نمـلة أنقذت أمـة .. فمـن ينقذ أمتنا
نمـلة أنقذت أمـة .. فمـن ينقذ أمتنا
يقول الله تعالى : ((
حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها
النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون )) النمل18
ماذا فعلت النملة ؟
فعلت النملة أحد عشر شيئاً لكي تنقذ أمتها ..
النملة لم تشجب ، ولم تستنكر ، ولكنها كانت إيجابية ..
فتحركت وفعلت الآتي :
1- نادت يا ..
2- ونادت أي ..
3- ونبهت ها ..
4- وسمت النمل ..
5- وأمرت ادخلوا ..
6- وحددت مساكنكم ..
7- وحذرت لايحطمنكم ..
8- وخصت سليمان ..
9- وعمت وجنوده ..
10- وأشارت وهم ..
والتمست العذر : لايشعرون ..
تقرير النملة : ومن هنا نستنبط هذه الأشياء :
أولاً : النملة حملت الهم فسعت لإنقاذ أمة النمل !
وحمل الهم يستدعي التحرك لإنقاذ الأمة والعمل للإسلام .
ثانياً
: أنذرت النملة باقي أمم النمل بالخطر القادم عليهم قبل وقوعه ،
ولم تنتظر حتى يأتي العدو .
ثالثاً : أدركت خطورة المسئولية وأهميتها .
رابعاً
: أنقذت النملة بهذا أمة النمل من الهلاك .
خامساً
: قدمت كل ماتملك لأمتها !! فماذا قدمنا لديننا ؟
سادساً
: ضحت النملة بنفسها في سبيل المملكة والرعية حيث ينزل جيش سليمان من قمة الجبل إلى الوادي ،
ولن يرى هذه النملة ،
وكأنها تقول ليس المهم أن أموت ، ولكن المهم أن يعيش الباقي في عزة ،
ولم تقل : نفسي نفسي مصلحتي ومصلحة عيالي .
سابعاً
: لم تهرب النملة بعد الإحساس بالخطر ، وهي الوحيدة من بين النمل التي شعرت بالخطر ،
ولاحظته من بعيد .
لم تقل
(( لاقِبل لنا بجيش سليمان ..تفضل ياسليمان اقتل ماتقتل ..
واسجن ماتسجن ..اعف عما تعفو عنه )).
عندها صبر وجلد وجدية وقوة تحمل ، علمت النملة أنه لاحياة لها ولانجاة لها بدون نجاة أمتها ، فالنملة جزء لايتجزأ من أمة النمل ،
وهذا هو سر تسمية السورة باسم سورة النمل ، وليس سورة النملة ، بخلاف سورة البقرة لم يقل
سورة البقر ، لأن البقرة يمكن أن تعيش وحدها ، وكذلك سورة العنكبوت فإنك نادراً ماتجد عنكبين معاً ،
وكذلك سورة الفيل لم يقل سورة الفيلة ،
لأن الفيل ممكن يعيش بمفرده ، فالنملة لاتعيش إلا في حياة النمل .
ثامناً : لم تقل ماذا أفعل بمفردي أمام هذه القوة ؟ كما نقول نحن الآن
تاسعاً
: كانت حريصة على الخير لأمتها كحرصها
على الخير لنفسها ، فعن معاذ بن جبل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم / عن أفضل الإيمان
قال : {{ أن تحب لله ، وتبغض لله ،
وتُعمل لسانك في ذكر الله}}
، قال : ثم ماذا يارسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال :
{{ وأن تحب للناس ماتحب لنفسك وتكره لهم ماتكره لنفسك }} .
النملة عضو في جسد ولاحياة للعضو إذا انفصل عن الجسد .
عاشراً : كانت ثمرة صدق الدعوة أن استجاب النمل لها ولم يقل : من أنت ؟ ماذا تقولين ؟ ولماذا أنت بالذات ؟
ولم تعترض نملة واحدة
عليها ،
أو تتهمها بحب الظهور ... إلى غير ذلك
مما فعلته الأمم من البشر مع رسلها ، وهم يحذرونهم خطراً أعظم بكثير من خطر سليمان وجنوده !!
إحدى عشرة : أنصفت الخصم ،
والتمست له العذر ، ولم تتهمه بالاعتداء على المملكة ، فقالت :
(( لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون )) .
وهنا سؤال : لماذا قالت النملة : ادخلوا مساكنكم ولم تقل دياركم أو بيوتكم ، مع أن القرآن ذكر في سورة النحل ، آية 68 :
(( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ... )) .
وفي سورة العنكبوت ، آية 41 : (( كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ... )) .
الإجابة : أن النملة قدرت ما أثارت من ذعر في نفوس النمل ، إذ فعلت فيهم فعل صافرة إنذار انطلقت في أعقاب غارة من الغارات ،
وأن النمل بات في أمس الحاجة إلى ما يُهدىء من ثائرته ،
وما يُسكن روعته ، فكان اختيار (( مساكن )) أنسب من بيوت ، لما توحي به
من سكن وسكينة ، أصبحا مطلب النمل الأول في هذا المقام ، ولذلك يقول ربنا : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً
لتسكنوا إليها .. )) الروم : 21
يقول الله : (( لتسكنوا إليها )) ..
وليس لتبيتوا عندها .
(( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً )) غافر 61 |
klJgm Hkr`j HlJm >> tlJk dkr` Hljkh