عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-2013, 03:05 PM
المشاركة 3

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة - ما هي أسباب دخول الجنة ( 25)







فضيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
والرسول صلى الله عليه وسلم جلس يبين الأبواب، هذا باب كذا وهذا باب كذا وهذا باب كذا، فسيدنا أبو بكر سأل سؤالاً: يا رسول الله! هذه الأبواب هل هناك منادون واقفون عليها؟ قال: نعم. وهذا النداء ليس إزعاجاً، وإنما نداء
من العلي الأعلى.
فقال أبو بكر : وهل هناك من ينادى من الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية:
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر:27-30]. فقال أبو بكر : ما أعجب وما أحلى وما أجمل هذه الآية يا رسول الله! فقال: إن أحد أمتي يناديه الله بها يوم القيامة

على رءوس الأشهاد، فقال له: من؟ قال: أنت يا أبا بكر ! وعمر أول من يأخذ كتابه بيمينه، وأما أبو بكر فلا يقف
لحساب، وإنما يدخل الجنة بدون حساب، وأبو بكر تناديه النار وهو مار على الصراط: يا أبا بكر ! أسرع بالمرور من
فوقي فإن نورك طغى على ناري. وقد كان أبو بكر يقول:
لو كانت إحدى قدمي داخل الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله.

صفة درجات الجنة
وعدد الجنات ثمان، وأبواب الجنة أيضاً ثمانية، الدرجات التي في الجنة جاءت فيها روايتان، رواية الإمام مسلم :
(أنها مائة درجة، ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض) فكلما تطلع درجة تعلو جنة؛
لأن الجنات بعضها فوق بعض، وكلما تطلع تجد الباب وقد اتسع، والملك وقد عظم. والمؤمن من فضل الله أن له
عند الله جنتين، كما قال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]،
وقد قلنا: إن الإنسان عندما يولد يكتب الله عز وجل له مكاناً في الجنة ومكاناً في النار، فإن أطاع الله أخذ مكانه في الجنة، ويأخذ أيضاً جنة الكافر ويرثه في جنته، قال تعالى: أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ [المؤمنون:10] والوارث هو الذي يأخذ
شيئاً كان لغيره. والرواية الثانية: عدد درجات الجنة كعدد آيات كتاب الله، فعدد آيات القرآن ستة ألف ومائتان وستة وثلاثون آية، وعدد حروفه ثلاث مائة وأربعون ألفاً ومائتان وخمسة وستون حرفاً، ونصفه الأول ينتهي عند الفاء من (فليتلطف)، التي في سورة الكهف.
يجاء بقارئ القرآن يوم القيامة العامل به ويقال له: اقرأ وارتق، فيقرأ حتى يأتي على آخر ما يحفظ من كتاب الله،
فإذا كان قد حفظ الكتاب كله وعمل به قدر استطاعته قرأ إلى آخر سورة الناس، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس:6].
فيجد نفسه قرب خير الناس في الفردوس الأعلى، وهذا كرم من الله عظيم؛ لأن قارئ القرآن لا يفضل عليه
إنسان أبداً.
ولما أدخلت جنازتان إلى المسجد للصلاة عليهما، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان حافظاً أكثر من
الآخر، وجعل حافظ القرآن كله من ناحية الإمام، والثاني من ناحية القبلة، وهذا التفضيل في الصلاة على الميت، فحتى وهو ميت نكرمه ما دام حافظاً للقرآن عاملاً به. وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعثاً -يعني:
جماعة- فقال: ليخبرني كل منكم ما يحفظ، فقال أحدهم: أنا أحفظ جزء عم، وقال الثاني: أنا أحفظ كذا،
وقال الثالث :أنا أحفظ كذا، وقال الرابع: أنا أحفظ كذا، فقال صبي في الخامسة عشرة من عمره:
أنا أحفظ البقرة وآل عمران، فقال: أنت أميرهم.
اللهم حفظنا القرآن جميعاً، وثبته في قلوبنا.
اللهم لا تجعله يتفلت من قلوبنا.
اللهم احفظ لنا الكتاب في قلوبنا يا رب العالمين! واجعلنا من العاملين به والتالين له آناء الليل وأطراف النهار.
آمين يا رب العالمين! وهاتان الروايتان في عدد درجات الجنة صحيحتان، ولا يعلم درجات الجنة وحقيقتها إلا من
أعدها وصنعها لعباده.
اللهم لا تحرمنا من الدخول في هذه الدرجات يا رب العالمين!


من صفات أهل الجنة الخوف من الله تعالى
من صفات أهل الجنة الخوف، قال تعالى عنهم: قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [الطور:26]،
يعني: خائفين من عذاب الله، ومن غضبه.
واحذر الغارات الأربع؛ لأنها تأتي فجأة، غارة ملك الموت على روحك، فلا يأتي إلا وأنت مستعد له.
وقد قال سيدنا موسى عليه السلام: يا رب! قبل أن تبعث ملك الموت فابعث لي قبله رسولاً ..
يعرفني أنه سيأتي، ثم جاءه ملك الموت فسأله: لماذا لم تبعث لي رسولاً؟
قال: قد شاب شعرك، ورق عظمك، وانحنى ظهرك.
والغارة الثانية: غارة الورثة على مالك، فأنت تجمع لهم من اليمين ومن الشمال، ومن الحلال ومن
الحرام، ومن كذب ومن زور ومن بهتان ومن رشاوى ومن فوضى، وفي الآخرة تحاسب عليه أنت وهم
يستمتعون به، وقد كان سيدنا عمر يدعو قائلاً:
اللهم إني أعوذ بك من مال يتمتع به ورثتي من بعدي وأحاسب أنا عليه في قبري. فعلى الإنسان أن
يوازن بين الأرباح والخسائر من ناحية الدنيا والآخرة.
الغارة الثالثة: غارة الدود على جسدك في القبر، ولو ظهرت رائحة الميت الذي مات قبل أربعة،،
أو خسمة أيام فلن تستطيع أن تمر بجوار القبر.
الغارة الرابعة: غارة أصحاب المظالم على حسناتك يوم القيامة. قال تعالى:
قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [الطور:26]، أي: في الدنيا كنا خائفين من هذه الغارات، فقد
كنا خائفين من ملك الموت، ونخشى أن يرانا ربنا على معصية.
وفي الحديث: (يا أبا ذر ! أخلص النية؛ فإن الناقد بصير، لا تخفى عليه خافية)، والمرأة عندما رفض
جارها أن يعطيها مالاً إلا بعد أن تمكنه من نفسها ونظرت إلى العيال يبكون قالت: أغلق الأبواب،
فغلقها، ثم أغلق النوافذ والفتحات وقال: لا يرانا الآن إلا الكواكب في السماء، فقالت:
وأين مكوكبها؟ أي: سبحانه وتعالى، فمراقبة الله في كل وقت. ولو راقبت الله في كل وقت وجعلت
في ذهني أن ربنا ينظر إلي فلن أكذب، ولن أسرق، ولن أقطب الجبين، ولن يخرج من لساني بذاءات،
ولن أخطو خطوة إلى حرام، ولن أمد يدي إلى ما حرم الله، ولن أغتاب مسلماً أو أحقد عليه.
ونسأل الله سبحانه أن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاه، يا رب العالمين!
وصفة أهل النار السرور، فقد كانوا دائماً أصحاب جلسات أُنس ونكت، والحسن البصري لما رأى
شاباً معجباً بشبابه يضحك، قال له: يا بني! هل بلغك أنك وارد على جهنم؟ قال له: بلغني، قال له:
وهل بلغك أنك قد نجوت منها؟ قال: لا، قال: فعلام الضحك؟!

بيان كيفية قراءة القرآن
وقد قيل: إذا قرأتم القرآن فاقرءوه بحزن، ولا تقرءوه بلحون أهل العشق والهوى، ولا بلحون أهل الكتاب.
يعني: كأنما أنزل عليك أنت، فعندما يلعن الظالمين فقل: يا رب! لا تجعلني منهم، وعندما يلعن الكافرين
فقل: يا رب! لا تجعلني منهم، وعندما يلعن الفاسقين فقل: يا رب! لا تجعلني منهم، وإذا مررت بآية من
آيات الرحمة فقل: يا رب! ارحمني.
وهكذا كانت صلاة الحبيب، فقد كان لا يمر بآية من آيات الرحمة إلا ويقف ويسأل، ولا يمر بآية من آيات
العذاب إلا يقف ويتعوذ، وهكذا. وأنت في قراءتك للقرآن تخيل وكأنه قد نزل عليك وحدك، فإذا قرأت
القرآن بهذا المنطق فستكون خائفاً لا تنبسط كثيراً، فاقرأه بحزن؛ فإن القرآن نزل بحزن، ولا تقرأه بلحون
أهل العشق ولا بالشعر.

فضل الاتباع
والمسلم قد جعل له ربنا جنتين، جنة بسبب خوفه من ربنا، والجنة الثانية بسبب ترك الشهوات
والملذات وابتغاء رضوان رب الأرض والسماوات.
فمن الشهوات أن تملأ بطنك من الأكل، فاقلل منه، ومن الشهوة ومن الغريزة أن تنام كثيراً، فاقلل
منه، ومن الشهوات ألا تزور عمك الذي تخاصمت معه، لكن من إرضاء الله أن تزوره وتصله.
وهكذا تأخذ الأمر مأخذ الجد، وتأخذ الأمر مأخذ التنفيذ العملي، وتقول: سمعنا وأطعنا، ولا تجادل؛
فإن الموضوع لا يحتاج إلى جدال، ولكن كما قال الصحابة:
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285].
اللهم ألحقنا بصحابة رسولك يا رب العالمين! وما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يرفع يديه
إلى السماء ويقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)
هذه في وراية مسلم ، ورواية الترمذي يزيد عليها:
(اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، إلا قال الله عز وجل له يوم القيامة: عبدي ادخل
من أي أبواب الجنة شئت
). فأحسن وضوء الظاهر والباطن، وليس الأمر أن تغسل يديك بالصابونة وتجعل
فيها رائحة معطرة وهي ترتشي، فهذه أنجس من اليد الملطخة بالطين وبالقار وبالقاذورات.
فإذا مددتها إلى ما حرم الله أو إلى إيذاء مسلم، فلست نظيف اليد،
وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا بورك في يوم لم أزدد فيه من الله قرباً
لأنه يوم ضائع، فإذا عملت خيراً زدت عند الله، وإن عملت شراً فإنك تنقص من رصيدك.

تحري الحلال
وإذا أخذت دانقاً بدون وجه حق فإن صاحبهما يأخذ منك ثواب سبعمائة صلاة مفروضة مقبولة مكتوبة، فأين تذهب
من الله؟ وكيف بالذين يأكلون أموال اليتامى وأموال أقاربهم؛ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه لما جاء الخادم له بشربة
لبن فشربه آلمته بطنه التي كانت متعودة على الحلال، فقد كان هؤلاء عندهم نظر إلهي يستكشف لهم الصواب
من الغلط. وسهل بن عبد الله التستري أستاذ الحارث بن أسد المحاسبي وصل به الأمر في تحريه الحلال والحرام
إلى أن الله رزقه عرقاً في يده ينبض عليه إذا امتدت يده إلى حرام أو إلى شبهة.
وعندنا لما أحدثوا الرادار لمراقبة الطرق السريعة أتى الناس بآلات أو أجهزة يشوشون بها على الرادار، والمصري
لا يوجد أذكى منه، ولكنه يعمل أشياء غريبة، فوجدوا أنه لا يوجد عربية نقل أخذ الرادار عليها مخالفة، فاكتشفوا
أن سائق عربية النقل كان يضع سلسلة في آخر العربية تسحب على الأرض، فإذا سحبت في الأرض لا يستطيع
أن يلتقطها الرادار، ولو كان هذا الذكاء في الإيمان وفي طاعة الله لسيطرنا على العالم، وربنا قال عن اليهود:
إنهم جبناء، لا يقاتلوننا إلا من وراء جدر، أو وهم في داخل حصون، قال تعالى: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر:14]. فسيدنا أبو بكر لما شرب جرعة اللبن اشتعلت بطنه فدعا للخادم وسأله: من أين أحضرت اللبن؟
فقال: تكهنت لقوم في الجاهلية، يعني: كان في الجاهلية يشتغل كاهناً، أو مثل ما نقول: عراف، يفتح المندل والكتشينة، ويقرأ الفنجان والخط في الرمل، ويقرأ الكف، وكل هذا دجل وشعوذة، ومن ذهب إلى عراف أو كاهن فصدقة بما قال فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، وإن لم يصدقه بما قال فلن يتقبل الله له عملاً أربعين يوماً.
فاتق الله عبد الله! قال: فمررت عليهم فلقيت عندهم فرحاً فأعطوني قليلاً من اللبن، فوضع أبو بكر رضي الله
عنه أصبعه في فمه فتقيأ ما في بطنه، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم هذا ما أملك، فاللهم لا تلمني بما
اختلط باللحم والعروق. فشربة لبن جعلت أبا بكر رضي الله عنه يخرج الذي في بطنه، فكيف بالذي يبتلع خمسة فدادين وسبع عمارات وأرض الشاطئ والمنتزه وغيره وغيره! يبتلعها ولا تشتعل بطنه! وكل أمة لها باب رئيسي،
وباب هذه الأمة مسيرة الراكب ثلاثة أيام بالفرس المضمر، يعني: الفرس المعد للسباق.
اللهم اجعلنا من الداخلين يا رب العالمين! ونحن لا نعرف شيئاً إلا منه صلى الله عليه وسلم، فهو الذي بلغنا
كلام ربنا، وحببنا إليه، وعرفنا رحمته.


كل إنسان يبعث على ما مات عليه


وأبواب الجنة بعضها فوق بعض، ودركات النار بعضها تحت بعض والعياذ بالله
.
فإذا وصلوا إلى الجنة إذا هم عندها بشجرة في أصلها عينان تجريان، فيشربون من إحداهما،
فلا تترك في بطونهم قذىً ولا أذىَ إلا رمته، فتنظف بطونهم عند أول شربة، واليوم الطبيب إذا
أراد أن يعمل لك تحليلاً يقول: اعطوه حقنة شرجية، تنظف الأشياء التي أكلها من الصباح، ولله
المثل الأعلى، وهذه الشجرة يقال: إنها شجرة طوبى. ونحن سنبعث على ما متنا عليه، فالذي
مات وهو في درس العلم يبعث يوم القيامة وهو في درس علم، والذي يموت وهو يصلي يبعث
يوم القيامة يصلي، والذي يموت وهو يحج يبعث يوم القيامة محرماً ملبياً، والذي يموت وهو يقرأ
القرآن يكون في ظل العرش يقرأ القرآن حتى يفرغ الناس من الحساب، والذي يموت وهو يؤذن
يبعث يوم القيامة وهو يؤذن، والذي يموت وهو يلعب طاولة يبعث وهو يلعب طاولة، وإذا نصحته

وقلت له: يا سيدي! إن هذا حرام، يقول لك: فيها نص؟ وأنت إذا ذهبت إلى الدكتور وقال لك:
خذ ثلاث ملاعق، لا تقل له: فيها نص. فلا تترك في بطونهم قذىً ولا أذىً إلا رمته.
(ويغتسلون من الأخرى فتجري في وجوههم نضرة النعيم فلا تشعث رءوسهم).
ولما دخل أحدهم على الحبيب صلى الله عليه وسلم في المسجد منتفش الشعر، قال:
(ما بال أحدكم يدخل علي أشعث الرأس كأنه شيطان، أفلا كان في بيته مشط؟)
فمن الأدب في المظهر أن تمشط شعرك، (ويغتسلون من الأخرى فتجري في وجوههم نظرة
النعيم، فلا تشعث رءوسهم، ولا تغير أبشارهم
)، وجلدك وأنت ابن ستة أشهر غير جلدك وأنت ابن
ست سنين، غير جلدك وأنت ابن ستين سنة، غير جلدك وأنت ابن مائة سنة، فالجلد يتغير ويتجعد.
وكان أبو بكر وعمره ستون سنة عندما يلقى أباه أبا قحافة وهو راكب الجمل لا ينتظر حتى ينيخ الجمل،
بل كان يقفز من فوق الجمل حتى يلحق أباه ويأخذ بيده، اللهم لا تحرمنا صحبته في الجنة يا رب العالمين!


نعيم الجنة

قال تعالى: طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر:73]. طبتم: طاب الشي: أينع، وطاب الطعام: استوى، وطاب الثمر:
وصل حد القطاف. وطاب الإنسان أي: ليس فيه خبث ولا نكد ولا جفاء ولا أذى ولا كلمة قبيحة أو سيئة، أو طيبكم
الله بالطيب، فيدخل الرجل وهو يعرف منزله، ويتلقاه الولدان الذين قال الله عنهم:
إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنثُورًا [الإنسان:19] فيستبشرون برؤيته كما يستبشر الأهل بالحميم، ويرحبون بهم
أهلاً وسهلاً تأخرتم علينا. هجم السرور علي حتى إنه من فرط ما قد سرني أبكاني ويستبشرون بهم كالحميم
يقدم من الغيبة، فينطلقون إلى أزواجهم من الحور العين -وقد دفعت مهرها إيمانك بالله، وحبك لرسول الله ..
صلى الله عليه وسلم، وتطبيقك لشرع الله- فيخبرونهم بمعاينتهم، فتقول: أنت رأيته؟
يعني: الحور العين تقول بعضهن لبعض: وصل ولي الرحمن، وصل وفد الرحمن، وصل فلان الفلاني، فيستبشرون
بك وأنت كنت في الدنيا ما أحد كان ينظر في خلقتك، فيدخل المؤمن، فيتكئ على سريره.
وهذا السرير مرصع باللؤلؤ، فينظر في ألوانه أخضر وأصفر وأحمر، فيرفع رأسه إلى سماء بيته، فيجد عرش الرحمن سبحانه سقف الجنة، وهذا من فضل الله عز وجل، وهي من أعظم النعم التي يكرم الله سبحانه وتعالى عباده بها.









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..