عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-2013, 03:17 PM
المشاركة 154

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



28- «باب ما جاء في التطير» أي من النهي
عنه والوعيد فيه



س: اذكر مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن الطيرة من الشرك المنافي للتوحيد أو لكماله الواجب لما فيها من تعلق
القلب بغير الله.


س: عرف التطير واذكر حكمه؟
جـ: التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع من الطيور ونحوها وحكمه التحريم
لأنه من الشرك.

قال تعالى: ( أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) الأعراف 131
وقال تعالى: ( قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ) يس 19

س: اشرح هاتين الآيتين وبين مناسبتها للباب؟
جـ: أخبر الله تعالى في الآية الأولى أن آل فرعون كانوا إذا أصابتهم الحسنة ..
وهي الخصب والسعة والرخاء
(قَالُوا لَنَا هَذِهِ)
أي نحن الحقيقيون والجديرون ونحن أهلها (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ)
أي بلاء وقحط تطيروا بموسى ومن معه فيقولون هذا بسبب موسى وأصحابه,
فقال تعالى (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ) أي ما قضى عليهم وقدر لهم (عِنْدَ اللَّهِ)
أي بحكمه وقضائه بسبب كفرهم وتكذيبهم لآيات الله ورسله
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
لا يفهمون ولو فهموا وعقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام
إلا الخير والبركة والسعادة والفلاح لمن آمن به واتبعه.

قوله تعالى:
( قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ)
المعنى والله أعلم حظكم وما نالكم من شر معكم بسبب أفعالكم وكفركم ليس
من أجلنا ولا بسببنا.


ومناسبة الآيتين للباب:
أنهما دلتا على أن التطير من أعمال الكفار وقد ذمهم الله به ومقتهم عليه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» أخرجاه زاد مسلم «ولا نوء ولا غول».

س: بين معاني الكلمات المذكورة في الحديث؟
وبين الشاهد منه للباب؟

جـ: ينفي الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أهل الجاهلية وما كانوا يعتقدونه
من أن هذه الأشياء تؤثر بنفسها من غير إرادة الله.

العدوى: انتقال المرض من المريض إلى الصحيح وكانت العرب في الجاهلية تعتقد
أن المرض يعدي بطبعه من غير تقدير الله تعالى.

الطيرة: سبق تعريفها وهي الشاهد من الحديث للباب.
الهامة: طير من طيور الليل تسمى البومة كانوا يعتقدون أنها إذا وقعت على بيت
أحدهم تخبره بموته أو موت أحد من أهل داره فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله.

صفر: قيل هو شهر صفر كان أهل الجاهلية يتشاءمون به وقيل «صفر»
دواب تخرج في البطن تهيج عند الجوع وربما قتلت يعتقدون أنها أعدى من الجرب
فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

النوء: موضع سقوط الكوكب وقيل هو الكوكب «النجم» كانوا ينسبون إليه نزول المطر.
الغول: واحد الغيلان وهو جنس من الشياطين كانوا يعتقدون أنها تتعرض لهم في
الطريق فتضلهم عنه وتهلكهم فنفى النبي صلى الله عليه وسلم..
ذلك بمعنى أنها لا تستطيع أن تضل أحدًا مع ذكر الله تعالى والتوكل عليه.


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل.
قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة» متفق عليه.
ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم، فقال أحسنها الفأل ولا ترد مسلمًا فإذا رأى أحدكم
ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت
ولا حول ولا قوة إلا بك.


س: كم أنواع الطيرة وما هي؟
وما الفأل وما الفرق بينه وبين الطيرة؟

جـ: الطيرة نوعان:

أحدهما: الفأل وهو الكلمة الطيبة أي الكلام الحسن يسمعه الإنسان فيسره
ويقوى رجاؤه وثقته بالله تعالى وهو محمود لأنه حسن ظن بالله.

ومثاله: أن يكون الإنسان مريضًا فيسمع رجلاً يقول يا سالم أو يكون فاقدًا ضالة
فيسمع آخر يقول يا واجد فيقع في قلبه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته.

النوع الثاني: الطيرة المحرمة وهي ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراده
أو يمنعه من المضي فيه وهي مذمومة لأن فيها اعتمادًا على غير الله وسوء ظن به.

والفرق بين الفأل والطيرة:
أن الفأل يستعمل فيما يسر ويسوء والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء.

س: ما معنى قوله: صلى الله عليه وسلم
«اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات
إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك»
وما المراد بالحسنات والسيئات هنا؟

وما الذي يستفاد من هذا الدعاء؟
جـ: المعنى لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات بل أنت وحدك لا شريك لك
الذي تأتي بالحسنات وتدفع السيئات. والمراد بالحسنات هنا النعم والسيئات المصائب.
ومعنى لا حول ولا قوة إلا بك: الحول التحول والانتقال أي لا تحول من حال إلى حال
ولا قوة على ذلك إلا بالله وحده لا شريك له.


ويستفاد من هذا الدعاء:

1- التبري من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته.
2- نفي تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر.

عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا

«الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل»
رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود.

س: ما الذي يؤخذ من هذا الحديث ولماذا صارت الطيرة
من الشرك وما نوع هذا الشرك وما معنى قول ابن مسعود
وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل؟

جـ: يؤخذ منه تحريم الطيرة وأنها من الشرك، لما فيها من التعلق على غير الله.
والمراد بالشرك هنا الشرك الخفي.

ومعنى قول ابن مسعود:
وما منا إلا؛ أي إلا وقد وقع في قلبه شيء من الطيرة، ولكن لما توكلنا على الله
واعتمدنا عليه أذهبه الله عنا بتوكلنا واعتمادنا عليه وحده.

ولأحمد من حديث ابن عمر «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا ..
فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك»
وله من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه إنما الطيرة ما أمضاك أوردك.

س: ما معنى هذا الحديث وما الذي يتضمن؟
جـ: معناه لا يجلب الخير ولا يدفع الشر غيرك ولا معبود سواك ويتضمن الاعتماد على
الله وحده والإعراض عما سواه وأن الطيرة لا تضر من كرهها ومضى في طريقه.

وقوله: «إنما الطيرة ما أمضاك أوردك»
هذا بيان الطيرة المنهي عنها أنها ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراد أو يمنعه
من المضي فيه كما تقدم.



والله سبحانه وتعالى أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..