عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2006, 02:21 AM
المشاركة 15
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
والآن نعود للحديث ولكن مع نماذج رفعهم كلامهم وهنا يحلو الحديث ويزدان فهؤلاء القوم عرفوا الله واتقوه وذكروه في مواطن يغفل عنها الناس فكان جزائهم ان رفع الله ذكرهم في الدنيا ويوم القيامة يوفيهم اجرهم بغير حساب ..

والامثله هنا كثيره ولكن لعلنا ان نستشهد ببعضها لتبيين المراد فقط ...

وهنا تنبيه ان الانسان احيانا يتكاسل عن قول الحق او النطق به او قول الكلمه الطيبه التى ينصر بها الاسلام بحجة ان رأيه لا يؤثر او لا أحد يسمع له او غير ذلك وهذا من تلبيس الشيطان على المرء حتى يغلق عليه بابا من الخير عظيم ...

اما الامثله فلعنا نبدأ بمثال من الامم السابقه ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم وذلك هو مؤمن آل فرعون ولاحظوا هنا ان هذا الشخص كان يكتم ايمانه ومع هذا لم يمنعه ذلك من ان يثني عليه رب العزة والجلال ويدخله جنات عرضها السماوات والارض ويخلد ذكره في قرءان نقرأه الى قيام الساعه ..

يقول تعالى في هذه القصه ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالحق من ربكم ...... الآيات )

وأعظم من ذلك الموقف الذى وقفه الصديق رضى الله عنه ونور وجهه وجمعنا به في مستقر رحمته فعندما كذب المشركون الرسول في حادثة الاسراء والمعراج وجعلوا يستهزؤن به وجاءوا الى ابي بكر يقولون له الم يبلغك ما يقول صاحبك ...
قال : وما يقول ...قالوا : يزعم انه اسرى به الى بيت المقدس وعاد في نفس الليله ...

قال رضى الله عنه : اوقال ذلك ؟ قالوا : نعم ..
قال : لإن قالها فقد صدق ..
قالوا : اوتصدقه في ذلك .. قال : انى لاصدقه في اعظم من ذلك اصدقه في الوحي الذي ياتيه من السماء او كما قال رضى الله عنه وجزاه عن الاسلام خير الجزاء ..
وللقصة تكمله عندما ذهب رضى الله عنه الى الرسول وقال له : أصحيح انك اسري بك الى بيت المقدس .
قال عليه الصلاة والسلام : نعم .. قال ابو بكر : صدقت ..

ثم قال له صفه لنا يارسول الله : فكان عليه الصلاة والسلام يصفه وابا بكر يقول صدقت صدقت ..

فكان ان قال له صلى الله عليه وسلم وانت كنت الصديق يا ابا بكر ...
وانزل الله فيه قرءانا يقرأ فقال جل من قائل : ( والذى جاء بالصدق وصدق به )

فالذى جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم والذى صدق به ابو بكر رضى الله عنه وجمعنا به وبنبيه في مستقر رحمته ...

ومن الامثله التى خلدت في التاريخ وكتبت بماء الذهب وحفظت في قلوب المؤمنين ذلك الموقف الذى وقفه سعد بن معاذ قبيل يوم بدر وتلك الكلمات النيرات التى حفظت له في التاريخ ...

فكما نعلم كلنا ان الانصار رضوان الله عليهم اجمعين عاهدوا الرسول عليه الصلاة والسلام على نصرته وحمايته داخل المدينه كما يحمون اموالهم ونسائهم وعندما كانت معركة بدر خارج العهد كان من خلقه صلى الله عليه وسلم ان يستشير الانصار فهم اصحاب العهد ..
فقال عليه الصلاة والسلام : يا أيها الناس اشيروا علي ...

فقام ابو بكر فتكلم فأثنى عليه صلى الله عليه وسلم ... ثم عاد فكرر يا ايها الناس اشيروا علي ..

فقام عمر رضى الله عنه فتكلم فاثنى عليه صلى الله عليه وسلم .. ثم قال : يا أيها الناس اشيروا علي ..

فقام المقداد رضى الله عنه فتكلم واجاد فاثنى عليه صلى الله عليه وسلم ودعا له .. ثم قال : يا ايها الناس اشيروا علي ..

فقام سعد رضى الله عنه فقال : لعلك تريدنا يا رسول الله ... قال عليه السلام : نعم ..

فقال : لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ..

فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ...
ووالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا ...
إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك ..
فسر بنا على بركة الله ...

اقرؤا هذه الكلمات جيدا واعلموا ان هذا الرجل الذى قالها توفى وعمره مايقارب الثلاثين سنه ..

ولكن اسمعوا لقوله صلى الله عليه وسلم : [ لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ]

نعم عرش الرحمن اهتز لموت هذا البطل الذى نصر الدين وجاهد في سبيل الله فرحم الله سعد بن معاذ ورحم الله ذلك الجيل المؤمن المتوضئ الطاهر الطيب ورحم الله كل من شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله مخلصا من قلبه وجعلنا الله منهم وغفر لنا معهم والى عودة قريبة مع نماذج شعريه ...

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط