عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2009, 02:39 AM
المشاركة 31

  • غير متواجد
رد: المَوْسُوعَةُ العَقَدِيَّةُ .. ]]


تمهيد





وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ
وَفِي نُصوصِ الْوَحْيِ حَقَّاً وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا
بِالنُّطْقِ إِلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا


(وبشروط سبعة) متعلق بقيدت (قد قيدت) أي قيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا
والآخرة من دخول الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار. (وفي نصوص الوحي)
من الكتاب والسنة (حقا وردت) صريحة صحيحة (فإنه) أي الشأن وذلك علة
تقييدها بهذه الشروط السبعة (لم ينتفع قائلها) أي قائل لا إله إلا الله (بالنطق)
أي بنطقه بها مجددا (إلا حيث يستكملها) أي هذه الشروط السبعة, ومعنى
استكمالها اجتماعها في العبد والتزامه إياها بدون مناقضة منه لشيء منها
وليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها
ولو قيل له أعددها لم يحسن ذلك. وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه
يقع كثيرا فيما يناقضها, والتوفيق بيد الله, والله المستعان.


الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ
وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَصُ وَالْمَحَبَّةْ
وَفَّقَكَ اللهُ لِمَا أَحَبَّهْ

الشرط الأول: العلم

الأول من الشروط السبعة لشهادة لا إله إلا الله (العلم) بمعناها المراد منها نفيا

وإثباتا المنافي للجهل بذلك, قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ

} [محمد: 19]

وقال الله تعالى: {إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ



} [الزخرف: 86] أي بلا إله إلا الله {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم. قال الله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]
وقال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا
الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9] وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28]
وقال الله تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]
وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)) .



الشرط الثاني: اليقين



الثاني من الشروط السبعة لشهادة لا إله إلا الله (واليقين) أي الثاني اليقين المنافي
للشك بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا حازما, فإن الإيمان لا يغني
فيه إلا علم اليقين لا علم الظن, فكيف إذا دخله شك, قال الله تعالى::
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ – إلى قوله – أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 3] فاشترط في
صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا, أي لم يشكوا, فأما المرتاب فهو من
المنافقين والعياذ بالله الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: 45] وفي الصحيح
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله, ولا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما
إلا دخل الجنة)) وفي رواية: ((لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب
عن الجنة)) . وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي..
صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال: ((من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد
أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)) الحديث, فاشترط في دخول
قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها, فإذا انتفى الشرط انتفى
المشروط.



الشرط الثالث: القبول



الثالث من الشروط السبعة لشهادة لا إله إلا الله (القبول) لما اقتضته هذه الكلمة
بقلبه ولسانه, وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قبلها
وانتقامه ممن ردها وأباها كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ
مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ قَالَ
أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ فَانتَقَمْنَا
مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الزخرف: 23-25] وقال الله تعالى:
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 103]
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ
فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47] وكذلك
أخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب, وما أعده لمن ردها من العذاب, كما قال
تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ
إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} إلى قوله::{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ}
[الصافات: 22-36] فجعل الله تعالى علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول
لا إله إلا الله, وتكذيبهم من جاء بها, فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته, بل
قالوا إنكارا واستكبارا {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلأ
مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي
الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ} [ص: 5-7] وقالوا ههنا: {أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ
مَّجْنُونٍ} فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم عن رسوله صلى الله عليه وسلم
فقال: {بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 37] إلى آخر الآيات, ثم
قال في شأن من قبلها: {إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ
وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الصافات: 41] إلى آخر الآيات, وقال الله تعالى:
{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النحل: 89]
وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي...
صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث
الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير
وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا
وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك
مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم, ومثل من لم
يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
)) .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..