعة مولاك وترك الجمع والجماعات ، والعيش في رحاب الباقيات الصالحات ، ولا تكن من عباد رمضان فبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان !! الوقفة الثالثة : من المقبول الذي قبل الله صيامه وقيامه ؟! إنه السؤال الذي لم يغادر أذهان الصالحين والصالحات ، وأرقهم وأسبل دموعهم ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون _ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) 1- قال علي بن أبي طالب : " كونوا لقبول العمل أشدَّ اهتماما منكم بالعمل " وعن فَضالة بن عبيد قال : " لأن أكون أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحبُّ إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) . 2- وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : " من المقبول منا فنهنيه ؟ و من المردود منا فنعزيه ؟ أيها المقبول هنيئاً لك ، و يا أيها المردود جبر الله مصيبتك " غدا توفى النفوس ما صنعت *** ويحصِد الزارعون ما زرعوا إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا قال الزهري :" إذا كان يوم الفطر وخرج الناس إلىالجَبَّان ( المصلى ) اطلع الله عليهم وقال : عبادي ! لي صمتم ، ولي قمتم ، ارجعوا مغفورا لكم !! " وقال مورق لعجلي لبعض إخوانه في المصلى يوم الفطر : " يرجع هذا اليوم قومٌ كما ولدتهم أمهاتهم !! " 3- نعم لقد آذن ضيفنا الحبيب بالرحيل ، ولم يبق على وقت الوداع سوى القليل . أعرف من إذا بلغه نبأ الإعلان عن ثبوت العيد يبكي بكاء مريرا ، ويزداد نحيبه ، وقد اعتاد الناس منه ذلك كل عام !! فهل ترونه يلام على ذلك ؟! يا لائمي في البكا زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأشعار ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانتُ القاري وفي التراويح للواحات جامعة *** فيها المصابيح تزهو مثلَ أزهار شهرٌ به يُعتق الله العصاة وقد *** أشفوا على جُرف من حصة النار فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا *** ما قد بقي، فهو حقٌ عندكم جاري ذهب رمضان أو كاد رُحم فيه سعداء ، وحرم من خيره أشقياء . مضى الشهر فهنيئا لمن صابر فيه نفسه على الجوع والعطش ، ونصب في ظلمات لياليه أقدامَه لله رب العالمين ، راكعا وساجدا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه !! هنيئا لهم رضا ربهم عنهم . ويا حسرة من خسر في أيامه و لياليه ؟ ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه و قد عظمت فيه مصيبته و جلّ عزاؤه ؟ كم نـُصح المسكين فما قبل النصح ؟ كم دُعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح ؟ كم شاهد الواصلين فيه و هو متباعد ؟ كم مرت به زمر السائرين و هو قاعد ؟ حتى إذا ضاع الوقت ، و خاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم. و طلب الاستدراك في وقت العدم ?!! فياليت شعري من الذي أعتق رقبته من النار ؟ وفاز بدار النعيم والقرار ؟ سائل نفسك وأعظم الرجاء في ربك ، فإن لم تكن ممن أعتق في فيما انصرم من ليالي الشهر فلا يفوتنَّك ما بقي ، فلعلّ وعسى : عسى وعسى من قبل وقتِ التفرقِ *** إلى كلِّ ما ترجو من الخير ترتقي فيـُجبر مكسورٌ ويـُقبـَل تائبٌ *** ويـُعتـَق خطّاءٌ ويَسعد من شقي فيا رمضان نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، وجبر الله عزاءنا في فراقك ، وأعادك علينا مرات ومرات ونحن على ما يرضي ربَّنا ومولانا . اللهم تقبل منا ما أودعنا في شهرنا ، واغفر لنا السيئات والتقصير ، واكتبنا من عتقائك من النار ووالدينا وأزواجَنا وذرياتِنا والمسلمين أجمعين الأحياءَ منهم والميتين برحمتك إنك أنت الجواد الكريم . :56p: كل عام وانتم بخير أحبتي .,. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال .,. :) |
~(ملكة قلبـــهـ )~
جزاكــــِ الله خيراً على هذا الطرح يعطيكــــِ العافية جعله الله في موازين حسناتكــــِ تقبل الله منا ومنكم صيامكم وقيامكم وطاعاتكم كل عام وآنتم بخير http://www.al-amakn.net/up3/uploads/e17783a039.gif |
أم فهد ربي يخليك وكل عام وانتي بصحه وسلامه .. :) |
اللهم ارزق صاحب الموضوع
تفقه وتعلم في الدين ، وبركة في العمر ، وصحة في الجسد ، وسعة في الرزق ،وتوبة قبل الموت ، وشهادة عند الموت ، ومغفرة بعد الموت ، وعفوا عند الحساب ، وأمانا من العذاب ، ونصيبا من الفردوس ، وارزقه النظر إلى وجهك الكريم |
اقتباس:
الغرباء جزاك الله ألف خير |
., ,. ملكة قلبه كل عام و إنتي بألف خير وصحه وسلامه وجزاك الله ألف خير دمتي بتميز ., ,. |
اقتباس:
SaDa وانت بألف خير يالغالي جزاك الله الجنه دمت بروعتك :) |
,, رائـ ع رائـ ع ما قطفته انا ملك غاليتي هنا صففتـ درر بوركتي وا سأل اللهـ ان تكوني من المقبولين السعداء لامن الاشقياء حفظكـ الرحمن ,, |
اقتباس:
|
الساعة الآن 04:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.