عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-2012, 04:43 PM
المشاركة 3

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة -موجبات عذاب القبر








خطباء الفتنة

ومن موجبات عذاب القبر: خطباء الفتنة الذين يثيرون النعرات القبلية، ويألبون الناس ضد بعضهم، الخطباء المروجون لكل شر، فخلقوا النزاعات بين الناس، وأصبحنا كأننا في عالم الغابة مرة أخرى، وقد كان الصحابي يضع التمرة في فم أخيه فيجد حلاوتها في فمه. وكل هذه الأعمال التي يقوم بها بعض الخطباء لن تنفعهم يوم القيامة، ولن ينفعهم في القبر ما عملوه وما نافقوه وما صنعوه.
وقد وصف أحد الحكماء حال الإنسان منذ أن يموت إلى أن يدخل القبر، وهو أبو العتاهية فقال: وكأنْ بالمرء قد يبكي عليه أقربوه وكأن القوم قد قاموا فقالوا:
أدركوه سائلوه كلموه حركوه لقنوه فإذا استيأس منه الـ ـقوم قالوا حرفوه حرفوه وجهوه مددوه غمضوه عجلوه لرحيل عجلوا لا تحبسوه ارفعوه غسلوه كفنوه حنطوه وإذا ما لُفَّ في الأكـ ـفان قالوا فاحملوه أخرجوه فوق أعوا د المنايا شيعوه فإذا صلوا عليه قيل هاتوا واقبروه فإذا ما استودعوه الـ ـلأرض رهناً تركوه خلَّفوه تحت ردم أوقروه أثقلوه أبعدوه أسحقوه أوحدوه أفردوه ودعوه فارقوه أمسكوه خلَّفوه وانثنوا عنه وخلَّوه كأن لم يعرفوه وقال أبو العتاهية أيضاً وهو في لحظات الاحتضار أو الموت: كأن الأرض قد طويت عليا وقد أخرجت مما في يديّا كأني يوم يُحثى الترب قومي مهيلاً لم أكن في الناس شيا كأن القوم قد دفنوا وولوا وكلٌ غير ملتفتٍ إليا كأني صرت منفرداً وحيداً ومرتهناً هناك بما لديّا كأن الباكيات علي يوماً وما يغني البكاء علي شيّا ذكرت منيتي فبكيت نفسي ألا أسعد أُخيَّك يا أُخيّا ألا من لي بأنسك
يا أخيا ومن لي أن أبثك ما لديا ثم قال: أشهد أن لا إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وفاضت روحه.
وهذا يدل على أن تاريخ حياته كان خيراً، فيختم له بخير، اللهم أحسن خاتمتنا يا رب العالمين.


الهمز والغمز واللمز

ومن موجبات عذاب القبر: الهمز والغمز واللمز، يقول تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة:1]،
والهماز هو الذي يهمز الناس،..
واللماز هو الذي يلمز الناس ..
والغماز الذي يتغامز على الناس..
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ
انقَلَبُوا فَكِهِينَ
[المطففين:29-31] أي: فرحين؛ لأنهم يتغامزون على الذين آمنوا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا
أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ
[الحجرات:11].
نعوذ بالله من السلب بعد العطاء، فربنا عندما يعطيك شيئاً من الإيمانيات ثم ينزعه منك فهذا أمر سيء.
اللهم أكرمنا ولا تهنا يا رب العالمين.


الخوف من المخلوق وعدم الخوف من الخالق

من ضمن موجبات عذاب القبر: الخوف من المخلوق وعدم الخوف من الخالق، وأغلبنا للأسف يخاف من المخلوق ولا يخاف من الخالق، فالمرتكب للكبيرة دائم الخوف من المخلوقين، فمثلاً: الذي يرتكب كبيرة من الكبائر في مكان لا يراه فيه أحد، فلو أن جرس المكان الذي هو فيه رن فإن قلبه يكاد يختلع خوفاً، فمثل هذا خاف من المخلوق، والله يرى الإنسان من أول المعصية وهو الخالق، فيكون بذلك قد خاف من المخلوق ولم يخف من الخالق، واستعظم أمر المخلوق واستقل من أمر الخالق، ومن قلة الأدب أن الإنسان يخاف من عبد لا يملك لنفسه فتيلاً ولا نقيراً ولا قطميراً، ولا يخاف من الخالق، وهذا أمر خطير. قال أهل العلم: اهتزاز قلبك عندما اهتز الستر الذي بينك وبين الناس أثناء ارتكاب المعصية، ولم يهتز قلبك خوفاً من الخالق سبحانه دليل على انطماس البصيرة. ومن خاف من الخالق أخاف الله منه المخلوقات كلها، فهذا سيدنا سهل بن عبد الله أحد الصالحين، كان في الجبل يحتطب، فأخذ حزمة من الحطب وأراد أن يضعها على حماره، فوجد الأسد قد قتل الحمار وأخذ يأكل منه، فسجد لله ودعا قائلاً: وعزتك وجلالك! لن أحمل حطبي إلا فوق من أكل حماري، فجاء الأسد إلى سهل بن عبد الله وكأنه كلب معلم، فوضع الحطب عليه وعاد إلى البيت، فاستغرب الناس من منظر الأسد والحطب فوقه، فقال سهل : نحن قوم نخاف من الخالق فطوع لنا المخلوقات كلها. فالمخلوقات صارت مطوعة له؛ لأنه يخاف من الخالق، ولذلك فإن المسلم إذا خاف من الخالق فإن الكل يحترمه ويحبه ويخاف منه، ومن اتقى الله أحبه الناس شاءوا أم أبوا. ويدخل تحت ذلك من موجبات عذاب القبر: من يقدم كلام المخلوق على كلام الخالق، بمعنى أنه يصدق الحالف بغير الله ولا يصدق الحالف بالله، والمؤمن لا يتلاعب بالأيمان،
وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ [البقرة:224]، فلا يكثر الإنسان من الحلف؛ لأن كثير الحلف يعرف أنه كذاب،،
قال تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ [القلم:10]، وكأن الحلاف يهون عند الله بسبب كثرة أيمانه.
ولذلك إخوة يوسف عندما كانوا كذابين أكثروا من الحلف، ولما كانوا صادقين ما حلفوا، قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف:17]؛
لأن ما خرج من القلب وصل إلى القلب. وعندما كانوا صادقين في المرة الثانية، قال لهم: أخوهم الكبير: ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ [يوسف:81]، وفي قراءة: إِنَّ ابْنَكَ سُرِّقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ * وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
[يوسف:81-82]، فهنا معهم شهود، لكن في المرة الأولى قال: فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ [يوسف:17]إذاً القرآن يعطينا حقائق غريبة. فمن يقدم كلام الخالق على كلام المخلوق، ومن يصدق كلام المخلوق ويكذب الحلف بالله عز وجل، ومن لا يتأثر بآيات القرآن ويتأثر بمزامير الشيطان
من أغاني وغيرها من أنواع الطرب فإن هذا موجب لعذاب الله في القبر.


خيانة الأمانة

من ضمن موجبات عذاب القبر: خيانة الأمانة، فالوضوء أمانة، والصلاة أمانة، فعندما لا يتم الإنسان الصلاة في وقتها
فهو خائن للأمانة، والوظيفة أمانة، ومعاملة الزوجة بما يرضي الله أمانة، ومعاملة الزوجة لزوجها بما يرضي الله أمانة،
فإن قصَّر الإنسان في شيء فهو خائن للأمانة. فالمرأة التي تقوم بإخراج أسرار البيت إلى الخارج، والرجل الذي يقوم بإخراج أسرار البيت إلى الخارج، هذا فيه خيانة للأمانة، ومن ذلك أن يضع الإنسان مبلغاً من المال عند آخر فيضيعه، ومن يأتمنك على سر فتقوم بإفشائه فهذا من الخيانة. فالموضوع كبير وخطر وقد تصيبنا الابتلاءات بسبب ذنوبنا التي
لا ندري عنها، فيجب على كل واحد أن يراجع حساباته ويتوب؛ عسى الله أن يتوب علينا وعليه.


الفحش والبذاءة

ومن موجبات العذاب: فحش اللسان وبذاءته، وهذه من الكوارث والبلايا الموجودة في المسلمين والمسلمات، ولو تكلم الواحد كلمة بذيئة واحدة فإن الملائكة تبتعد عنه ميلين، قائلة له: ما أنتن الرائحة التي خرجت من فمك! وريحتك قذرة، وسيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عندما مر على جثة أو رمة كلب أسود منتنة، وكان معه جماعة من الحواريين فقال أحدهم: ما أقبح لون هذا الكلب! وما أنتن رائحته! فقال سيدنا عيسى: ولكن ما أشد بياض أسنانه.
فلا يريد أن يتكلم بشيء بذيء وإن كان على الكلب، ولذلك فإن سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قالوا له:
هذا سرق يا رسول الله! فقال: (لا تقولوا سرق، وإنما قولوا: أخذ). ومن ذلك ما قاله اليهودي:
(السام عليك يا محمد! -يعني: الموت عليك- فقال: وعليكم، فقالت السيدة عائشة : وعليكم السام واللعنة، يا أبناء القردة والخنازير، فقال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة ! المؤمن ليس بفاحش ولا بذيء ولا صخاب في الأسواق)، على الرغم من إساءتهم، قال تعالى: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [الفرقان:63].


ارتكاب البدع

ومن ضمن موجبات عذاب القبر: ارتكاب البدع، ومن ذلك ما يقوم به جماعة من الصوفية، فيقومون بعمل حلقة يطلقون عليها: حضرة، ويريدون بذلك أن يرتقوا إلى غير ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، فمثل هذا الشيء لم يقم به الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أبو بكر ولا عمر ، ولا يعقل أن يقوم به أحدهم، فإن هذا الشيء ما جاء إلا في عصور التخلف، ولم يرد عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن تابعيهم. وهم بذلك يدّعون أنهم يتفكرون، والإسلام يدعونا إلى التفكر في جميع أمور حياتنا وفي المخلوقات التي نراها: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد:3]، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الرعد:4]، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37]، وقال تعالى وهو يحث: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا [الأنعام:11]، قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا [النمل:69]، أي: تفكروا، وقال تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190]، فكثير من آيات القرآن تدعو إلى إعمال الفكر والعقل.


القول على الله بغير علم

ومن موجبات عذاب القبر: القول على الله بدون علم، فكل واحد يفتي ويقول على الله بدون علم، فيجد الإنسان من الناس من يفتي بجواز خلع الحجاب مع أن البنت قد وصلت إلى سن النساء اللاتي ظهرت مفاتنهن، وهناك بعض الفتاوي التي ظهرت في هذه الأيام والتي تدل على أن قائلها قد أفتى بها دون علم.


الرشوة

ومن موجبات عذاب القبر والنار يوم القيامة: الرشوة، فالراشي والمرتشي والرائش كل هؤلاء في النار، كل هؤلاء في جهنم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( أفلا جلس في بيت أبيه وأمه أكان يهدى إليه شيء؟
فهدايا العمال غلول، فأي شيء يدخل على الموظف من غير مرتبه وغير متعلق في عمله فهذه رشوة، والحلال بيّن في كتاب الله، والحرام بيّن في كتاب الله إلى أن تقوم الساعة. من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد .







عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..