عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2009, 02:57 AM
المشاركة 43

  • غير متواجد
رد: المَوْسُوعَةُ العَقَدِيَّةُ .. ]]


تمهيد



الإيمان بالله تعالى يتضمن الإيمان بوحدانيته، واستحقاقه للعبادة؛ لأن وجوده –
جل وعلا – لا شك فيه ولا ريب، وقد دل على وجوده سبحانه وتعالى: الفطرة
والعقل، والشرع، والحس

الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة عبدالله بن عبدالحميد الأثري
خوارمه نواقضه - ص114

المسألة الأولى: دلالة الفطرة



معناها ومبررات إيرادها ضمن الدلائل على وجود اللهومن فضل الله ورحمته أن
فطر كل إنسان على توحيده وابتغاء وجهه بحيث يكون ذلك أصلاً يولد عليه كل
مولود وهذا هو معنى حديث الفطرة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))
فالفطرة هي الإسلام الذي أصله توحيد الله بالإرادة والمحبة، وأما الأديان المحرفة
فهي مخالفة للفطرة، وانحراف عن الأصل الذي هو الإسلام ولهذا فإن القلب
لا يمكن أن يطمئن ويستقر إلا إلى ما فطره الله عليه من إرادته ومحبته وحده
وكل إرادة ومحبة لغير الله فهي عذاب وصرف للفطرة عن أصلها، مهما يكن المراد
المحبوب وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط
تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش
)) مع أنه دعاء بالتعاسة والانتكاس لمن كان
عبداً للدينار فإنه أيضاً تقرير لواقع حاصل، وهو أن كل من كان معبوده المال فلابد
أن يكون حاله من تعاسة إلى تعاسة، ومن انتكاس إلى انتكاس، لمخالفته
لحقيقة فطرته بحب الله وإرادة وجهه وحده

ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة لعبد الله بن محمد القرني - ص163

دليل الفطرة: فلا مانع أيضاً أن تأتي به للاستدلال على ما تقول من الحق لتلزم
الخصم به وتطمئن الموافق، وما زال العلماء يسلكون هذا المسلك، وقد مر
علينا قصة أبي المعالي الجويني مع الهمداني، حيث إن أبا المعالي الجويني
غفر الله لنا وله كان يقرر نفي استواء الله على عرشه، فقال له الهمداني:
" دعنا من ذكر العرش، فما تقول في هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا:
ما قال عارف قط: يا الله ! إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو
" فصرخ أبو المعالي
ولطم على رأسه، وقال: حيرني الهمداني، حيرني الهمداني

القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح بن عثيمين - 3/246

وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه
وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة
بربوبيته وألوهيته؟

القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لمحمد بن صالح بن عثيمين - ص27

التنبيه على دلالة الفطرة في القرآن والسنةقال ابن كثير رحمه الله تعالى:
وذهب طائفة من السلف والخلف أن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على
التوحيد, كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية -
على هذه الملة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء
هل تحسون فيها من جدعاء
)) أخرجاه وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يقول الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن
دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم)) وعن الأسود بن سريع من بني سعد قال
((غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع غزوات قال فتناول القوم الذرية
بعدما قتلوا المقاتلة فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فاشتد عليه ثم قال:
ما بال قوم يتناولون الذرية فقال رجل يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين؟ فقال:
إن خياركم أبناء المشركين ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما
تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها
))
قال الحسن: ولقد قال الله تعالى في كتابه:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِيَّتَهُمْ} [الأعراف:172]
قالوا ولهذا قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} ولم يقل من آدم {مِنْ ظُهُورِهِمْ}
ولم يقل من ظهره {ذُرِيَّتَهُمْ} أي جعل نسلهم جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن كقوله
تعالى: {وَهُوَ الذِّي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فيِ الأَرْض} [الأنعام:165] وقال:
{وَيَجْعَلَكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْض} [النمل:62] وقال تعالى: {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَةِ قَوْمٍ آخَرِين}
[الأنعام:133] ثم قال تعالى: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}
أي أوجدهم شاهدين بذلك قائلين له حالا, قال الشهادة تكون بالقول كقوله تعالى:
{قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا} [الأنعام:130] الآية وتارة تكون حالا كقوله تعالى:
{مَا كَانَ للمُشْرِكِينَ أَنْ يُعَمِّرُوا مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالكُفْر}
[التوبة: 17] أي حالهم شاهد عليهم بذلك لا أنهم قائلون ذلك, وكذا قوله تعالى:
{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيد} [العاديات: 7] كما أن السؤال تارة يكون بالمقال, وتارة
يكون بالحال كقوله تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوه} [إبراهيم: 34]

معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص93

حقيقة المعرفة الفطرية بالخالق



ولهذا كان أكثر الناس على أن الإقرار بالصانع ضروري فطري وذلك أن اضطرار النفوس
إلى ذلك أعظم من اضطرارها إلى ما لا تتعلق به حاجتها ألا ترى أن الناس يعرفون
من أحوال من تتعلق به منافعهم ومضارهم كولاة أمورهم ومماليكهم وأصدقائهم
وأعدائهم مالا يعلمونه من أحوال من لا يرجونه ولا يخافونه ولا شيء أحوج إلى
شيء من المخلوق إلى خالقه فهم يحتاجون إليه من جهة ربوبيته إذ كان هو
الذي خلقهم وهو الذي يأتيهم بالمنافع ويدفع عنهم المضار:
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53]
وكل ما يحصل من أحد فإنما هو بخلقه وتقديره وتسبيبه وتيسيره وهذه الحاجة
التي توجب رجوعهم إليه حال اضطرارهم كما يخاطبهم بذلك في كتابه وهم
محتاجون إليه من جهة ألوهيته فإنه لا صلاح لهم إلا بأن يكون هو معبودهم الذي
يحبونه ويعظمونه ولا يجعلون له أندادا يحبونهم كحب الله بل يكون ما يحبونه سواه
كأنبيائه وصالحي عباده إنما يحبونهم لأجله كما في الصحيحين عن النبي...
صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:
من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله
ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار
))
ومعلوم أن السؤال والحب والذل والخوف والرجاء والتعظيم والاعتراف بالحاجة
والافتقار ونحو ذلك مشروط بالشعور بالمسئول المحبوب المرجو المخوف المعبود
المعظم الذي تعترف النفوس بالحاجة إليه والافتقار الذي تواضع كل شيء لعظمته
واستسلم كل شيء لقدرته وذل كل شيء لعزته فإذا كانت هذه الأمور مما تحتاج
النفوس إليها ولا بد لها منها بل هي ضرورية فيها كان شرطها ولازمها وهو الاعتراف
بالصانع به أولى أن يكون في النفوس وقول النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح: ((كل مولود يولد على الفطرة)) ويروي عن ربه:
((خلقت عبادي حنفاء)) ونحو ذلك لا يتضمن مجرد الإقرار بالصانع فقط بل إقرارا
يتبعه عبودية لله بالحب والتعظيم وإخلاص الدين له وهذا هو الحنيفية وأصل
الإيمان قول القلب وعمله أي علمه بالخالق وعبوديته للخالق والقلب مفطور
على هذا وهذا وإذا كان بعض الناس قد خرج عن الفطرة بما عرض له من المرض
إما بجهله وإما بظلمه فجحد بآيات الله واستيقنتها نفسه ظلما وعلوا لم يمتنع
أن يكون الخلق ولدوا على الفطرة .

درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - 2/24






عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..