عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2011, 01:55 PM
المشاركة 11

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: مسابقه صوره وتعليق {3




مدخل :
تتعدد الخلافات بتعدد المفاهيم و وجهآت النظر و الموآقف
و يمكن أن يتوج الخلاف بالهزيمة أو الانتصآر ..
لكن تبقى هنآك حلقة مفقودة و هي التوصل الى حل..
و بالتالي تتفآقم المشآكل فتؤدي في بعض الأوقآت الى العنف

**

يتلخص معنى العنف في ايذاء الشخص و الحآق الضرر به..
و يكون نتيجة لفقدآن السيطرة على النفس و الأعصآب
فيصبح العنف ردة فعل ازاء موقف آثآره أو استفزه
أو أن يكون العنف صفة في الانسان
الذي يشكو من قلة الصبر و التسرع في ردود فعله .
يعتقد الشخص الذي يعمد الى العنف في التعامل مع الغير
أنه يستطيع بذلك السلوك اخافة الطرف الآخر و فرض احترامه له
جاهلا أن النتيجة سوف تكون حتما عكس ظنه
ليصل به المطاف الى فقدان احترام الغير له
و خلق الكراهية و العدائية

**

و لقد انتشرت في الآونة الأخيرة
ظآهرة العنف المسلط من قبل الرجل ضد المرأة
و كثرت التسآؤلات بخصوص هذه الظاهرة البشعة :
ما هي أسبآب و دوآفع نشأة تلك الظآهرة ؟
و هل يمكن لهذه الظآهرة أن تختفي من مجتمعآتنآ ؟
هل يمكن للرجل أن يقتنع بأن التفآهم
هو السبيل الوحيد للنجاة من عآصفة الخلافات التي توتر العلاقة بين الجنسين
و أن العلآقة يجب أن تكون المودة و الرحمة أسسها و التفآهم سقفهآ و الحب و الحنآن جدرآنها ؟؟


**

من هي حوآء لمن يجهلهآ ؟
حواء هى نصف المجتمع..بل المجتمع كله
هي نصف الرجل الذي يكمله ..
كما يقول الدكتور "علي كمال ":
يستطيع الرجل أن يعيش من دون أمرأة.. ولكنه لا
يستطيع القول إنه كان حيا..

حواء هي الأم و الأخت و الابنة و الزوجة و الصديقة
هي مصدر العآطفة و الحنآن ..هي الأنس في حيآة الرجل..
هي صاحبته التي خلقها الله له
هي شمعة تضئ حيآته و تمتص حزنه و آلآمه
هي هبة من الله تعالى لتكون سكنا للزوج
و عليه في المقآبل أن يقدر هبة الله و يصون تلك الجوهرة الغآلية
يكفي أن آخر وصايا الرسول الكريم قبل وفاته
(الا استوصوا بالنساء خيرا)...
كما قال (رفقا بالقوارير)...
وقال صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله فى نسائكم فانما هن عوان عندكم))
غير أن واقعنا المرير يعكس صورة مهترئة الملامح
و مضمحلة الألوآن لتلك للمرأة ..فقد اختلفت نظرة الرجل للمرأة..
في زمن طغت فيه القوة و تمردت فيه العقول و انقلبت فيه المفآهيم
فمنهم من يمجدها و منهم من يسفهها .
فأصبحت المرأة ضحية انقلآب زلزل كيآنهآ
فوُجهت اليهآ أصابع الاتهآم وصار يٌنظر لهآ تلك النظرة الدونية.
تلك النظرة التي تُسقطها في الدرك الأسفل و تعزلهآ عن المجتمع ..
و تسجنها في أعمآق البيوت كقطعة أثأث جامدة
كثيرون هم الذين استصغروا شأنها و ربطوا وجودهآ فقط بانتآج الأطفآل
لتصير في النهآية خآدمة لا غير
و ان حاولت أن تعبر عن موقفها أو تتشبث برأيها
فتكون قد أعلنت حربا على نفسها ..
فتُواجه بكل الوسائل الكفيلة للاطاحة برأيها
في سبيل الانتصار للغرور و الجبروت الذي يسكن الطرف المقابل و هو الرجل
و يبقى لدى الكثير من الرجال التحاور و التفاهم
آخر ما يلجئون اليه لرضآء رب العزة .
فقد صآر و للأسف الشديد العنف لغة للتخاطب المسلطة من قبل الزوج على زوجته
و حتى أبنائه حتى صاروا ضحية .

**

مآ هي آنوآع العنف المسلطة على المرأة ؟
عند الحديث عن العنف المسلط من قبل الرجل على المرأة
تتهادى الى آذهآننآ آنواعا شتى
العنف الفيزيقي أو الجسدي من خلال ضرب المرأة و التسبب لها في كسور و اصابات خطيرة
و حرمانها من الخروج و هو النوع الأكثر انتشارا
العنف النفسي و يكمن في شتم المرأة و اهانتها
و الدوس على كرامتها ليوصلها بالنهاية الى زعزعة الثقة بالنفس
و يجرها الى اضطرابات نفسية
العنف الجنسي يكمن في ظاهرة الاغتصاب
و التحرش الجنسي بغير ارداة المرأة ..فعندما تتحكم بالرجل غريزته و تستبد به شهوته
يفتك بهآ دون خشية من الخآلق و لا من المخلوق.
و هذا الاعتداء يخلف وراءه مخاطر تهدد المرأة كالأمراض النفسية و الحمل الغير شرعي
و على المجتمع كتفشي الأمراض المنقولة جنسيا
العنف الاقتصادي و هو السعي الى حرمان المرأة من حقها
في النفقة و التمييز بينها و بين الرجل في العمل من خلال حرمانها من الترقيات
و الحوافز و هو ما ينتج عنه تفقير المرأة و تشريدها في العديد من الحالات.
العنف الثقافي و ينحصر في حرمان الأنثى من حقها في التعليم
و تفضيل الذكر عليها و اجبارها على الزواج في سن مبكرة.
و قتلها اذا فقدت بكارتها تحت ذريعة انقاذ الشرف.

همسة: ان تسليط الضوء على هذه الانواع من العنف
يجعلنا ندكر أن العنف ضد المرأة لا يقتصر على الجسد فقط
فالوعي بها يمكن أن يساعدنا على ايجآد السبل الكفيلة للوقاية منها


**

لما المرأة تقبل تلك المعاملة و تتخذ الصمت حلا في بعض الأحيان؟؟
أن حرص المرأة على أسرتهآ و انقطآع السبل بها
و عدم استقلاليتها المآدية
و ظنها بأن الأيام كفيلة بأن تداوي جراحهآ
و تغير من سلوك زوجها
و عدم انصآف القآنون لهآ يجعلها في أغلب الأوقآت ترضخ لوآقعهآ المرير
و تستمر تحت وطأة العنف

**


لما يلجأ الرجل الى العنف في التعامل مع المرأة؟
هل ضرب المرأة يعكس شجآعة الرجل و رجولته ؟
و هل يرى الرجل في ضربهآ الأسلوب الأمثل في تهذيب عوجها ان رأى فيها ذلك الاعوجآج ؟

يمكن أن يعود ذلك الى تناول الكحول أو الاصابة باضطرابات نفسية
و هذه عوامل تشوه نظرة الرجل للمرأة و تكون المرأة بدورها ضحيته.
العنف الايبيسي و المنطق الايبيسي الذي يهمش دور المرأة و يحتقر دورها و يستصغر شأنها خاصة اذا كان مدعوما بالنص الشرعي "وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (النساء، 34)
فلا يرى في هذه الآية سوى حق الرجل في ضرب المرأة..
فيستخدم بذلك الحق الذي منحه له الله في غير موضعه

**

كيف نقي المرأة من عنف الرجل؟
لأن تكلفة العنف أضحت في يومنا هذا بآهضة جدا على الصعيد النفسي و الأسري و الاجتماعي
فأصبح من الضروري انقاذ المرأة من مخالب هذا الرجل العنيف :
*عدم استخدام الدين في غير موضعه و عدم السعي الى تحريف نصوص الشريعة لتحقيق أغراض شخصية دنيئة
*الاشهار بتلك الفئة الرجالية الدنيئة التي تستخدم العنف ضد المرأة و توعية هذه الفئة أن الرجولة لا تنحصر في *استخدام العنف و التصدي لؤلئك الذين يتخذون المرض ذريعة عند ممارسته للعنف و وجوب عقابهم
عند التهاون مع الرجل العنيف و تسليط أقصى العقوبات عليه ليكون نموذجا رادعا لأمثاله
*تأسيس جمعيات و مؤسسات تهتم بتوعية الرجل العنيف و اقناعه بخطورة هذه الظاهرة
*و لما لا مكافئة الرجل الغير عنيف و الاشهار به أما مرئى و مسمع الناس كي يكون قدوة و حافزا لغيره
*تكوين النساء و الرجال و اكسابهم معارف تتعلق بحرمة الجسد
*توعية الرجل بحقوق المرأة و مكانتها في المجتمع و أهمية تكريمها من قبل الله سبحآنه و تعالى
* الوعي بأن الطلاق هو الحل الأنجع عند تزايد الخلافات و انقطآع سبل التفاهم بين الطرفينفللرجل ان يختار أحد طريقين : (( إمساك بمعروفٍ )) أو (( تسريح بإحسان ))



همسة للرجل :
ان من يسلك طريق العنف بدلا من اللين تجاه المرأة سوف يقود الى نتآئج لا تُحمد عقباها
فان حاولت فهمها و ارضاءها دون استخفاف أو تجريح فقد حفظتها و أديت الحق الذي لها
فان رزقك الله ايمانا بقلبك فحركه للقيام بوآجبك على الوجه الذي أراده الله
و الا سوف يضيع قوامك لديها و سوف تذوب مكانتك عندها
يقول الله تعالى في كتآبه الجليل
(ان الله كان عليا كبيرا)
نعم..هو الوحيد الذي يعلم المفسد من المصلح
تأكد أيهآ الرجل ..أنه مهمآ بلغت قوتك فان الله أعلى و أقوى
فآحذر أن تستخدم الحق الذي منحه لك الله في غير موضوعه
و ان كنت كذلك ..فتذكر بأن الله شديد العقآب


**


مخرج :
يٌعتبر العنف وسيلة يعتمدها الرجال
للتعبير و المحافظة على سلطتهم الرجالية
و أمام تفشي ظاهرة العنف الرجالي ..
ينبثق مفهوم جديد كرهان للحداثة يُعرف بـ
اللاعنف الرجولي
يهدف الى تحقيق رجولة خالية من العنف
فهل ينجح المجتمع في تحقيق هذا الرهان
الذي يعتبر كفيلا بقطع الصراعات العنيفة بين الرجل و المرأة ؟؟