عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2013, 01:31 AM
المشاركة 176

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



50- باب قول الله تعالى:
( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا
فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) الأعراف 190



س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب التوحيد؟
جـ: يخبر الله تعالى عن الأبوين آدم وحواء أنهما لما رزقهما ولدًا صالحًا أي بشرًا سويًا
كما سألاه لم يؤديا شكر هذه النعمة على الوجه المرضي كما وعدا بذلك بل أشركا
في طاعة الله حيث عبدا ولدهما لغير الله فسمياه عبد الحارث. ثم نزه نفسه عن شرك
المشركين به في عبادته وطاعته.


ومناسبة الآية لكتاب التوحيد:
أنها دلت على أن تعبيد الأولاد لغير الله شرك ينافي التوحيد.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس فقال إني
صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك
فيشقه ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتًا ثم
حملت فأتاهما فقال مثل قوله فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتًا ثم حملت فأتاهما فذكر لهما
فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله
( جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا)
رواه ابن أبي حاتم.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته.
وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله ( لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا)
قال: أشفقا أن لا يكون إنسانًا وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.

س: بين معاني الكلمات الآتية:
أيل، الحارث، أدركهما، أشفقا.

جـ: الأيل: ذكر الأوعال،
والحارث: إبليس،
أدركهما، غلب عليهما،
أشفقا: خافا.

س: ما الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك
في العبادة؟

جـ: الفرق بينهما أن الشرك في الطاعة يكون بمجرد التسمية فقط ولا يقصد تعبيده
لغير الله
وهو معنى قوله ( جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ) كما قال قتادة شركاء في طاعته ولم يكن
في عبادته.

وأما الشرك في العبادة فهو أن يقصد تعبيده لغير الله وهو الذي أراده إبليس لعنه الله
من الأبوين.

قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبدًا لغير الله كعبد عمر وعبد الكعبة
وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب.


س: اشرح قول ابن حزم هذا ولماذا استثنى
عبد المطلب من العموم؟

جـ: حكى أبو محمد ابن حزم عالم الأندلس اتفاق العلماء على تحريم ما عبد لغير الله
لأنه شرك في الربوبية والإلهية لأن الخلق كلهم ملك لله وعبيد له وهو ربهم ومعبودهم
الذي لا يستحق العبادة غيره.

واستثنى عبد المطلب من العموم لأن أصله من عبودية الرق وعبد المطلب هو جد
النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه واسمه شيبة بن هاشم بن عبد مناف.
وسبب تسميته عبد المطلب أن أهل مكة لما رأوه مع عمه المطلب حين قدم به من
المدينة وكان قد نشأ بها ورأوا لونه متغيرًا بسبب السفر والشمس ظنوه عبدًا للمطلب
فسموه بذلك ولهذا استثني من العموم.


س: ما المقصود من هذا الباب؟
جـ: المقصود منه أن من أنعم الله عليهم بالأولاد وكمل الله عليهم النعمة بهم بأن جعلهم
صالحين في أبدانهم وتمام ذلك أن يصلحوا في دينهم فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه
وأن لا يعبدوا أولادهم لغير الله أو يضيفوا النعم لغيره فإن ذلك كفر للنعم مناف للتوحيد.


تنبيه:
ما ورد من أن المقصود بقوله تعالى:
( جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا)
آدم وحواء هو قول جمهور المفسرين وورد فيه الحديث الذي رواه أحمد عن الحسن
البصري عن سمرة قال ابن كثير وهو معلول من ثلاثة أوجه ذكرها
في تفسيره جزء
2 ص 274 وفيه أثر عن ابن عباس رواه ابن أبي حاتم وتقدم.
قال ابن كثير وكأنه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب.
والذي عليه المحققون من المفسرين وفي مقدمتهم الحسن البصري التابعي الجليل
ثم الإمام ابن كثير في تفسيره أن المقصود
بقوله تعالى ( جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا)
المشركون من ذريتهما.
روى ابن جرير بسنده عن الحسن قال كان هذا في بعض أهل الملل ولم يكن بآدم.
وعن قتادة قال: كان الحسن يقول هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولادًا فهودوا ونصروا،
قال ابن كثير: وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رضي الله عنه أنه فسر الآية بذلك وهو
من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية.


والله سبحانه وتعالى أعلم.


وقال ابن جزي في تفسيره وهذا القول أصح لثلاثة أوجه.
1- أحدهما أنه يدل على أن الذين أشركوا هم أولاد آدم وذريته لقوله تعالى
( فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) .
2- الثانيأنه يقتضي براءة آدم وزوجه من قليل الشرك وكثيره وذلك هو حال
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.


- الثالث أن ما ذكروا من قصة آدم وتسمية الولد عبد الحارث يفتقر إلى نقل بسند
صحيح وهو غير موجود في تلك القصة


2- ( كتاب التسهيل لعلوم التنزيل جزء 2 ص 56).


والله سبحانه وتعالى أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..