أيا نسمة تحمل لها مني السلام
أيا نِسمةً ، هل تَحملينَ مني السلام
وَرَحَلتِ .
لم يكن لرحيلك عندي يومئذٍ ذلك الأثر البالغ ، ولم يكن بمقدوري آنذاك أن أَلمِسَ الفارقِ بين وجودكِ وعَدَمَه، فلقد سرقت مني أيام ذلك الوقت متعة الإحساس بوجودي ، غير أنها أعطتني بدلا" من ذلك سعادة اللحظة التي كنت أعيش ، وما أكثرها من سويعات سعادة ولحَظات .
واليوم.وقد مضَت الأيام بسرعةٍ مُذهِلَة ، فَتَلَفَتُّ حَولي باحثا" عنك فلم أراكِ ، صَرَختُ بملء الصوتِ مناديا" ، فرجَّع الصدى ندائي : رَحَلَت . غيرَ أنها لا تزالُ هناك .
ورحلتِ .
وعدتُ سريعاً إلى ذاكرتي ، أسائِلُها عذ ذلك الصوت البعيد البعيد القريب الذي نَبَّهني إلى أن أعي ما قال ،وإذا بي أصطدمُ بلا مبالاتي ، التي كانت تستحوِذ على حياتي كاملةً . عقابا" لي ، كي أعود جاهدا" مُتَوسِّلا" إلى فكري وذكرياتي ، فإذا بي بعد طول رجاءٍ أتذكر بأنك لم تغادري نفسي ولا تزالين في فكري وعقلي تتخذينَ بين منازل الشوق وأحلام الأمل سُكنى ومَلاذ.
لا ترحلي يا سيدة عمري . فأنت سيدة عمري وعمري بدونكِ لا يَعيش . لا تختفي من عالمي ، فإن لوجودكِ بعالمي أريجٌ من طعم فريد ، مزِج بلونِ دمي ، بلَون ذُرى الجنوب ، بسهولٍ يعشقُ الندى ورودها في كل فجرٍ جديد . فأنتِ العيون ، وأنت المدى
وأنت الأمل و وبعضٌ من شعرٍ مُغَنَّى يَرجُو مُبدِعُهُ النسيم أن يوصِلَ السلام :
كُلُ مَا نَسنَس من الغربِ هبوب
حَمَّلِ النَّسمَة سَلاَم
وإن لَمَحت سهَيلٌ في عَرضِ الجنوب
عانَق رموزَ الغَرام
وأقول مناجيا"روعة الودّ فيك ، مالكتي ، و مليكتي ، لم أكن لأعلَم قَبلَ رحيلك بأن الذي كنت متناسيا" له ، وغيرَ آبهٍ به ، وَلَهٌ ليس لهُ مَدى ولا حدود ، ولم أكن أدري بأن وَلَهَي بك قد استشرى في الفؤاد، فاستَحالَ حالي إلى حالٍ ليس كمثلهِ حال. وانقلب الحبُّ ينافِسُ جَميلا" ، وكُثَيِّر عزَّةَ، وقَيسا"، وأكثر ، وأكثر .
وأنا أحبك . أكثر ، وأكثر ، وأكثر …
أحمد عاصم آقبيق
جدة 13/10/2010م
Hdh kslm jplg gih lkd hgsghl