عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2013, 04:23 PM
المشاركة 112

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب




تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


154 _ ما جواب من قال أليس ممكنا في قدرة الله أن يجعل كل عباده
مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا ؟

بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى :
(وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) المائدة 48 .. الآية ،
وقال تعالى :
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا) يونس 99
وغيرها من الآيات ,

ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته,
فقول القائل :
لم كان من عباده الطائع والعاصي ؟
كقول من قال لم كان من أسمائه الضار النافع والمعطي المانع والخافض الرافع والمنعم
والمنتقم ونحو ذلك ؟

إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه ،وآثار صفاته، ,فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض
عليه في أسمائه وصفاته ،

بل وعلى إلهيته وربوبيته:
(فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٢٢﴾لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿٢٣﴾)
الأنبياء 22 ، 23

155 _ ما منزلة الإيمان بالقدر من الدين ؟
الإيمان بالقدر نظام التوحيد ،كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره
هي نظام الشرع ،ولا ينتظم أمر الدين ويستقيم إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع ،
كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر ثم قال لمن قال له أفلا نتكل على كتابنا
وندع العمل،

قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له "
البخاري ( 7 / 212 ) مسلم( 8 / 46 _ 47 )

فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع ،فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته ،وجعل العبد
مستقلا بأفعاله خالقا لها ،فأثبت مع الله تعالى خالقا ،بل أثبت أن جميع المخلوقين خالقون,
ومن أثبت محتجا به على الشرع محاربا له به ،نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله
تعالى إياها وكلفه بحسبها زاعما أن الله كلف عباده ما لا يطاق ،كتكليف الأعمى ينقط ..
المصحف فقد نسب الله تعالى إلى الظلم ،وكان إمامه في ذلك إبليس لعنه الله تعالى..

إذ يقول :
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾) الأعراف

وأما المؤمنون حقا ،فيؤمنون بالقدر خيره وشره ،وأن الله خالق ذلك كله ،وينقادون للشرع أمره
ونهيه، ويحكمونه في أنفسهم سرا وجهرا ،وأن الهداية والإضلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله,
ويضل من يشاء بعدله ,
وهو أعلم بمواقع فضله وعدله :
( هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ) النجم 30
وله في ذلك الحكمةالبالغة والحجة الدامغة, وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا
لا على القدر ،وإنما يعزون أنفسهم بالقدر عند المصائب ;فإذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لأهله ..

فقالوا :
(الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ) الأعراف 43
ولم يقولوا قال الفاجر :
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) القصص 78
وإذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال الأبوان :
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الأعراف 23
ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم :
( رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي) الحجر 39
إذا أصابتهم مصيبة :
( قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة 156
ولم يقولوا كما قال الذين كفروا :
(وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ
اللَّـهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
) آل عمران 156

156 _ كم شعب الإيمان ؟
قال الله تعالى:
( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ
وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
﴿١٧٧﴾) البقرة

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" الإيمان بضع وستون "

وفي رواية :
"بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء
شعبة من الإيمان
".
البخاري ( 1 / 8 ) مسلم ( 1 / 46 )

157 _ بما فسر العلماء هذه الشعب؟
قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ،ولكن ليس معرفة
تعدادها شرطا في الإيمان ،بل يكفي الإيمان بها جملة ،وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة،
فعلى العبد امتثال أوامرهما ،واجتناب زواجرهما ،وتصديق أخبارهما ،وقد استكمل شعب
الإيمان ،والذي عددوه حق كله من أمور الإيمان ،ولكن القطع بأنه هو مراد النبي..
صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج إلى توقيف.


158 _ اذكر خلاصة ما عدوه ؟
قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله:
إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ،وأعمال اللسان ،وأعمال البدن ،
فأعمال القلب :
المعتقدات والنيات، على أربع وعشرين خصلة, الإيمان بالله ويدخل فيه:
الإيمان بذاته ،وصفاته ،وتوحيده
،بأنه :
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى 11

واعتقاد حدوث ما دونه ،والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله ،والقدر خيره وشره ،والإيمان
باليوم الآخر ،ويدخل فيه ،المسألة في القبر، والبعث والنشور ،والحساب والميزان ،
والصراط ،والجنة ،والنار ،ومحبة الله، والحب والبغض فيه ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،
واعتقاد تعظيمه ،

ويدخل فيه:
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته ،والإخلاص ،
ويدخل فيه :
ترك الرياء ،والنفاق ،والتوبة، والخوف، والرجاء ،والشكر ،والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء ،
والتوكل ،والرحمة ،والتواضع ،

ويدخل فيه :
توقير الكبير ،ورحمة الصغير، وترك التكبر والعجب ،وترك الحسد ،وترك الحقد ،وترك الغضب.
وأعمال اللسان:
وتشتمل على سبع خصال:
التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء ،والذكر،
ويدخل فيه :
الاستغفار واجتناب اللغو ،
وأعمال البدن :
وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة :
منها ما يتعلق بالأعيان،

وهي خمس عشرة خصلة :
التطهر حسيا وحكما ،ويدخل فيه إطعام الطعام ،وإكرام الضيف ،الصيام فرضا ونفلا، والاعتكاف ،
والتماس ليلة القدر، والحج ،والعمرة ،الطواف كذلك ، والفرار بالدين،

ويدخل فيه :
الهجرة من دار الشرك ،والوفاء بالنذر، والتحري في الأيمان ،وأداء الكفارات ،
ومنها ما يتعلق بالاتباع ،وهي ست خصال:
التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال, وبر الوالدين،
ويدخل فيه :
اجتناب العقوق ،وتربية الأولاد، وصلة الرحم ،وطاعة السادة ،والرفق بالعبيد,
ومنها ما يتعلق بالعامة ،وهي سبع عشرة خصلة:
القيام بالإمارة مع العدل ،ومتابعة الجماعة، وطاعة أولي الأمر، والإصلاح بين الناس ،
ويدخل فيه:
قتال الخوارج والبغاة ،والمعاونة على البر،
ويدخل فيه :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد ،
ومنه :
المرابطة وأداء الأمانة ،
ومنه :
أداء الخمس ،والقرض مع وفائه ،وإكرام الجار، وحسن المعاملة ،
ويدخل فيه:
جمع المال من حله ،وإنفاقه في حقه ،
ويدخل فيه :
ترك التبذير والإسراف, ورد السلام ،وتشميت العاطس ،وكف الضرر عن الناس، واجتناب اللهو،
وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار
إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..