حاضنة "بادر" ..
 

حاضنة "بادر" ..
النموذج السعودي الأمثل لاستثمار العقول
بقلم : نواف الصحاف
في كثير من الأمكنة والدول حينما تُذكر المملكة السعودية تكون مضرب مثل لدى الكثير من الشعوب، ليس فيما تمتلكه من ثروات ولكن فيما تنتهجه من سياسات قادت الشعب السعودي إلى مصاف الشعوب، فجعلته مضرب مثل في كثير من الأمور.
أحد المثقفين العرب قبل أسبوعين ونحن نتداول أطراف الحديث عن الكيفية التي استطاعت بها الدول المتقدمة والمتحضرة أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم في شتى المجالات، قال أن أهم تلك الأسباب أخذ تلك الدول بالعلم وإيمانها بالتخصص وتوجهها الأمثل لاستثمار العقول وتنمية المواهب والقدرات بطرق سليمة، وقال أيضا: أن السعودية اتخذت خطوات رائدة نحو التقدم والرقي وأنها تستثمر في عقول أبنائها في الوقت الحاضر أكثر من استثمارها في أي شيء ضاربا أمثال شتى ابتداء بسياسة الإبتعاث، ومرورا بمواكبة التطور والتقدم التقني، وصولا إلى حاضنة بادر والتي أعدها حسب اعتباره أنموذجا أمثلا للاستثمار في العقول تسعى من خلاله المملكة إلى موازاة الدول المتقدمة والسير إلى جوارها في نفق واحد.
نعم ..إنها حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات التي ولدت لتشكل منارة إشعاع مستقبلي باحتضانها للمبدعين كأول حاضنة وطنية سعودية، فاستطاعت أن تحتضن عدد من المشروعات المهمة خلال وقت قياسي، بلغت بنهاية العام الماضي 2009م 26 مشروعا، استحوذ قطاع تطوير البرمجيات والاتصالات منها المراتب الأولى في دعم المشاريع المحالة لها.
لقد شد انتباهي حقيقة كلام هذا المثقف وهو يتحدث عن حاضنة "بادر" لتقنية المعلومات والاتصالات باعتبارها أولى الحاضنات المتخصصة على مستوى الوطن العربي التي تم تأسيسها وفق أساليب وإجراءات وسياسات الحاضنات الناجحة في العالم، وركز انتباهي على أهمية وجود مثل هذه الحاضنات في المجتمعات المتحضرة، انطلاقا من الدور الذي تلعبه في رفد المؤسسات والشركات والأوطان بالنوابغ والعقول والمشروعات في آن معا.
إن أهمية حاضنة "بادر" لتقنية المعلومات والاتصالات ليس في كونها تعمل على التنسيق بين جميع الأطراف ذات العلاقة بالمتاجرة التقنية من مخترعين ومبتكرين ورجال أعمال مهتمين للمشاركة في عمليات التطوير فقط، ولكنها تمتد لتشمل تشجيع العقول المفكرة ومتابعة ودعم المشروعات والابتكارات، وتطوير نشاط المتاجرة التقنية، وتنمية قطاع الأعمال ، إلى جانب المساعدة في تحويل وتطوير الابتكارات والأفكار إلى منتج تجاري يستفاد منه على أرض الواقع، وهذا ما يشجع أبنائنا وبناتنا على إخراج بنات أفكارهم إلى الواقع وعدم تركها حبيسة العقول والدواليب والأدراج.
كما أن ما تقوم به الحاضنة ممثلة بإدارتها والقائمين عليها من تنظيم للبرامج ولورش العمل تتعلق برفع مستوى الوعي لدى المجتمع وبأهمية العمل الدءوب على تطوير وتقديم الأفكار وتطبيقها والوصول إلى الاستفادة منها يعد في حد ذاته خطوة نوعية محسوبة للمجتمع السعودي، وذلك لما فيها من تشجيع وتحفيز للشباب على الاهتمام بالتقنية والتوجه نحو العمل الإبداعي الخلاق الذي يساهم في إيجاد البرامج والابتكارات الجديدة التي تساعد على النهوض بالتنمية والسير بها نحو الأمام.
ولعله من نافلة القول التذكير بأن التوّجه العالمي الآن في الاقتصاد يزحف نحو الاستثمار في العقول.. وأن المتاجرة التقنية من خلال حاضنات التقنية تعد وسيلة فاعلة لتطوير الاقتصاد الوطني وتنوع مداخله، علاوة على أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يعتبر أحد العناصر الأساسية في الاقتصاديات الوطنية نظرا لدوره الأساسي في دعم مختلف القطاعات في تلك الأوطان.
وفي الأخير من لا يشكر الناس لا يشكر الله ونحن هنا لا نملك إلا أن نقول شكرا لقيادتنا الرشيدة على كل خطوة تخطها في سبيل تطوير هذا الشعب، والأخذ به إلى مصاف الشعوب، شكرا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على مبادرتها الطيبة، وشكرا لبرنامج بادر لحاضنات التقنية والقائمين عليها وما يبذلونه من جهود محمودة في سبيل دعم أبناء هذا المجتمع وبناته، والشكر موصول لكل مبدع ومبدعة أخرج فكرته إلى حيز الوجود واتخذ من الحاضنة وما توفره من إمكانيات مكانا ملائما لتطوير فكرته والانطلاق بها إلى حيز التنفيذ والمنفعة، وإلى حيث يذهب الفرد السعودي وهو رافعا رأسه في السماء..

رد: حاضنة "بادر" ..