عرض مشاركة واحدة
احصائياتى

الردود
11

المشاهدات
1311
 
جراح
عضو أمتعنا وجوده

جراح is on a distinguished road

    غير متواجد

المشاركات
198

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2007

الاقامة

نظام التشغيل

رقم العضوية
6874
30-04-2007, 12:42 PM
المشاركة 1
30-04-2007, 12:42 PM
المشاركة 1
آبـــــــــاء بالــمــراســـــــــــــلـــة
آبـــــــــاء بالــمــراســـــــــــــلـــة

يبدو أن مفهوم الأمومة في الثقافة المجتمعية العربية على درجة من الوضوح، فواجبات الأم معلنة، ومؤكّد عليها وغير خاضعة للتفاوض، ولأي شكل من أشكال التقصير ما يقابله من صفات رادعة معدّة سلفاً من الإهمال.. موت الضمير.. و..الخ لكنّ الثقافة المجتمعية العربية تهمل أو تتجاهل عن قصد أو بغير قصد، بحسن نية أو بسوئها، مفهوم الأبوّة فتجعله ترفاً اختيارياً، وهي بالكاد تحدد وتؤكد على واجبات الأب باستثناء التركيز على جانب واحد هو الناحية المادية الذي قد يطاله التقصير هو الآخر، مما يجعل الأبوة في المجتمعات العربية مفهوماً غامضاً متفاوتاً من أسرة لأسرة، لا يحدد ملامحه غير درجة وعي الأب وثقافته وفهمه للأبوة من خلال تربيته الأسرية وثقافته.. الخ.

وتبرز المشكلة حين يكون الأب غير مدرك وغير واعٍ لدوره المحوري في الأسرة، إذ ليس ثمة واجبات محددة ومؤكد عليها ومعروفة سلفاً، كما هو الحال عند الأم!! المشكلة حين يكون الأب جاهلاً، فلا يفهم واجباته تجاه أسرته زوجته وأبنائه.. وليس ما هو أسهل أمام الأب الذي يعي ولو جزئياً دوره كأب أن يتفاخر بقيامه بذلك أمام زوجته والناس أو حتى أمام أبنائه، فكأنه يقوم بما ليس مفروضاً عليه .. أما الأم في المجتمعات الشرقية، فعليها العطاء ثم العطاء والصمت لأن ما تقوم به هو ببساطة واجبها الذي لا يمكن إلا وتجد ثغرات تقصير فيه حسب المفهوم الواسع للأمومة والمثبت والمؤكد عليه والذي لا يحتمل أي شكل من أشكال التفاوض أو التحاور أوالنقاش.

وننسى أننا بذلك نظلم الأبناء بالقدر نفسه الذي نتسبب فيه بالأذى للأمهات..

أفكار راودتني فيما كنت أستمع لأحدى النساء العاملات التي اعتادت على تغيّب الزوج بسبب سفره للخارج للعمل بحجة تأمين الحال، ولمّا كان تأمين الحال هو الآخر مصطلحاً براقاً فضفاضاً فقد جرّت السنواتُ السنواتِ، وغدت مشاركة الأب في مسؤوليات الأسرة محدودة وتتضاءل مع مرور الزمن حتى تم تغييب دوره بشكل شبه كامل، وتحولت مسؤولية البيت والأولاد حملاً ثقيلاً تنوء تحت ثقله الأم، فيومها موزّع بين مهام الوظيفة وتأمين مستلزمات البيت وتدريس الأولاد.. وأصبح الأب غريباً عن أسرته وأبنائه، لا يعرف عنهم غير أسمائهم وملامحهم التي تتغير من سنة لأخرى في أيام قليلة هي كل ما يراهم فيها.. حتى صفوفهم يخلط بينها..! لكم آلمتني شكواها وقد بدت منهكة جسدياً ونفسياً، وحالتها العصبية يرثى لها تقول إنها تضرب أبناءها في النهار، وتتجرّع مرارة الندم في الليل، غياب الأب أمر قاسٍ ولكنّ الأكثر قسوة الإحساس بأنه الحاضر الغائب! التفكير بأنه يمكن أن يتحقق حضوره بقرار جريء يتخذه بالتوقف عن الجري وراء ( تأمين الحال ) الذي بدأ يتسع بحيث تحول إلى تجميع وتكديس المال لا بل إنه لا يبدي التقدير لثمن غربته الباهظ الذي يدفعه الزوجة والأبناء!! والغربة ليست السبب الوحيد لغياب دور الأب، فأحياناً يكون الأب الحاضر الغائب.. فهو قد يعمل بدوام جزئي أو كامل..

لكن دوره في أسرته شبه مغيب ويخضع للمزاجية، فقد تُقلّص نشاطاته الاجتماعية خارج نطاق الأسرة هذا الدور، وقد يكون الوقت المتاح له للوجود مع أسرته غير نوعي، فقد يقضيه بمشاهدة التلفاز أو استقبال الضيوف.. أو.. ويهمّش دوره في أسرته دونما إدراك أو وعي لأهمية هذا الدور.

وأتساءل هنا : هل لغياب الأب ما يعوضه؟! هل المال أو الملابس الغالية الثمن والهدايا قادرة أن تسدّ فجوات الافتقاد والغياب في نفوس الأبناء؟ هل لفقدان القدوة والمربّي والسّند ما يعادله في مقدار الضرر وحجم الخسارة للأبناء؟! وهل للثغرات وللخسارات الفادحة في بنية الأبناء التربوية ما يعوّضها بالمال؟ وهل المال كلّ مال الدنيا يعادل لحظة تواصل بين الأب وابنه؟!


كلمات البحث

الأماكن , الاماكن , منتديات الأماكن , اسلاميات , صور اسلامية , سياحة , سفر , المرآه , سيارات , فيديوهات اسلامية , برامج , صور , عالم الحيوان , جوالات , اتصالات





NfJJJJJJJJJhx fhgJJlJJvhsJJJJJJJJJJJJJgJJJm