عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-2013, 09:09 PM
المشاركة 63

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب




تابع كشف الشبهات



37 _ كيف نرد على شبهة أخرى وهي ما ذكر النبي أن الناس يوم القيامة
يستغيثون بآدم، ثم بنوح، ثم بإبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى،
فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله قالوا فهذا يدل على
أنالاستغاثة بغير الله ليست شركاً ؟


الجواب أن نقول:
سبحان من طبع على قلوب أعدائه، فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها،

كما قال تعالى في قصة موسى:
فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ القصص:15
وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن أنكرنا استغاثة
العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله.


إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح
أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة،وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك
ويسمع كلامك ..

وتقول له:
ادع الله لي كما كان أصحاب رسول الله يسألونه ذلك في حياته، وأما بعد موته، فحاشا وكلا أنهم سألوا
ذلك عند قبره، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف بدعائه نفسه؟



38 _ كيف نرد على شبهة أخرى وهي قصة إبراهيم لما ألقي في النار
اعترض له جبريل في الهواء فقال له: ألك حاجة؟
فقال إبراهيم أما إليك فلا، فقالوا:
فلو كانت الاستغاثة شركا لم يعرضها على إبراهيم؟


الجواب:
أن هذا من جنس الشبهة الأولى فإن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه،

فإنه كما قال الله تعالى فيه:
شَدِيدُ الْقُوَى النجم:5
فلو أذن له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويقلبها في المشرق أو المغرب لفعل،
ولو أمره الله أن يضع إبراهيم في المشرق أو المغرب لفعل، ولو أمره الله أن يضع إبراهيم عليه
السلام في مكانٍ بعيد عنهم لفعل، ولو أمره أن يرفعه إلى السماء لفعل،
وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يقرضه أو أن يهبه شيئاً يقضي به
حاجته فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد، فأين هذا من
استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون؟


ولنختم الكلام بمسألة عظيمة مهمة تفهم مما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنهاولكثرة الغلط فيها
فنقول:
لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً،
فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر مرتد معاند ككفر فرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه كثير
من الناس..

يقولون:
أن هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد أنه حق، ولكننا لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من
وافقهم، أوغير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم يتركوه
إلا لشيء من الأعذار..

كما قال تعالى:
اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً التوبة:9
وغير ذلك من الآيات، كقوله:
يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْا البقرة:146.
فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه، فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ النساء:145.
وهذه المسألة مسألة طويلة تبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به،
لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة لأحد، وترى من يعمل به ظاهراً لاباطناً، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه
فإذا هو لا يعرفه.


ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله:

أولاهما، قوله تعالى:
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ التوبة:66
فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله،كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب
والمزح، تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر ويعمل به خوفاً من نقص مالٍ، أو جاهٍ أو مداراة لأحد، أعظم ممن
يتكلم بكلمة يمزح بها.

والآية الثانية قوله تعالى:
مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ
مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ
النحل:107،106

فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد إيمانه سواء
فعله خوفاً أو مداراة، أو مشحةً بوطنه أو أهله أو عشيرته أوماله، أو فعل على موجه المزح أو لغير ذك
من الأغراض إلا المكره.


فالآية تدل على هذا من وجهين:

الأول قوله تعالى:
إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ، فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل،
وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد عليها،

والثاني قوله تعالى:
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ ,فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد
والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فآثره على الدين،
والله سبحانه وتعالى أعلم وأعز وأكرم،

وصلى الله على نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم.




الجزء القادم ( تعليم الصبيان التوحيد )






عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..