عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2013, 03:13 PM
المشاركة 151

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



25- باب بيان شيء من أنواع السحر


س: ما صلة هذا الباب بالذي قبله؟
جـ: هي أنه لما ذكر المؤلف حكم السحر ذكر شيئًا من أنواعه.
روى أحمد أن النبي قال صلى الله عليه وسلم:
«إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت».

س: اشرح الكلمات المذكورة في الحديث؟
جـ: العيافة: زجر الطير وتنفيرها وإرسالها، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها.
والطرق: الخط يخط في الأرض، وقيل هو الضرب بالحصى.
والطيرة: هي التشاؤم بمرئي أو مسموع.
والجبت: تقدم تعريفه وهو السحر، وقيل رنة الشيطان أي صوته كما قال الحسن.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»
رواه أبو داود وإسناده صحيح.

س: ما معنى اقتبس، وما الشعبة،
وما معنى قوله زاد ما زاد؟

جـ: معنى اقتبس أخذ وحصل وتعلم، شعبة من النجوم طائفة وجزء من علم النجوم،
ومعنى قوله زاد ما زاد أي كل ما زاد من تعلم النجوم زاد الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس
من شعبه.


س: ما حكم تعلم علم النجوم؟
جـ: هو على قسمين جائز ومحرم،
فالجائز ما يدرك بطريق المشاهدة كالاستدلال بالشمس والقمر والنجوم على أوقات
الصلاة وجهة القبلة ونحو ذلك.
والمحرم ما يدعيه أهل التنجيم من معرفة الحوادث التي لم تقع كمجيء الأمطار،
ووقت هبوب الرياح، وتغير الأسعار وغير ذلك مما استأثر الله بعلمه ولا يعلمه أحد غيره.

وللنسائي من حديث أبي هريرة
«من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئًا وكل إليه».

س: ما المقصود بالعقدة وما النفث ،
وما الذي يؤخذ من قوله«ومن سحر فقد أشرك»
وما معنى قوله «من تعلق شيئًا وكل إليه»؟

جـ: العقدة جمعها عقد وهي ما يعقده الساحر، وبيان ذلك أن السحرة إذا أرادوا السحر
عقدوا الخيوط ونفقوا فيها على كل عقدة حتى ينعقد ما يريدون من السحر، والنفث
هو النفخ مع ريق وهو دون التفل.
ويؤخذ من قوله «ومن سحر فقد أشرك» أن الساحر مشرك
ومعنى قوله
«من تعلق شيئًا وكل إليه»
أي من تعلق قلبه بشيء بحيث يعتمد عليه ويرجوه وكله الله إلى ذلك الشيء.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«ألا هل أنبئكم ما العضه هي النميمة القالة بين الناس» رواه مسلم.

س: ما معنى ألا هل أنبئكم وما المقصود بالعضه ،
وما النميمة وبين حكمها وما وجه ذكرها
في أنواع السحر وما معنى القالة بين الناس؟

جـ: ألا أداة تنبيه وهل أداة استفهام وأنبئكم: أخبركم،
والعضه في الأصل: البهت والمراد بها
هنا النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد بينهم وهي من الكبائر.
ووجه ذكرها في أنواع السحر أن النمام يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر
والحيلة فأشبهت السحر لمشاركتها له في التفريق بين الناس.
والقالة بين الناس هي كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكى لبعضهم عن
بعض.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن من البيان لسحرا» متفق عليه.

س: ما البيان واذكر أنواعه؟ ولماذا شبه بالسحر؟
جـ: البيان اجتماع الفصاحة وذكاء القلب مع اللسان وإنما شبه بالسحر لشدة عمله
في سامعه وسرعة قبول القلب له.
والبيان على نوعين مذموم وممدوح. فالمذموم هو الذي يجعل الحق في صورة
الباطل والباطل في صورة الحق، يستميل صاحبه قلوب الجهال حى يقبلوا الباطل
وينكروا الحق وهذا هو المقصود في الحديث. والممدوح هو الذي يوضح الحق
ويقرره ويبطل الباطل ويبينه.


س: اذكر ما يستفاد من هذا الباب؟
جـ: يستفاد منه:

1- تحريم تعلم علم النجوم لمن يدعي به معرفة علم الغيب وأن ذلك من السحر.
2- أن الساحر مشرك لأنه لا يتأتى السحر إلا بالشرك.
3- أن عقد الخيوط والنفث فيها من السحر.
4- أن النميمة من السحر.
5- أن بعض الفصاحة من السحر.


والله سبحانه وتعالى أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..