▪▪ عَبْـرَةٌ تَـخْنُقُ أنْفَاسَ الرُوْحِ ▪▪
//
بَينَ دَمعٍ أرتَوَت مِنهُ أهدَابِيِ
وَألمٍ مُكَبَّلٍ يُمزِقُ أورِدَتِي وَشَرَايينِي
أُوَاسِي قَلبَاً مُثخَنَاً بِـ جِرَاحٍ
لِـ (أُفٍ ) كَتَمتُهَا عَنكِ يَا حَبِيبَتِيِ
أندَمَلتْ بِهَا أفرَاحِي فِي أكفَانُهَا
حَرفَانِ هَذَا المَسَاءِ :
سَتَقَضُ مَضجَعِي
سَتُبَلِلُ وُسَادَتِيِ بِدُمُوعٍ حَارِقَةٍ
سَتَقُودُنِي صَاغِراً لِـ زنَزَانَةِ النَدَمِ
آهٍ لِـ ( أُفٍ )
تَقتُلُنِي هِذِهِ الليلَةِ
آهٍ لِـ ( أُفٍ )
تَنَهَالُ عَليَّ بِـ طَعَنَاتٍ مُوجِعَةٍ
لَيتَنِي لَم أعِش لِأرَاهَا تَتَحَدَرُ بِـ جَوفِي
لَيتَنِي قَضَيتُ نَحبِي قَبلَ أن تَنبِتُ بـ قَلبِي
أسَتَغفِرُكِ مِن خَطيئةٍ تُمَزِقُ رُوحِي أرباً
مَاذَا سَأقُولُ ؟!
وَمَا سَأكتُبُ لِـ حَبِيبَةٍ
لِـ قَلبِيَِ :
هِيَ نَبضُهُِ
لِجَسَدِيَِ :
هِيَ رُوحُـهُِ
لِحَيَاتِيَِ :
هِيَ بَسمَتُهَاَِ
لَسَعَادَتِيَِ :
هِيَ غَايَتُهَا
لـأحبَابِيَِ :
هِيَ كُلُهُمَِ
لِنِسَاءِ الدُنيَا :
هِيَ دُرَتَهُمَِ
لـأشيَائِيْ :
هِيَ كُلُهَـا
مُدَ لَكِ مِن عُمرِيَِ
وَلَكِنَهَا عَبرَةٌ مِن عَبَرَاتِيَِ
أخجَلُ مِن نَفسِيَ حِينَ أزُفَ الحَرفَ عَلىْ الوَرَقِ
أيُ صَفَحَاتٍ بَل أيُ كُتُبِ تِلكَ التِي سَتَحتَوِي كَلِمَاتِيَِ !!
يَا وَردَةً تَنشَقُ مِن صَدرِي
وَتَنبِتُ بَينَ أضلُعِيَِ
يَا جَنَتِيَِ
يَا أمَلِيَِ
يَا بَسمَةُ عُمرِي وَرُوحِيَِ
أُقسِمُ لَكِ لَو يَجتَمِعَ مَن عَلَى هَذِا الكَونَِ
لَيَثنُونِي عَن حُبُكِ
لَن يُزَحزِحُونِي عَنهُ قِيدَ أُمَّلَةَِ
كَم أرَّقتُ مِن جَفنٍ لـأجلُكَِ
وَكَم ذَرَفتُ مِن دَمعٍ
لِـ تَأفُفٍ بِقَلبِي لَم تَريهِ أو تَسمَعِيهَِ
وَكم سَهِرتُ الليَالِي أرعَى النُجُومَ
وَأنَا أسكٌبَ العَبَراتَ فَوقَ مِتَنِ الرِمَالَِ أَنشُدُ رِضَاكَِ
أقسِمُ لَكِ يَا أُمَاهُ أنَّ حُبُكِ
دَمعٌ يَتحَدرُ كَالنَارِ يَحرِقُ وَجنِتِيَِ هَذِهِ السَاعَةُِ
كَيفَ لَي أنّ أُفِيكِ حَقُكَِ !
أم كَيفَ لِي أنَّ أرُدَ صَنِيعِ مَعرُوفُكَِ !
كَيفَ لِي أنَّ أنتَشِلُ مِنْ عُمقِيْ إحسَاسٌ يُنصِفُكِ !
وَأنَا غَارِقٌ فِي دَمعِيَِ !
أمَا قَضَيتِي الليَالِي الطِوَالَ تَنتَحِبيّنَ بَكَاءً مِن أجلِيَِ ؟
أمَا قَضَضتِ مَضجِعَك الدَافِي لِتُهَيئينَ لِي زَادِي وَأكلِيَِ ؟
أمَا سَهِرتِي لأنَامَِ؟
أمّا أضنَاكِ الجُوعَ لأشبَعَِ ؟
أمَا حَملتِينِي عَلى أكتَافِ الوَجَعِ تَنتَظِرِيّنَ قُدُومِيَِ ؟
وَبعدَ هَذَاَ
أمَا كَانِت الـإبتِسَامَةُ تَرتَسِمُ عَلَى شِفَاكَِ
بَعدَ أنَّ رَأتنِي عَينَاكِ ؟
عَجَبَاً لَكِ
أيُ حَنَانٍ ذَالِكَ الذِي عَنهُ يَتَكَلَمُونَِ ؟
أيُ حُبٍ ذَالِكَ الذِي يَسبَحُونَ فِيهِ وَيغرَقُونَِ ؟
بَل أيُ عَطفٍ أم أيُ شَفَقَةٍ تِلكَ التِي عَنهَا يَبحَثُونَِ ؟
وَاللهِ لَو كَانَ الدَمعُ يَصنَعُ لَكِ ( إبتِسَامَةٌ يَتِيمَةٌ )
لَـ قَرحتُ مُقَلِي بِلَهِيبِهَِ
آهٍ يَا أُمَاهُِ
لَيتَنِي أستَطِيعُ تَقبِيلُ يَدَيكِ هّذِهِ اللحَظَةُِ
قُبلَةٌ سَأدفَعُ سَعَادَةُ حَياتِي ثَمَنَاً لَهَاَِ
أُمَاهُ
أتَريّنَ قَسوَةُ قُلُوبِهِم كَيفَ أبعَدتنِي عَنكَِ ؟
أتَرَيّنَ أيَامِنُا العِجَافِ كَيفَ حَرمَتنِي مِنكَِ ؟
أتَرَيّنّ عَينَايّ وَقِد بَللتُ بِدَمعِهِمَا أورَاقِيَِ
سَتُشفِقُ عَلَيَّ وَتُخَفِفُ عِنِي هَذَا العَذَابَِ ؟
أشتَقتُ إليّكِ يَا أُمَاهَِ
أشتَقتُ إليّكَِ
آهٍ ثُمَ آهٍ مِن زَمَنٍ حَرَمَنِي رُؤيَتُكَِ
وَاللهِ وَتَااللهِ إنَّ قَلبِي يَتَفَطَرُ شَوقَاً إليّكَِ
شَوقٌ تَفضَحَهُ عَينَانِ غَارِقَتَانِ فِي الدُمُوعِ
أُمَاهُ دَمعِي يُقّرِحُ بَردَ أجفَانِــــــــــي
وَالحُــزنُ أصبَحَ هَذَا اليَومَ عُنوَانِـــي
شَــــــوقٌ يُفَتِتُ أكبَادِي وَيُحرِقُنِـــي
لَم يَنخَلِق قَطُ فِي أعمَاقِ إنسَـــانِ
أُمَاهُ مَا الحَلُ فِي شَوقٍ يُمَزِقُنِــــي
هَـل لِي بِحُرٍ يُوَاسِينِي وَمِعــــوَانِ !
أيحرِمُونِــي حَنَانُكِ بَعدَ ذِي صِلَــــةٍ
فَأيُ ظُلـــــمٍ بِهِم أم أيُ بُهتَـــــانِ ؟
يَا جَنَةً فِي فُؤادِي طِبتِ لِي أمَـــلـاً
فَـ حُبُكِ الدَمُ يَجرِي بَينَ شُريَانِــــي
أمَا سَألتِي عُيُونِي وَهِيَ دَامِيـــــةٌ
تَرجُوا رِضَاكِ وَتَطلُب مِنكِ غُفـــرَانِ ؟
أمَا سَألتِي عَن أورَاقٍ مُمَــــــــــزَقَةٌ
تَشكُوا الفِرَاقَ بِـأوجَاعٍ وَأحــــزَاني ؟
أمَا سَألتِي دُجَى الأيـــــَامِ مَا فَعَلَت
أمَا سَألتِي شِلَى رُوحِي وَأشجَانِي
قَد بَات جَفنِي سَخِينُ الدَمعِ مِن ألمٍ
مُتـــحِدِرٌ كَـاللظَى فِي سَفحٍ أوجَانِي
قُرَت عُيُــــــــــــونُكِ يَا أمَاهُ مِن فَرحٍ
فَـ أنتِي وَردِي وَرَيحــَانِي وَبُستَانِي
نَهِلتٌ مِنك دُرُوسَاً لَستُ أنكِرُهَـــا
حَتَى يُلَف بِجِسمِي بِيضُ أكفَانِي
نَفسِي بِـ عَفوُكِ يَا أُمَاهُ طَامِعَــةٌ
إن لَم تَنَلهُ فَقَد بَاءت بِـ خســرانِ
خَارِجُ النَصِ :
حِينَ أنحَنِيْ لـأُقَبِّلُ يَدَيكِ
وَأسكُبْ دُمُوعَ ضَعفِيْ فَوقَ صَدرَكُ
وَأستَجدِيْ نَظَرَاتُ الرِضَا مِنْ عَينَيكِ
. . عِندَهَا فَقَطْ أُحِسُ بِـ الـأمَانِ
[ إسلـامُ شَمسُ الِدِينِ ]
/
بِِـ عَبَرَاتِ حَارِقَةٍ
مِنْ نَزفِ عِطرِ الرَحِيلُ
▪▪ uQfXJvQmR jQJoXkErE HkXtQhsQ hgvE,XpA