عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2011, 06:07 AM
المشاركة 127
ترحاب الجنوب
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
رد: ۩۩~ {●●●مآيك الأمآكن ●●●{ ~۩۩




يوشك أن يقرع أبوابنا ضيف كريم، ضيف جاء ليكرمنا !!
علىٰ عكس الحال المعتاد، فإن الضيف ينتظر أن يكرمه أهل الدار، إلا أنّ هذا الضيف لا ينتظر منّا كرماً ولكن يجعله الله سبباً في الإكرام والغفران والعِتْق من النيران.

هذا الضيف هو شهر رمضان الفضيل، شهر رمضان المبارك، فهلموا عباد الله لاغتنام هذا الموسم الرابح، للتعرض لتلك النفحات الإلهية الطيبة،,
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَات، فَتَعَرَّضُوا لَهَا لَعَلَّ أَحَدكُمْ أَنْ يُصِيبه مِنها نَفْحَة لا يَشْقَىٰ بَعْدَهَا» [رواه الطبراني في الأوسط].

وعن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه أنه قَالَ: «الْتَمِسُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه].
فرمضان هو الشهر الذي يهيئ الله فيه جو العبادة، فصح عن النبي صلىٰ الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» [رواه الترمذي وابن خزيمة والحاكم في المستدرك].
وها نحن في شهر رجب , ندعو الله أن يبارك لنا في رجب وشعبان ويبلّغنا رمضان ,,
ولا ننسىٰ أن شهر شعبان شهر مبارك كذلك، فقد ورد عن النبي صلىٰ الله عليه وسلم: «يَطَّلِعُ اللهُ إِلَىٰ جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ مُشْرِك أَوْ مُشَاحِن» [رواه أحمد في مسنده].
((في شهر شعبان تُرفع الأعمال إلىٰ الله))
وقد كان النبي صلىٰ الله عليه وسلم يُكْثِر من الصيام في شهر شعبان حتىٰ سأله الصحابي الجليل أسامة بن زيد فقال: يا رسولَ الله، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: «ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ يُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» [رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك].

وقد كان سلفنا الصالح ينشغل برمضان طوال السنة، ومن ذلك ما ورد عن معلى بن الفضل أنه قال: [كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم].
وقال يَحْيَىٰ بْنِ أَبِي كَثِير: «كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلمه من متقبلاً».
فما السبيل للاستعداد لاستقبال شهر رمضان؟ يمكننا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان !
كان المسلمون يكيفون أنفسهم ومعيشتهم بطريقة تجعل العبادة سهلة، وتجعل هذه الشعائر التي يقيمونها تنطبق تماماً مع النظام اليومي الذي يعيشونه. لم يكن هناك نوع تنافر ولا اضطراب، ولا ضيق، ولا نوع فوات للصلاة. كانوا ينامون بعد العشاء ويستيقظون قبل الفجر، كانوا يدركون ما معنىٰ ثلث الليل الأخير الذي يستجيب الله فيه الدعاء، كان هناك تفاعل مع هذا الدين.

فرمضان لا يقلب الأمور بل يعدلها، لذا فأول ما يستعد به المسلم لاستقبال شهر رمضان هو أن يحاول أن يعيش نظام اليوم الرمضاني قبله، وذلك لا يتأتىٰ إلا بالصوم والسحور ففيهما العون علىٰ ذلك.
والجهاز العصبي للإنسان لا يمكنه أن ينتقل في لحظة من حال إلىٰ حال، وإنما ينبغي التدريب شيئًا فشيئًا حتىٰ ينتقل من نظامه الذي اعتاد عليه من نوم ونشاط وفتور، إلىٰ النظام الآخر الذي سيقدم عليه، وكثير من المسلمين يحاولون مسايرة رمضان في أول أيامه بسبب الدفعة الإيمانية ثم سرعان ما يتنافرون مع نظام اليوم الرمضاني، وذلك لأنهم لم يستعدوا بالشكل الصحيح لذلك الشهر.
ولعل اتباع هدي النبي صلىٰ الله عليه وسلم بالإكثار من الصيام في شهر شعبان يُيَسِّر علىٰ المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان, ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود علىٰ الصوم فيه يُيَسِّر علىٰ المسلم ذلك.
أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تُعِين المسلم علىٰ باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها علىٰ رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
صلاة القيام أيضاً من الأمور التي ينبغي للمسلم أن يُعَوِّد نفسه عليها حتىٰ يتمكن من فعله في رمضان بغير عناء وشقاء، وقيام الليل ليست عبادة خاصة بشهر رمضان وحده، إلا أنها تشرع في رمضان في جماعة ويعان فيها المسلم علىٰ الخير، وتكون لها كيفية خاصة.

.



ولا ننسىٰ أن نذكر بأهم ما يُعين علىٰ ذلك كله ألا وهو ذكر الله -عز وجل-، وقد ورد الحث علىٰ الذكر في كتاب الله وسنة النبي -صلىٰ الله عليه وسلم-، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}
وقوله سبحانه:{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
ويقول رسول الله -صلىٰ الله عليه وسلم- نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه].
فبذكر الله يُعان المؤمن علىٰ كل ما أراد أن يُقْبل به علىٰ ربه -عز وجل-، ولا ننسىٰ أن نؤكد علىٰ أهمية الإعداد والاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وأن ترك هذا الإعداد يُعد من النفاق العملي، لكن من أراد تحصيل شيء استعد له، ومَن أراد النجاح ذَاكَر، فمن أراد أن يغتنم هذا الشهر الفضيل أحسن الاستعداد له، ولقد ذَمَّ الله أقواماً زعموا أنهم أرادوا أمراً ولكنهم ما أعدوا له، فقال تعالىٰ: { وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ }
ونعوذ بالله أن نكون من هؤلاء ورزقنا الله حسن الاستعداد لاستقبال رمضان , وكل عام وأنتم بخير

الشيخ : علي جمعه حفظه الله



~ & وآثق الخطوة يمشي ملكــآ & ~