عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2011, 06:42 PM
المشاركة 7

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: مسابقه صوره وتعليق{6 والآخيرة








الحمد لله الذي أولى اهتماما و دورا كبيرا للتربية و التعليم
انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( خير الناس ، أنفعهم للناس )
هي رسالة اختص الله بها عباده مكلفا اياهم بتربية و تعليم الأجيال
و تنشئتهم على مبادئ الشريعة الاسلامية و تثقيفهم من خلال نشر العلوم النافعة
سبحآن الذي خلق العلم و كرم العلماء بـقوله تعآلى
((يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أتو العلم درجات ))
و قوله تعآلى (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ))
فالعلم نور تستنير به عقولنا
و هو نبراس يضئ جوآنب حياتنا
و مآ أجمل أن يسلك المتعلم طريقا العلم
الذي ينشد من خلاله حياة سعيدة قويمة طيبة
و لن يتحقق ذلك الا من خلال ايلاء أهمية كبرى للتربية و التعليم
عبر انشاء مؤسسات تعليمية و تربوية
تُخرج أجيالا سلاحهآ العلم و المبادئ الاسلامية السامية..
أجيالا تقوم تنشأتها على أسس تربوية صحيحة
قائمة على الأخلاق السامية و الفظيلة
لكي تكون قادرة على مجابهة صعوبات الحياة..
و هذا هو هدف المدرسة
الذي لا يقتصر دورها على التعليم فقط و انما على التربية..
و لكن لا يمكن أن نسدل الستار على حقيقة ما يحدث في هذه المؤسسات التربوية
و على السلوكات البائسة التي يكتسبها التلاميذ في هذا الفضاء التربوي التعليمي
و التي لا تمت بصلة لمبآدئنا الاسلامية كتعلم الكلام البذئ و قلة الأدب ..
و ما نرآه في هذه الفضائات التربوية التي تولي اهتماما للجانب المعرفي
و تتجاهل الجانب الاخلاقي و الوجداني
فكم مرت علينا من مشاهد لتلاميذ يسلكون طريقة الرذيلة فعلا و قولا
و ان دلت هذه السلوكات على شئ فحتما سوف تدل على فساد الاخلاق و غياب الضمير

فهل يمكن أن يتحول هذا الفضاء التعليمي التربوي الى فضاء لنشر الفساد في صفوف التلاميذ؟
كيف اكتسب التلميذ هذه السلوكات ؟
و على من تعود المسؤولية ؟
و كيف السبيل الى معآلجة هذه الآفة التي تفتك بأجيال المستقبل و القضاء على هذه السلوكات الشنيعة؟


**


في كل صبآح ..نُرسل أبنائنا و فلذات أكبادنا الى المدرسة
هدفنا من ذلك تنشأتهم على القيم و المبادئ السامية ..
و الارتقاء بعقولهم الى أعلى درجات المعرفة و الفظيلة و القيم الاسلامية الراقية
و تربيتهم على الأخلاق الحميدة ..فقد أشاد الاسلام بحسن الخُلق
أخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمرو "أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: أحسنكم خلقا".
و لكن واقعنا يعكس صورة باهتة الملامح لا تعكس هذه القيم الا على الورق
فقد أصبحت المدرسة مسرحا لتبادل الكلام البذئ و السلوكات السيئة
و الخصال الممقوتة التي تقصف القيم الاسلامية و الأخلاق
فصار التلميذ يخالط أصحاب السوء من المنحرفين و عديمي التربية
و يتعلم منهم ما كان يجهله من ألفاظ غير لائقة
لكي يرددها فيما بعد على مسامع أسرته و أقاربه..
فهذه المؤسسة التي كان دورها الأساسي
يكمن في تربية الأبناء بعد الأسرة.. قد أصبح دورها ثانويا..
بعد أن صرنا نستشعر خطر التقاء الطفل بأقرانه في المدرسة
فواقع أبنائنا يبرز لنا عكس ما كنا ننشده
حيث صارت ألسنتهم تتداول الألفاظ النابية الغيرلائقة
كالسخرية من الآخر و الفحش و السباب
الى جانب العديد من السلوكات المرفوضة التي يمارسونها و المنافية مع أخلاق التلميذ
مثل عدم احترام المعلم و الوالدين و رفع الصوت عليهما
الى جانب التدخين و غير ذلك من السلوكات المشينة
و هذه السلوكات من شأنها أن تقتل الروح المعنوية للتلاميذ
و تُفسد ألسنتهم و تفكيرهم و ثقافتهم و فطرتهم
فما مرد ذلك؟؟


**


أسبآب الانحلال الأخلاقي في صفوف التلاميذ

يعود هذا الانحلال الأخلاقي الى عوامل عديدة لا يمكن حصرها نذكر منها
**الاختلاط في المدرسة..فهذا المجتمع المصغر يجمع بين أسواره كل الأصناف
يجمع الحسن و السئ ..يجب الخلوق و المنحرف
فحتما العدوى ستنتقل في صفوف التلاميذ
و يُتاح لهم المجال لتعلم شتى أنواع الكلام البذئ و الألفاظ السيئة و السلواكات الرديئة كالعنف
** قصور المدرسة في مراقبة سلوك التلميذ داخل المؤسسة
** تغافل المدرسة عن الجانب الأخلاقي الذي لم يعد معيارا مع الكفاءة العلمية
**تهاون المدرسين و تقصيرهم في آداء عملهم و بالتالي فهم يزيدون الطين بلة بأعمالهم التي تبعد أشد البعد عن أخلاقيات مهنة التربية و التعليم
**عدم سعي المدرس الى فهم ظروف التلميذ و حالته النفسية و اللجوء الى الضرب و العنف كوسيلة للتعامل معه بدلا من العطف و الحنان و النصيحة و هذا ما يغرس صفة العنف في سلوك التلميذ
** تأثر التلاميذ بالمشاهد العنيفة التي تبثها الفضائيات و القنوات التلفزية ..و لا يجدون فضاء لتطبيق ما شاهدوه على أرض الواقع سوى المدرسة حيث يجتمع التلاميذ
** تدني المستوى الأخلاقي داخل الأسرة و يعود ذلك الى جهل الأولياء كيفية تربية أبنائهم على الأخلاق الحميدة أو تهاونهم بهذا الجانب فتصبح الأسرة منبعا للسلوكات المتفشية بين التلاميذ في المدارس
** التناقض الذي يحيط بالتلميذ حيث يجد أن المدرس أو الأب الذي يحثه على الاخلاق يفتقر في حد ذاته الى هذا المبدأ..
فالأب ينهى ابنه عن التدخين و هو يدخن..
أو أن ينهاه المدرس عن التلفظ الكلام البذئ و ينصطدم التلميذ بسماع هذا المدرس
يردد الألفاظ البذيئة عند مروره صدفة أمام غرفة المعلمين


فكيف نأمل بانشاء جيل يحترم القيم و المبادئ الاخلاقية وقدوته في ذلك أشخاص لا يحترمون الأخلاق ؟؟
فهنا نكتشف بان المسؤولية قد أصبحت مشتركة بين الجميع
و لا يجب السكوت على ذلك بل يجب على كل واحد من موقعه أن يسعى الى النصح و الارشاد
لان الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم


**



ماالسبيل الى انقآذ هذه الأجيال من الخطر الذي يهدد مستقبلهم؟



الدور الرئيسي للأسرة
العائلة لها دور كبير في بناء شخصية مثالية لأبنائها
و حمايته من تلك السلوكات التي من شانها أن تغير مجرى حياته الى الأسوأ
فوجب عليها أن تتفهم نفسية الطفل و توفر له الراحة النفسية التي يحتاجها
و توفر له جميع مستلزماته المدرسية و الحرص على الاهتمام بأخلاقه في البيت
لأن ذلك سينعكس ايجابيا على سلوكه في الخارج
و الحرص أيضا على منعه من مخالطة أصحاب السوء و التلاميذ المنحرفين
دور المدرسة
للمدرسة دور كبير في الاصلاح و التوعية و المراقبة والتوجيه
فهذا الفضاء بمثابة مجتمع مصغر يضم جميع شرائح التلاميذ
يعآني الكثيرون منهم من اضطرابات نفسية صعبة في بيوتهم
كالمشاكل بين الوالدين أو الطلاق أو فقدان أحد الوالدين
و هنا يأتي دور المدرسة في الاهتمام بهم حسب الظروف التي يعيشونها
فاذا استوعبت المدرسة مشاكل وظروف التلميذ..
فقد تنجح في فهم تلك السلوكات السلبية التي تصدر منه و بالتالي امكانية تجاوزها
على المدرسة أن تولي دورا كبيرا للأخلاق و يجب أن تكون الاخلاق معيارا الى جانب الكفاءة العلمية
السعي الى غرس الأخلاق الحميدة في نفوس التلاميذ سواء داخل المدرسة و خارجها عبر تخصيص دروس تعنى بالتربية الخلقية الهدف منها تعليم الفظائل و خلق أجواء مدرسية لتبادل الخبرات النافعة و ممارسة السلوكات الطيبة
و هي طريقة عملية أنجع لترسيخ القيم الأخلاقية المثلى عبر الممارسة
توعية التلاميذ على مضار السلوكات السيئة و حثهم على الصحبة الصالحة
تدريس سير الرسل و الأنبياء لتكون لهم قدوة في حياتهم

دور المدرِس
يجب أن يعي أن دوره لا يقتصر فقط على تعليم الأبجدية بل على مبادئ التربية القويمة
و أن الأخلاق تُكمل العلم فماذا ينفع العلم بدون أخلاق ؟!
يجب عليه أيضا أن يكون المثل الأعلى لتلاميذه
لكي يقتدوا به في تصرفاتهم و تعاملهم فكما يقول الرسول صلى الله عليه و سلم ( الدين المعاملة )
و هذا هو رهان المعلم ..أن ينجح في بناء شخصية متميزة للتلميذ ..
مجتهد في دراسته متميز في أخلاقه
يحمل الصفات المثالية
و كلما كان المعلم مكتسبا لثقافة عالية و متمكنا في عمله
كلما انعكس ذلك ايجابيا على شخصية التلميذ

**

في الختام
يجب أن نعي بأن التربية سلوك
قبل أن تكون مجرد أبجديات و دروس نرددها بألسنتنا
دون تدبير أو تطبيق على أرض الوآقع
فالمدرسة هي المؤسسة الوحيدة المأثرة في حياة التلميذ
فهو يمضي فيها سنوات الطفولة و اليفاعة
ففي حال تصبح هذه المؤسسة فضاء للتسيب و الانحلال الأخلاقي
فهذا الذي يهدد مستقبل الناشئة
و من هنا نأكد حتمية تظافر الجهود في سبيل تربية جيل المستقبل
على الخُلُق الحسن ، والسلوك الطيب المرغوب فيه.