الموضوع
:
تفسيرْ القرآنْ الكريمْ كاملاً.. ( سورة النساء )
عرض مشاركة واحدة
18-10-2009, 10:25 PM
المشاركة
9
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
17365
المشاركات:
53,311
رد: تفسيرْ القرآنْ الكريمْ كاملاً.. ( سورة النساء )
[LEFT]
((
تفسير ابن كثير
))
يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا
وَقَالَ جُوَيْبِر عَنْ الضَّحَّاك أَنَّ نَافِع بْن الْأَزْرَق أَتَى اِبْن عَبَّاس فَقَالَ يَا اِبْن عَبَّاس قَوْل
اللَّه تَعَالَى "
يَوْمئِذٍ يَوَدّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُول لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الْأَرْض وَلَا يَكْتُمُونَ
اللَّه حَدِيثًا
" وَقَوْله وَاَللَّه رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ فَقَالَ لَهُ اِبْن عَبَّاس إِنِّي أَحْسَبك قُمْت
مِنْ عِنْد أَصْحَابك فَقُلْت أُلْقِي عَلَى اِبْن عَبَّاس مُتَشَابِه الْقُرْآن فَإِذَا رَجَعْت إِلَيْهِمْ فَأَخْبِرْهُمْ
أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَجْمَع النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي بَقِيع وَاحِد فَيَقُول الْمُشْرِكُونَ إِنَّ اللَّه لَا يَقْبَل
مِنْ أَحَد شَيْئًا إِلَّا مِمَّنْ وَحَّدَهُ فَيَقُولُونَ تَعَالَوْا نَجْحَد فَيَسْأَلهُمْ فَيَقُولُونَ
"
وَاَللَّه رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ
" قَالَ فَيَخْتِم اللَّه عَلَى أَفْوَاههمْ وَيَسْتَنْطِق جَوَارِحهمْ وَتَشْهَد
عَلَيْهِمْ جَوَارِحهمْ أَنَّهُمْ كَانُوا مُشْرِكِينَ . فَعِنْد ذَلِكَ يَتَمَنَّوْنَ لَوْ أَنَّ الْأَرْض سُوِّيَتْ بِهِمْ
"
وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّه حَدِيثًا
" رَوَاهُ اِبْن جَرِير .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا
إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ
مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا
"
يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاة
" أَيْ لَا تُصَلُّوا "
وَأَنْتُمْ سُكَارَى
" مِنْ الشَّرَاب لِأَنَّ سَبَب
نُزُولهَا صَلَاة جَمَاعَة فِي حَال سُكْر "
حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
" بِأَنْ تَصِحُّوا "وَلَا جُنُبًا"
بِإِيلَاجٍ أَوْ إنْزَال وَنَصْبه عَلَى الْحَال وَهُوَ يُطْلَق عَلَى الْمُفْرَد وَغَيْره "
إلَّا عَابِرِي
" مُجْتَازِي
"
سَبِيل
" طَرِيق أَيْ مُسَافِرِينَ "
حَتَّى تَغْتَسِلُوا
" فَلَكُمْ أَنْ تُصَلُّوا , وَاسْتِثْنَاء الْمُسَافِر لِأَنَّ
لَهُ حُكْمًا آخَر سَيَأْتِي وَقِيلَ الْمُرَاد النَّهْي عَنْ قُرْبَان مَوَاضِع الصَّلَاة أَيْ الْمَسَاجِد إلَّا عُبُورهَا
مِنْ غَيْر مُكْث "
وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى
" مَرَضًا يَضُرّهُ الْمَاء "
أَوْ عَلَى سَفَر
" أَيْ مُسَافِرِينَ وَأَنْتُمْ
جُنُب أَوْ مُحْدِثُونَ "أَوْ جَاءَ أَحَد مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِط" هُوَ الْمَكَان الْمُعَدّ لِقَضَاءِ الْحَاجَة أَيْ أَحْدَث
"
أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاء
" وَفِي قِرَاءَة بِلَا أَلِف وَكِلَاهُمَا بِمَعْنَى اللَّمْس هُوَ الْجَسّ بِالْيَدِ قَالَهُ
ابْن عُمَر وَعَلَيْهِ الشَّافِعِيّ وَأُلْحِق بِهِ الْجَسّ بِبَاقِي الْبَشَرَة وَعَنْ ابْن عَبَّاس هُوَ الْجِمَاع
"
فَلَمْ تَجِدُوا مَاء
" تَتَطَهَّرُونَ بِهِ لِلصَّلَاةِ بَعْد الطَّلَب وَالتَّفْتِيش وَهُوَ رَاجِع إلَى مَا عَدَا الْمَرْضَى
"
فَتَيَمَّمُوا
" اقْصِدُوا بَعْد دُخُول الْوَقْت "
صَعِيدًا طَيِّبًا
" تُرَابًا طَاهِرًا فَاضْرِبُوا بِهِ ضَرْبَتَيْنِ
"
فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ
" مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ مِنْهُ وَمَسَحَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ .
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ
يُخْبِر تَعَالَى عَنْ الْيَهُود عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه الْمُتَتَابَعَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أَنَّهُمْ يَشْتَرُونَ
الضَّلَالَة بِالْهُدَى وَيُعْرِضُونَ عَمَّا أَنْزَلَ اللَّه عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتْرُكُونَ
مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ الْعِلْم عَنْ الْأَنْبِيَاء الْأَوَّلِينَ فِي صِفَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا مِنْ حُطَام الدُّنْيَا "
وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيل
" أَيْ يَوَدُّونَ لَوْ
تَكْفُرُونَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَتَتْرُكُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْم النَّافِع .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا
"
وَاَللَّه أَعْلَم بِأَعْدَائِكُمْ
" أَيْ هُوَ أَعْلَم بِهِمْ وَمُحَذِّركُمْ مِنْهُمْ وَكَفَى بِاَللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى
بِاَللَّهِ نَصِيرًا أَيْ كَفَى بِهِ وَلِيًّا لِمَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ وَنَصِيرًا لِمَنْ اِسْتَنْصَرَهُ .
مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ
مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ
وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى "
مِنْ الَّذِينَ هَادُوا
" مِنْ فِي هَذَا لِبَيَانِ الْجِنْس كَقَوْلِهِ
"
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْس مِنْ الْأَوْثَان
" وَقَوْله يُحَرِّفُونَ الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعه أَيْ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى
غَيْر تَأْوِيله وَيُفَسِّرُونَهُ بِغَيْرِ مُرَاد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَصْدًا مِنْهُمْ وَافْتِرَاء "
وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا
"
أَيْ سَمِعْنَا مَا قُلْته يَا مُحَمَّد وَلَا نُطِيعك فِيهِ هَكَذَا فَسَّرَهُ مُجَاهِد وَابْن زَيْد وَهُوَ الْمُرَاد
وَهَذَا أَبْلَغ فِي كُفْرهمْ وَعِنَادهمْ وَأَنَّهُمْ يَتَوَلَّوْنَ عَنْ كِتَاب اللَّه بَعْدَمَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
مَا عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ مِنْ الْإِثْم وَالْعُقُوبَة وَقَوْلهمْ "
وَاسْمَعْ غَيْر مُسْمَع
" أَيْ اِسْمَعْ مَا نَقُول
لَا سَمِعْت رَوَاهُ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَالَ مُجَاهِد وَالْحَسَن :
وَاسْمَعْ غَيْر مَقْبُول مِنْك قَالَ اِبْن جَرِير : وَالْأَوَّل أَصَحّ وَهُوَ كَمَا قَالَ وَهَذَا اِسْتِهْزَاء مِنْهُمْ
وَاسْتِهْتَار عَلَيْهِمْ لَعْنَة اللَّه "
وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّين
" أَيْ يُوهِمُونَ
أَنَّهُمْ يَقُولُونَ رَاعِنَا سَمْعك بِقَوْلِهِمْ "
رَاعِنَا وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ الرُّعُونَة
" بِسَبِّهِمْ النَّبِيّ وَقَدْ
تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى هَذَا عِنْد قَوْله "
يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا اُنْظُرْنَا
"
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى عَنْ هَؤُلَاءِ الْيَهُود الَّذِينَ يُرِيدُونَ بِكَلَامِهِمْ خِلَاف مَا يُظْهِرُونَهُ لَيًّا
بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّين يَعْنِي بِسَبِّهِمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَّه وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
"
وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَم وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّه
بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
" أَيْ قُلُوبهمْ مَطْرُودَة عَنْ الْخَيْر مُبْعَدَة مِنْهُ فَلَا يَدْخُلهَا
مِنْ الْإِيمَان شَيْء نَافِع لَهُمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى قَوْله تَعَالَى "
فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ
"
وَالْمَقْصُود أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِيمَانًا نَافِعًا .
عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ،
وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك
الأصدقاءْ ..
وعظـَـمة ثرائك
تخلقُ
لك الْمنافقونْ
..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..
اللّهم أغفر "
لأم عبدالعزيز
" واسكنها جنات الفردوس الأعلى
واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..