الموضوع
:
آنت من تصنــع حيآتـــــــك
عرض مشاركة واحدة
29-08-2013, 08:19 AM
المشاركة
5
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
17365
المشاركات:
53,311
رد: آنت من تصنــع حيآتـــــــك
المؤمن صبار وشكور
﴿
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
﴾[ سورة إبراهيم: 7]
النبي عليه الصلاة والسلام كان يقوم الليل حتى تورمت قدماه ، عَنِ الْمُغِيرَةِ يَقُولُ:
(( قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ لَهُ :
غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
، قَالَ :
أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا
))[ متفق عليه عَنِ الْمُغِيرَةِ ]
لذلك كان عليه الصلاة والسلام يدعو بهذا الدعاء :
((
رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي ،
وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا ، لَكَ ذَكَّارًا ، لَكَ رَهَّابًا ، لَكَ مِطْوَاعًا ، لَكَ مُخْبِتًا ، إِلَيْكَ
أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ، وَاهْدِ قَلْبِي ،
وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي
))
[الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ]
الشكر له مستويات ثلاث :
أول مستوى :
أن تعرف النعمة ، لأن معرفة النعمة أحد أنواع الشكر ، هناك نعم كثيرة جداً مألوفة ، لكن
هذه الألفة لهذه النعم ينبغي ألا تجعلنا ننساها .
إنسان عنده زوجة لا تخونه ، هذه نعمة كبيرة جداً ، لكنها مألوفة عند الناس ، فحينما تكون مألوفة يتوهم
الإنسان أنها ليست نعمة ، لكن لو كان العكس لغلى الإنسان كالمرجل ، نعمة أنك تتنعم بصحتك ، بأجهزتك ،
بأعضائك ، بجوارحك ، بحواسك الخمسة ، نعمة أنه لك مأوى ، فكلما نقلت المألوفات إلى النعم زادك الله
نعماً وكرمك ، هذا المستوى الأول ، أن تعرف أنها نعمة ،..
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ :
((
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا ، وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا ، وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ
))[مسلم عَنْ أَنَسٍ]
ترون وتسمعون ماذا يحل في إخوتنا في فلسطين وفي العراق ، نعمة المأوى ، نعمة السلامة ، نعمة أن
العدد مساء صحيح ، هذه من نعم الله الكبرى .
المستوى الأعلى :
أن يمتلئ القلب امتناناً لله عز وجل ، دون أن تشعر تلهج بحمد الله ، يا رب لك الحمد .
المستوى الأعلى والأعلى :
أن تقابل هذه النعم بعمل صالح ، بخدمة عباده .
يؤكد هذا المعنى قوله تعالى : ﴿
اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا
﴾ [ سورة سبأ : 13 ]
الشكر الحقيقي هو ما ترجم إلى عمل
على الإنسان أن يشكر الله الشكر الذي يليق بنعمه :
أيها الأخوة ، يقول الله عز وجل في حديث قدسي :
((
أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا
حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي
بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها.
.. ))
[ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ]
وفي حديث صحيح عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ :
((
مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ، التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ ،
وَتَرْكُهَا كُفْرٌ ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ
)) [رواه الإمام أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ].
لكن أيها الأخوة ، المعنى الدقيق أن شكر النعمة لا يتم إلا بنعمة جديدة ، وهي نعمة الشكر ، لذلك في
الدعاء الشريف :
((
اللهم أعنا على دوام ذكرك وشكرك
)) [ورد في الأثر].
أيضاً نستعين بالله على أن نشكره ، الشكر الذي يليق بنعمه .
من لم يشكر النَّاس لم يشكر اللَّه
:
لكن لا بد من تعليق ، هناك إنسان يتوهم نفسه موحداً ، يقول : أنا لا أشكر إلا الله ، جيد هذا الكلام ،
لكن هذا الذي ساق لك الخير على يديه هو إنسان ومخير ، واختار أن يقدم لك هذا الخير ، ..
وفي الحديث:
((
مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ ال
لَّهَ
))[الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ].
ليس هناك تناقض بين شكر الناس وبين شكر الله ، لكن الله عز وجل هو الذي مكن هذا الإنسان أن يقدم لي
هذه الخدمة ، وسمح له بذلك ، ووفقه إلى ذلك ، إذاً أنا واجبي أن أشكر الله أولاً ، ثم أن أشكر هذا الإنسان ،
لأن هذا يقوي العمل الصالح في المجتمع ، أما كلما جاءتك نعمة من إنسان فتنكرت له ، وقلت :
أنا لا أشكر إلا الله ، ليس هذا من أخلاق المؤمن.الشكر يقوي العلاقات بين الناس
شيء آخر ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((
مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ
))
[الترمذي عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ]
كما أن الله شكور ينبغي أن تكون أنت كذلك شكوراً ، فأي إنسان قدم لك خدمة ينبغي أن تشكره عليها ،
والحقيقة أن الشكر يقوي العلاقات بين الناس ، أية خدمة قدمت لك أية هدية قدمت لك ، أي معروف صنع
لك ينبغي أن تبادر ، فتشكر هذا الذي قدمه لك ، هذا من أخلاق النبي عليه.
تنسيق ..
الخلــود
عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ،
وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك
الأصدقاءْ ..
وعظـَـمة ثرائك
تخلقُ
لك الْمنافقونْ
..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..
اللّهم أغفر "
لأم عبدالعزيز
" واسكنها جنات الفردوس الأعلى
واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
رد مع الإقتباس