عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2011, 08:45 PM
المشاركة 21

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: مستــشــارك ( 4 ) مع كحيلان11


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أمسياتكم النقية بالخير و البركة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
ان الإسلام نظام يتوافق مع فطرة الإنسان وتكوينه ،
وينسجم مع ضرورات حياته ، ويعني الدين الإسلامي برعاية خلق الإنسان ،
ويحرص على نظافة المجتمع ، ولا يسمح بقيام واقع مادي يؤدي إلى فساد الأخلاق وانحلال المجتمع .
وقد أراد الله أن يجعل الأسرة عماد الحياة وقاعدة العمران ، وأساس نشأة المجتمعات ،
وقيام الحضارات ، ولذلك أحاط الله بنيان الأسرة بمجموعة من القواعد الثابتة والركائز الصلبة لحماية هذا البنيان
مما قد يعتريه من وهن أو ضعف.
ومن هذه القواعد تشريع نظام تعدد الزوجات.
و لكن يبقى موضوع تعدد الزوجات في الإسلام موضوعا هاما وحساسا .
فما هي مشروعية تعدد الزوجات في الاسلام؟




مشروعية تعدد الزوجات
شرع الله سبحانه و تعالى تعدد الزوجات و حدده في القرآن الكريم
و نتبين ذلك من خلال آيتين من سورة النساء و هما
{ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }. [ النساء : 3 ]
{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا }. [ النساء : 129 ]
و قد تم ايضاح معنى هاتين الآيتين من خلال الرسول الكريم و صحابته و جمهو ر المسلمين
حيث أباح الشرع تعدد الزوجات حتى أربع كحد أعلى.
ثم ان التعدد شرطه اقامة العدل بين الزوجات
فالذي لا يقدر على تحقيق العدل بين زوجاته فلا يجوز له بأكثر من واحدة
و ان تزوج بأكثر من واحدة و هو على ثقة بعجزه على اقامة العدل فزواجه صحيح و هو آثم
و لو دققنا في الآية الاولى لوجدنا أن العدل المشروط بها هو العدل المادي من مسكن و مشرب و مأكل و ملبس و معاملة
و قد تضمنت الآية أيضا القدرة على الانفاق على الزوجة الثانية و اولادها من خلال قوله تعالى : { ألا تعولوا }
بمعنى عدم اكثار العيال خشية العجز عن تأمين نفقاتهم
أما الآية الثانية تشير الى صعوبة العدل في المحبة و الميل القلبي بين الزوجات
لذا يجب على الزوج أن لا ينصرف عن زوجته بل يجب معاملتها بالحسنى لكسب مودتها
و لن يآخذه الله اذا مال قلبه لواحدة دون غيرها شريطة أن يحسن معاملتهن جميعا
و قدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث كان يعدل كل العدل في الأمور المادية بين زوجاته
و كان يميل عاطفياً إلى زوجته السيدة عائشة – رضي الله عنها – أكثر من بقية زوجاته ،
وكان يبرر ميله القلبي هذا بقوله : " اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك "
فهل يخضع نظام الزوجات لشروط ؟




شروط تعدد الزوجات
شرع الاسلام تعدد الزوجات وأباحه لعباده ،
حيث حددت الشريعة الإسلامية له شروطا لا يجوز الأخذ به دونها وهي :
1/العدد
وقد ظهر هذا بوضوح في الآية الكريمة :
{ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }. [ النساء : 3 ]

2/ النفقة.
وتشمل النفقة الطعام والشراب والكسوة والمسكن والأثاث اللازم له
و يجب أن يكون الرجل القادم على الزواج قادرا ماديا على الانفاق على زوجته
و ان كان غير قادر فلا يجوز له شرعاً الإقدام على الزواج.
ويظهر هذا واضحاً جلياً في الحديث النبوي الشريف التالي : قال :
(( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) .

فان عجز عن الانفاق على زوجة واحدة ، فإنه لا يحل له شرعا أن يتزوج بأخرى ،
فالنفقة على الزوجة أو الزوجات واجبة بالإجماع .
ويظهر هذا الوجوب من ثنايا خطبة حجة الوداع ، حيث قال مخاطباً المسلمين
: (( واتقوا الله في النساء فإنكم / أخذتموهن بأمانة الله ،
واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ،
فإن فعلن ذلك فاضربوهن شرباً غير مبرح ولهن عليكن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ))

3/العدل بين الزوجات.
قال تعالى : { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }. [ النساء : 3 ]
والمراد بالعدل في هذه الآية الكريمة هو العدل الذي يقدر الانسان على تحقيقه
وهو التسوية بين الزوجات في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت والمعاملة بما يليق بكل واحدة منهن
أما العدل في الأمور التي لا يستطيعها الإنسان ، ولا يقدر عليها مثل المحبة والميل القلبي ،
فالزوج ليس مطالباً به لأنه خارج عن إرادة الإنسان ،
لقوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [ البقرة : 286 ]
والعدل والمحبة والميل القلبي هو الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى :
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم }. [ النساء : 129 ]

فما الحكمة من تعدد الزوجات ؟



الحكمة من تعدد الزوجات
إن الإسلام نظام شامل للحياة يعتمد في معالجته لمشاكل الحياة الإنسانية على الواقعية
مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على نظافة المجتمع وطهارته وقوة تماسكه،
وإباحة التعدد إلى أربع زوجات مع قيد العدل في المعاملة والنفقة والمعاشرة هو من هذا القبيل،
فهو يمثل حلولاً للمشاكل البشرية ومحافظة على العفة والطهارة للمجتمع.
فالحكمة من تعدد الزوجات تتلخص في ما يلي
1/كثرة الارامل و فقدان عدد كبير من الابناء نتيجة الحروب التي تواجهها الدول
ولا سبيل لرعاية الأرامل إلا بتزويجهن،
كما أنه لا مندوحة لتعويض من فقدوا إلا بالإكثار من النسل والتعدد من أهم السبل لتحقيق ذلك.

2) ازدياد النساء على عدد الرجال،
وأمام مشكلة هذه الزيادة في أعداد النساء ليس أمام الناس سوى خيارت ثلاثة:
أ‌- أن يتزوج الرجل امرأة واحدة فقط،
ثم تبقى واحدة أو أكثر من النساء المتبقيات دون زواج طوال حياتها لا تعرف الرجال،
وهذا الأمر أو الخيار مصادم للفطرة وفوق الطاقة.
ب‌- أن يتزوج الرجل امرأة واحدة فقط زواجاً شرعياً نظيفاً ثم يخادن أو يسافح أو يزني مع البقية
اللاتي لا يعرفن هذا الرجل إلا زانياً وعشيقاً في الحرام وفي الظلام.
وهذا الخيار مصادم لأحكام الإسلام وضد كرامة المرأة الإنسانية التي ستصبح بهذا الخيار
محلاً لإفراغ النزوات والشحنات البهيمية لكل غادٍ ورائح.
ج‌- أن يتزوج بعض الرجال أو كلهم أكثر من واحدة،
فتعرف هذه المرأة الأخرى الرجل الذي يتزوج بها وهي زوجة شريفة عفيفة طاهرة مصانة العرض
لا خدينة ولا زانية في الظلام والحرام،
فتجد رجلاً يحميها وينتسب ولدها إليه دون فوضى جنسية حيوانية عارمة تحطم المجتمع
وتشيع الانحلال والأمراض الجنسية، وهذا الخيار هو ما يتفق مع روح الإسلام ومبادئه الربانية السامية
وإن اعترض أهل العمى والضلال.

3) استعداد الرجل للتناسل أكثر من استعداد المرأة،
حيث أن فترة إخصاب الرجل تمتد على السبعين السنة فما فوقها،
بينما تقف المرأة عند الخمسين والخمسة والأربعين، فهناك عشرون سنة من سنوات الإخصاب في حياة الرجل
لا مقابل لها في حياة المرأة،
فليس من العقل أن نكف الحياة عن الانتفاع بفترة الإخصاب الزائدة عند الرجل إذا رغب في ذلك.

4) عزوف المرأة في سن معينة عن الشهوة إما لعائد السن أو المرض أو الحمل
مع رغبتها في دوام الحياة الزوجية، وأمام هذه المشكلة سنجد أنفسنا أمام احتمالات ثلاثة:
أ‌- الرجل وصده عن نشاطه الفطري، وهذه ضد الفطرة وفوق الطاقة.
ب‌- إطلاق الغريزة للرجل يزني ويسافح من يشاء من النساء
ثم بعد ذلك يكون ما يكون من أولاد بلا نسب وشيوع للأمراض وتفكك للأسرة والمجتمع.
ج‌- إباحة التعدد وعدم طلاق الزوجة الأولى التي تحتفظ بحق رعاية الزوج لها ولأولادها،
وتحقق الرغبة الزوجية في الإبقاء على العشرة.
5) عقم الزوجة وعدم الإنجاب: وأمام هذه المشكلة يكون الزوج بين خيارين:
أ‌- إما أن يطلقها ويستبدل بها زوجة أخرى تلبي رغبته وحجته في النسل.
ب‌- وإما أن يتزوج بالثانية ويبقى على عشرته مع الزوجة الأولى.
فأيهما أنفع أيها العقلاء:
أن تدوم العشرة وتبقى الرابطة الزوجية
أم أن تنفك عراها وتطلق الزوجة الأولى بغير ذنب اقترفته يداها.؟؟
6) أن كثرة المواليد والتناسل من أسباب وعوامل القوة في أي دولة ولذا قال صلى الله عليه وسلم:
«تناكحوا تناسلوا تكاثروا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة» [مصنف عبدالرزاق: (6/173) (10391)].





نظرة فئة من المجتمع لتعدد الزوجات
كثيرون هم الذين يرون في تعدد الزوجات عواقب و تأثيرات سلبية و وخيمة على الفرد و المجتمع
فهم يرون أنه فيه ضرر على المرأة وفيه خطورة على الأولاد
واستقرار البيوت مما يؤدي إلى تشرد الأولاد وزيادة أعداد أولاد الشوارع،
وهذا الكلام قد يُنْصَت له لو أن هذه الحجة وُجِهَت للقانون القائم الآن
والذي لا يعاقب الرجل والمرأة بإقامة علاقة جنسية بعيدًا عن الرابطة الزوجية،
وكأن مشكلة أولاد السفاح أفضل عند هؤلاء من نعمة الأولاد الشرعيين،
فأيهما أشد خطورة على استقرار المجتمع أولاد مجهولون النسب
يُلقى بهم في الطرقات أم أبناء صلب من فراش زوجية قائمة شرعية رسمية؟
أين العقول ذهبت؟!!




موقف بعض النساء من تعدد الزوجات
ترى بعض النساء ان تعدد الزواج رغم مشروعيته فيه بعض السلبيات
التي تقع على عاتقهن بسبب ظلمهن من قبل ازواجهن
واكدن ان اغلب الاحيان تكون الزوجة الاولى الاكثر تضررا من الزوجات الاخرى
لانها ستكون مهمشة لدرجة كبيرة وهو مايوصل حياتها الزوجية الى الطلاق
لكن هذا الامر لاينطبق على الجميع.
و كما قال الباحث الاجتماعي جاسم ابراهيم
ان الرجل الذي يبحث عن زوجة ثانية عليه ان لايغبن حقوق الزوجة الاولى
و ان ينظر الى محاسنها طوال السنين التي عاشها معها فهناك ظلم يقع على الزوجات الاولى
من قبل الرجال الذين يتزوجون اكثر من امرأة وهنا تكون الاسباب متعددة بعضها مبررة للرجال
واخرى غير مبررة فهناك رجال يتزوجون لغرض الاستمتاع بحياة زوجية مستمرة ومتجددة
وهذا امر مشروع يحلله الشرع لكن يجب ان يكون مبنياً على العدالة والمساواة
كما تحدده الشرائع السماوية وهناك من يتزوج لغرض سد فراغ لم تمله عليه زوجته الاولى
مثل عدم الانجاب له او بسبب عدم اشعاره بالحياة الزوجية الجميلة
لكن هناك امراً يمكن ان نضعه في خانة الظلم الذي من المتوقع ان يقع على المرأة
وهوان بعض الرجال حينما يرون زوجاتهم يتقدمن في العمر
وتصبح ملامحهن غير جميلة يبحثون عن زوجات اصغر سنا حتى يستمتعوا بحياة افضل معهن
وتهمل الزوجات الاولى وتترك بواجهة ظروف صعبة وكأن المرأة سلعة اوحاجة استهلكت
ولم تعد تنفع وتصبح جزءاً من الماضي وتنسى كل محاسنها وايامها الجميلة
التي كانت تملأ بها حياة الرجل ومن هنا يقع الظلم على المرأة ونرجو ان لايتكررذلك
فالحياة الزوجية مبنية على الحب والذي يحب يضحي ويساعد وليس يفرق .

.,


في الختام
أضع شكري الكبير بين أياديكم لتطرقكم الى هذا الموضوع الهادف و القيم
و أدعو الله أن يجعل ما تقومون به من جهود في موازين حسناتكم
كل التقدير

جووود