عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2013, 04:01 PM
المشاركة 110

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


148 _ ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة ؟
اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب
الاتكال عليه ،بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح ،ولهذا لما أخبر النبي ..
صلى الله عليه وسلم أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها قال بعضهم :

أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟
قال:" لا اعملوا فكل ميسر " البخاري ( 7 / 212 ) مسلم ( 8 / 46 _ 47 )
ثم قرأ : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾) الليل
الآية فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها أسبابا وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في
المعاش والمعاد ،وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة فهو مهيأ له ميسر له ,
فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهادا في فعلها والقيام
بها وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه ,وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما
سمع أحاديث القدر ما كنت أشد اجتهادا مني الآن،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز "مسلم ( 8 /56 )
وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له :
أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟
قال :"هي من قدر الله"
الترمذي كتاب الطب ( 4 /399 _ 400 رقم 2065 ) وقال حسن صحيح
يعني أن الله تعالى قدر الخير والشر وأسباب كل منهما.

149 _ ما دليل المرتبة الثالثة وهو الإيمان بالمشيئة ؟
قال الله تعالى :
( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ) الإنسان 30
وقال تعالى:
( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ) الكهف 23 ،24
وقال تعالى :
( مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الأنعام 39
وقال تعالى :
( وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) النحل 93
(وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا) البقرة 253
(وَلَوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ) محمد 4
وقال تعالى :
( فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٦﴾) البروج
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾) يس
(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٠﴾) النحل
(فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا)
الأنعام 125
وغير ذلك من الآيات ما لا يحصى.

وقال صلى الله عليه وسلم:
" قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء "
مسلم ( 8 / 50 _ 51 )
وقال صلى الله عليه وسلم في نومهم في الوادي:
" أن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء " البخاري ( 8 / 192 )
وقال : "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء " البخاري
( 8 /193 ) مسلم ( 8 /37 )
وقال :"لا تقولوا ما شاءالله وشاء فلان ،ولكن قولوا :ما شاء الله وحده "
أبو داود ( 4 /295 رقم 4980) أحمد ( 5 /384 ؛ 394 و398 )
رجال السند ثقات فالحديث صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : "من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين "
البخاري ( 1 /25 ) مسلم ( 3 /95 )
"إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي "
مسلم ( 7 /65 )
وغير ذلك من الأحاديث في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى.
الجواب لمن قال كيف يشاء الله ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه


150 _ قد أخبرنا الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله
وبما علمنا من صفاته أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين,
ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،
ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ،ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد.
مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته ,وأنه لو شاء لم يكن ذلك ،
فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد,
فما الجواب لمن قال كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحب؟

اعلم أن الإرادة في النصوص جاءت على معنيين :
إرادة كونية قدرية ،هي المشيئة ،ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا ،بل يدخل فيها الكفر
والإيمان ،والطاعات والعصيان ،والمرضي والمحبوب ،والمكروه وضده, وهذه الإرادة ليس لأحد
خروج منها ولا محيص عنها..

كقوله تعالى :
(فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا)
الأنعام 125
وقوله تعالى:
( وَمَن يُرِدِ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّـهُ
أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ
) المائدة 41 .. الآيات وغيرها.
وإرادة دينية شرعية ،مختصة بمراضي الله ومحابه ،وعلى مقتضاها أمر عباده ونهاهم ,
كقوله تعالى :
( يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة 185
وقوله تعالى :
(يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦﴾)
النساء ..وغيرها من الآيات ،
وهذه الإرادة لا يحصل اتباعها إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية.
فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع ،وتنفرد الكونية في حق الفاجر
العاصي, فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته وهدى لإجابته من شاء منهم..

كما قال تعالى :
(وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢٥﴾) يونس
فعمم سبحانه الدعوة وخص الهداية بمن شاء :
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ) النجم 30





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..