الموضوع
:
التوحيد .. سؤال وجـواب
عرض مشاركة واحدة
27-10-2013, 12:56 AM
المشاركة
72
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
17365
المشاركات:
53,311
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب
تابع ستة مواضع من السيرة
ما هو الموضع الخامس ؟
الموضع الخامس :
[
قصة الهجرة
] :
وفيها من الفوائد والعبر ما لا يعرفه أكثر من قرأها ، ولكن مرادنا الآن مسألة واحدة من مسائلها ،
وهي:
أن من أصحاب رسول الله r من لم يهاجر - من غير شك في الدين ، ولكن محبة للأهل والمال والوطن -
فلما خرجوا إلى بدر ، خرجوا معهم وهم كارهون ، فقتل بعضهم بالرمي - والرامي لا يعرفهم -
فلما سمع الصحابة:
من القتلى:
قتل فلان وفلان، شق عليهم ، وقالوا : قتلنا إخواننا ..
فأنزل الله تعالى :
(
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا
أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ
عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا
﴿٩٩﴾ . .. الآيات ).
فمن تأمل قصتهم ، وتأمل قول الصحابة : (
قتلنا إخواننا
) (
علم أنهم
) لو بلغهم عنهم كلام في سب الدين ،
أو كلام في تزيين دين المشركين ، لم يقولوا : قتلنا إخواننا ، فإن الله بيّن لهم وهم بمكة ، قبل الهجرة أن
ذلك كفر بعد الإيمان..
بقوله تعالى :
(
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَان
).
وأبلغ من هذا ما تقدم من كلام الله تعالى فيهم ، فإن الملائكة تقول لهم : {
فيم كنتم
}؟
ولم يقولوا :
(لهم :
كيف تصديقكم ،
فلما قالوا :
كنا مستضعفين في الأرض
) لم يقولوا : (
كذبتم
) مثلما يقول الله
والملائكة للمجاهد الذي يقول : جاهدت في سبيلك حتى قتلت فيقول الله : كذبت ،
وتقول الملائكة : كذبت ، بل قاتلت ليقال : جريء وكذلك يقال للعالم والمتصدق: كذبت ،
بل تعلمت ليقال : عالم ، وتصدقت ليقال : جواد . . . وأما هؤلاء فلم يكذبوهم ،
بل أجابوهم بقولهم :
(
أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً
).
ويزيد ذلك إيضاحاً للجاهل والعارف : الآية التي بعدها ،
وهي قوله تعالى :
(
إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً
) فهذا أوضح جداً
لأن هؤلاء الذين خرجوا من الوعيد ، فلم يبق شبهة ، لكن لمن طلب العلم بخلاف من لم يطلبه ، بـل
قال الله فيمن هذه صفته :
(
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ
) .
فمن فهم هذا الموضع والموضع الذي قبله،
فهم كلام الحسن البصري :
(
ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتّمنّي ، ولكن ما وقر في القلـوب ، وصدّقته الأعمال
) ،
وذلك أن الله تعالى يقول :
(
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
).
عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ،
وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك
الأصدقاءْ ..
وعظـَـمة ثرائك
تخلقُ
لك الْمنافقونْ
..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..
اللّهم أغفر "
لأم عبدالعزيز
" واسكنها جنات الفردوس الأعلى
واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
رد مع الإقتباس