الموضوع: ...ولكـنْ,؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-04-2010, 10:33 PM
المشاركة 51
زمـنَ
عضو عذب التواجد
  • غير متواجد
رد: ...ولكـنْ,؟؟


(16)
" شَابٌ مَـعَّتوه"


كلي أمل , بأنْ اخذ شيء من النصحَّ
وَ أنْ أُعِيدُ إلى جَسدي شيء مِن النْشَاط
أقَّبلُتَ إليَّه وَ شَمَّرتُ عَنْ سَاعِديَ
لِ يَصَّعد الرجُل بِ ظَهرِ العَربة و يَسحبُ ألآله
وَ أنْا بِ الأسَّفل ادَّفَعُها له بَعد الرَّفع
وَ مابين دَفعٍ ورفعْ , وَ حَمَّلٍ و سَحبْ
وَ تَمَّتمتٌ يُصَّدِرُها هَذا الرَّجُلَ النْحِيل
تَسَّلقَ شابٌ قَصيرُ القَامةَ , نْحِيل البُنية
أشَعَثَ , بِ مَلابِسَ بَالِيةَ يِغلِبُ عَليها الثُقوبَ
أمَّسَكْ الشَابُ طَرفِ القُماشَ المُحِيطَ بِ ألآله
يَصَّرُخَ وَ يَصيح ..: أرَّجوكَ لا .لا تَّفعلْ يَا سَيدي
فَ مَا كَانْ مِن الرَجُل إلا أنْ ركَلهُ الشَابُ بِ قدمهِ
لِ يَسَّقُطَ مِنْ أعلى العَربةَ " أذّهب أيُها المَعَتوه
لِ المرةِ العَاشرةَ أقولُ لَكْ لا أريدُ أنْ أراكَ هنْا "
*
و أنْا فِي حِيرة مِنْ أمري مَنْ هذا وَ ماذا يُريدَ
انْتَابَني شُعورٌ بِ أنهُ " مَجَّنونْ" فَـ حَالهُ يُزَري
أكَّمَلنا عَمليةُ الرَفَّع , إلى أنْ تَوَسَّطتَ العَربةَ
فَ ربطَنْا عليها بِ أحَّكام وَ جَّعَلنها مُوَثْقة
تْراجَعتُ لِ الخَلفْ مُسِنْدٌ ظهري بِ جَنِبها
انْفِضِ الغِبار عَنْ كَفيَ وَ عنْ وَسطَ إزَّاري
لِ أمسحُ عرق جبيني وَ أنْا اللهثَ مُطَّلِقُ النْظَّر
إلى هذا الانْجَازْ , أحَّسَستُ بِ الدُوار وَ أنْا أحَّدِقُ
مَا هَّي هَّذه ألآله وَ ما الغَرضُ مِنْها ..؟
وَ مَا الذي أتَى بِـ هذا المَجّنونْ هنْا . ؟؟
*
نْزَل الرَّجُل مِن العَربة , شَاكِراً مُتَبَسِماً ليَ
لـِ يَضعُ فِ كَفي النُقودَ , وَ يَمتَطي عَربتهُ
اتْجَهَّ بِعدَها إلى الجِهةُ الجَنْوبية مِنْ المَدينةَ.
جَثى الشَابُ عَلى رُكَبتيهِ يَجَهشُ بِـ البُكاء
بَّعد أنْ ابَتعدتَ العربةَ وَ يَقول :" بِ ماذا اعُود لِ المَّنْزِل
بِ ماذا أعود ..بِ ماذا ... لِماذا كُلَ هذا
أعَلمُ بَ أنْ لِيسَ لَكَ ذنبٌ فِي هَذا أيُها الغَريبْ
ولَكنْ ..؟ مَا ذنبي وَ ذَنْبُ إخْوَتي " .. أنْزل رأسهُ لِ رُكبتيه لِ يُخفي دَمعتهِ ؟




10-4-27 اثْ