عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2013, 12:50 AM
المشاركة 164

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



38- باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله
أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابًا من دون الله



س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟

جـ: هي أن طاعة الرؤساء في تحريم الحلال وتحليل الحرام شرك أكبر ينافي التوحيد.
قال ابن عباس:
«يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتقولون قال أبو بكر وعمر
» رواه الإمام أحمد في المسند جزء 1 ص337.

س: ما معنى يوشك؟
وما مقصود ابن عباس بهذا القول؟

جـ: معنى يوشك يقرب ويدنو ويسرع ومقصود ابن عباس الرد على من قال إن أبا بكر
وعمر لا يريان التمتع بالعمرة إلى الحج وأن إفراد الحج أفضل وابن عباس يرى أن التمتع
واجب بدليل أن الرسول.. صلى الله عليه وسلم أمر به وليس لأحد أن يعارض قول
الرسول صلى الله عليه وسلم لرأي أحد.

وقال الإمام أحمد «عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان والله يقول :
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أتدري ما الفتنة؟
الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك»
رواه عنه الفضل بن زياد وأبو طالب.

س: ما نوع عجب الإمام أحمد، اشرح قوله تعالى:
( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ)
الآية وما وجه استدلال الإمام أحمد بها؟

جـ: عجب الإمام أحمد بمعنى الإنكار على أولئك الذين يعرفون إسناد الحديث
وأنه صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مجال للكذب والطعن فيه
ويتركونه ويأخذون برأي بعض الناس كسفيان الثوري.


ومعنى الآية:
فليخشى من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره أن تصيبهم فتنة
في قلوبهم من كفر أو شرك أو نفاق أو بدعة أو يصيبهم عذاب أليم في الدنيا بقتل
أو حد أو حبس ونحو ذلك بسببخلافهم
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يصيبهم عذاب أليم في الآخرة.


ووجه استدلال أحمد بهذه الآية:
أن رد قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعضه سبب لزيغ القلب الذي يكون به
المرء كافرًا وذلك هو الهلاك في الدنيا والآخرة.

عن عدي بن حاتم أنه سمع النبي يقر صلى الله عليه وسلم أ هذه الآية:
( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) فقلت له إنا لسنا نعبدهم.
قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه.
فقلت: بلى قال فتلك عبادتهم» رواه أحمد والترمذي وحسنه.

س: اشرح قوله تعالى:
( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ)
من هم الأحبار والرهبان؟
اذكر مناسبة الحديث للباب؟

جـ: يخبر الله تعالى أن هؤلاء المشركين اتخذوا علماءهم وعبادهم معبودين من
دون الله حيث أطاعوهم في معصية الله بتحريم الحلال وتحليل الحرام،

والأحبار هم العلماء، والرهبان هم العباد.

ومناسبة الحديث للباب:

أنه أفاد أن طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله ومن الشرك
الأكبر الذي لا يغفره الله.


س: اذكر ما يستفاد من هذا الباب؟

جـ: يستفاد منه:

1- تحريم طاعة الرؤساء في معصية الله.
2- أن طاعة العلماء والأمراء في تحليل الحرام وتحريم الحلال عبادة لهم من دون الله.
3- لا تجوز معارضة قول الرسول صلى الله عليه وسلم لرأي أحد.
4- الوعيد الشديد على من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.


والله سبحانه وتعالى أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..