اسمَع شَرِيكـ حَيَاتِكـ بِقَلبِكـ قَبل أُذُنِكـ
يمثل الإصغاء الفعّال أحد محفزات التواصل الزوجي الناجح بل أنه يعد من أقوى أسباب تأليف القلوب ،، وتقارب الأفئدة ،، واستمالة النفوس وتوافق الأرواح ،، إلا أن كثيرا من الأزواج والزوجات يعتقدون أن الإصغاء إلى الطرف الآخر ليس إلا قسر النفس على الإستماع لشريك الحياة في سبيل محاولة إرضائه أو الخلاص من محاولات إلحاحه الدائم للإستماع إليه أو مايمكن تسميته قدراً من المجاملة المحدودة ...
في كثير من الأحيان يفوت هؤلاء الشركاء أن الإصغاء لايتطلب من صاحبه جهداً للإستماع فحسب ، با جهداً عاطفياً وعقلياً أيضاً ، ويمكن القول ان الإصغاء المجرد من العاطفة إصغاء ناقص لاتكتمل أبعاده ، ولا تُجنَى ثماره ،،
ومن الصور والمظاهر المتكرره في الحياة الزوجية:ـ
تلك الزوجة التي تحاول جذب الصحيفة من يدي زوجها حتى تتأكد أنه يصغي إليها ...
وكذلك الزوج الذي يطلب من زوجته أن تنظر إليه وهي تحادثه ،، بينما هي تنظر إلى شاشة التلفاز أو تقرأ كتاباً ..
وَ حينما تصغي إلى شريك الحياة فإنك بذلك تقدم له رساله ثمينه محتواها ( انا أحبك .. أنا أقدرك .. أنا اهتم بك .. أنا استمتع بحديثك .. أنا معك ) ..
وَ الإصغاء إلى شريك الحياة يجعله يشعر أنه شخص مهم في حياتك ، كما أن له دوراً فاعلاُ في كسر الحواجز مع الكرف الآخر ،،
وَ علاوةً على ذلك فإن الإصغاء يؤدي دوراً فاعلاً في
تقريب الرؤى والأفكار والمشاعر والإهتمامات ،،
وتوليد الإحترام بين الطرفين ،،
وبعث روح الإلفه بين الزوجين ،،
وتربية روح الصداقة ،،
وتنمية جوهر الثقة ،،
والتعاون في محيط الحياة الزوجية ،،
وفهم أفكار شريك الحياة ومقاصده وآرائه وتطلعاته ..
وبالتالي / القدرة على التواصل معه بشكل أفضل دون تنامي المشكلات النتاتجة عن سوء الفهم ...
حِينما تصغي إلى شريك حياتك فإنك / تتواصل معه بشكل أفضل
حيث أكد عالم النفس كارل روجرز : " لدى الناس صعوبة في التواصل لأنهم لايعرفون الإصغاء بفعالية وحذق عند محاولتهم فهم الشخص الآخر " ..
فكم من زوج آثر الهروب من أجواء المنزل وقضاء معظم الوقت خارجه بصحبة ( الشلة ) أو في السهر بين
" الديوانيات "
والسبب / زوجة لاتنصت إليه ،، تتشاغل عنه بمهام المنزل وتربية الأبناء ،،
ولعل من أبرز العواقب المدمرة لعدم الإنصات إلى شريك الحياة الإنسياق خلف علاقات عاطفية مع الجنس الآخر تمنح الزوج أو الزوجة شعوراً وهميّاً زائفاً بالحب والأمان .. والإنقياد إلى أسر أصدقاء السوء والوقوع في براثنهم ..
وبالإضافة إلى ذلك فإنك حينما تصغي إلى الطرف الآخر تحرك في دواخل نفسه شعوراً بأنك لست شخصاً أنانيّاً وأنك تحترمه وتقدره ...
والإنسان بفطرته عادةً مايميل إلى أولئك الذين يشعرونه بالأهمية والحترام والتقدير ...
كيف تكون مستمعاً جيداً ؟
من الملائم أن أشير إلى العديد من العوامل التي تسهم في إنجاح عملية الإصغاء إذ أنَّ نجاح تلك العملية يرتكز على العديد من المهارات التي يمكن من خلالها استمالة الطرف الآخر واسر انتباهه وكسب ثقته واحترامه وهي على النحو التالي :
1_ ركز على مايقوله الشخص الآخر وامنحه اهتماماً واضحاً بأفكاره ومشاعره .. كرِّس اهتمامك بمحدِّثك .. فـ شريك الحياة لايهمه أن تستمع إلى كلماته بقدر مايهمه أن تستمع إلى نبضات قلبه ومشاعره ...
2_ استمتع بتلك اللحظة التي تصغي فيها إلى شريكك ولاتستمع وأنت تشعر بأن مايقوله الطرف الآخر عبءٌ عليك ..
3_ لاتتشاغل بأمور أخرى توحي إلى شريك الحياة إنك غير مهتم بما يقوله كـ الإمساك بصحيفة أو قراءة كتاب أو تقليم الأظافر أو النظر إلى السقف أو إلى نواحٍ أخرى ..
4_ اسمع بقلبك قبل أذنيك .. ولا تجعل عاطفتك جامدة أثناء استماعك للطرف الآخر بل اجعلها عاطفة تموج بالتفاعل .. تنبض بالتعاطف .. تتدفق بالحيوية .. وفي نفس الوقت عليك أن لاتبالغ في إزجاء الحماس والتفاعل المفرط ..
5_ اترك للطرف الآخر وقتاً كافياً للحديث .. ولاتقطع حبال أفكاره بشكل أو بآخر .. ولاتقاطعه ..
6_ لاتكن جامداً أثناء الإصغاء .. وطعِّم مجرى الحديث بالأسئلة والإيحاءات دون مغالاة أو إفراط ..
7_ إنَّ ابتساماتك وهزَّة رأسك وتعليقاتك المقتضبة وطرحك الأسئلة بين الحين والآخر جميعها لمحات تعطي لشريك حياتك شعوراً أنَّك تعيش معه في عالمه وفكره الخاص ..
8_ لاتتظاهر بالإصغاء .. وأنت في حقيقة الأمر تتكلف الإصغاء .. لأن شريك حياتك سيكتشف ذلك حتماً وسوف يشعر بالإهانة في قرارة نفسه ..
9_ لاتتنهَّد .. لاتتثاءَب .. لاتقطِّب حاجبيك .. لاتتلوَ على مقعدك .. إنَّك بذلك تعطي للطرف الآخر رسالة مؤدَّاهَا ( أنا أشعر بالسأم والملل من حديثك )
وأخيراً ،،،،،،،
الإصغاء إلى شريك الحياة استماع إلى دقات القلوب .. وخطرات الأفئدة .. ومجاهل النفس .. ومكنونات الروح
أتمنى من الجميع أن يكون قد استفاد مما طرحت
خالص تحياتي وودي لكم
الرِّيــــــــ الـلـ عُ ـــوب ـــــــــــم
hslQu aQvAd;J pQdQhjA;J fArQgfA;J rQfg HE`EkA;J