الموضوع: ...ولكـنْ,؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2010, 12:45 AM
المشاركة 77
زمـنَ
عضو عذب التواجد
  • غير متواجد
رد: ...ولكـنْ,؟؟

(32)
" عَلى ضَوء القـمر "

" أحَمله مَعي عَلى ظَهري فَ مَنْزِله لِيس بـ قَريبَ أعَقِدُ بِ أنهُ
كَانَ يَبحَّثُ عِني كُلَ هذهِ المَسافة إلى أنَ وصلَ إلى هُنا أسِفٌ
يا عَمي , أنِي أسفَ " ثمَ أخَذ بِ يدِ عــمه لِـــ يجَلِسهَ وَ استَقـــامَ
بِعدها عامر مُقَفِياً بِ ظَهره وقال لِي "ضَـــعَ يده حَول عُنُقَي و أنا
س أحَمِلهُ عَلى ظَهري إلى مَنزلهَ .... ولكـنَ لا أعلـــمُ مِنَ أنتَ
وَ ما الذي أتى بِكَ معهَ و ما سَببُ قُـــدَومِكَ إلــى هُنا أممم قَد
لا يَعنِــني ألامَـــر ولكنَ شُــكراً لكَ على أيةُ حال ....إلى ألِقاء "
كُنتُ حِينِهــا أحمِلُ المُسَنَ إلى أنَ أنْصَّفتهُ ظَهر عَامـــر واضِـــعاً
رأســهُ عـــَلى كَتّــفِ عامر و تــَقدمتُ عَلــى عــامرٌ بِ السِير وقُلتَ
" لِيسَ الآنَ الوداعَ .. حينَ يَعتليَّ عَمُكَ السَريرَ و تَكونُ صِحتهُ
جيدهَ ســَوفَ أقـــولُ لــكَ أنَا إلى إلِـــقاء " ... بَدأنا بِــ الـــسَــير
بِـــ جانِــبِ بــَعضــِنا لـــِ بــعضَ , حِــيثُ أنهُ تقدمُنِي بِ السَير قَليلاً
حامِلاً عَمهُ عَلى ظَهرهَ , وَ أنا أحمِــلُ مـــِصبــاحَ ذلــكِ الــعــَجوزَ
بَـ يــميــنِي , وَ يــساريَ قــدَ أدَخــلتـُها بِــ جــَيــبيَّ خَـشيتا مِنَ البرد .
........
قَـــرعُ خُــطــانــا و صَــمــتُ الــمَــدينــةِ يــَلفـــُنا بِــ رداهَ الــباردَّ
و ضَـــبابُــه المُــوحــِشَّ , وَ تــساؤلات تـــَطــرقُ ذِهنــْي وَ ذِهنـــهَ !!
مِنها مَــاذا سَــــ يَحصـــلُ لِـــ هذا العَجوز ؟ وِأيـــنَ مـــِنْزلِهُ الآنَ .؟!
وأيــنَ سَـــ أبــيتَ أنــْا ..؟ و هــلَ سَــ تــَـتـَقبــلُ زوجــةُ العَجوزَ حالهُ
و قُـدومِ عامــرٍ معــهُ ؟! وَ هل سـَ تَتَقبــلـُنِي كــَ شَخــصٍ غـــريــبْ..؟
وَ عّــَنَ مــاذا يُفَكر فـيــهَ عــَامرٌ الآن ..! نْــظــرتُ إلـيهَ , و هــو يَسرُ
بِـ ثِقــةُ كَـــبيرةَ لا يــَنْظــرُ حَـــتى إلى خٌــطاهَ وَ لا يــَخشى أنَ يَــتعثر
بـــَل أنـــــهُ يَنـــظــــرُ إلــــى أمــامِـــهِ مُباشـــرةَ دونَ انْ يـــتَــمــتـعُ
بِـ جمالِ الــسماء و اكَّــتِسائها بِــ الــنُجومَ و روعةُ ضوء القَمر **
خَلفَ المَنازِلَ و البُيوتَ .؟ دونَ مُقَدماتَ قالَ عامرَ " هلَ تَناولتَ
العَــشاء يــا هذا .! " كُنتُ حِينها مُسَرِحاً فَـ رفعتُ راسِي وَ تعجلتُ
بِـــ الخُطى إلى أنَ أصَبحتُ بَ جوارهَ و قُلتَ .." هاه ..! لالا ,
لـــيسَّ بـــعدَ , وَ مــاذا عِنْكَ أنتَ " قالَ " آه بَ التَأكيدَ تَعشيتْ ,
فَـــ كــانَ الـــعَشاءُ لـَذيذَ .." و أردَّفَ جوابهُ بَ ضَحكةٍ طَويلةَ ..! ,
ثُمَ قالَ " لِماذا لمَ تَأكُلَ بعدَّ " وَ أنْا كُلِي عَجباً مــَا المُضَحِــكَ
فِي ذلكَ وَ ما هِذهِ الأسِئلةَ الَتي لِيسَتَ بِ وقتِهـــا ....! ثمَّ قُلـــتَ
" لــمَّ أجِدَ الوقتَ المُناسِبَ و لا المَكانَ المُناسِبَ أيضاً لِ أكُلَ فيهَ
وَ أنتَ الآنَ تُذَّكِرنِي بِ مَعدتِي وَ ها أنا أتضورُ جَوعاً , مِنَّذُ الصَباحَ
لمَ أتَذّوقِ سَوى وَجبةُ الأفَطار .. !! " فَ نْقَلتُ المِصَّباحَ مِنَ يــدِي
اليُـــمنى إلى اليُسَرى .., ثَّمَ قُلتَ " هَـــلَ لا يَـــزالُ المَنزلُ بَعيدَّ ,
رغَـــم مَا قَطعناهُ مِنَ مسافةٍ جِدُ طَـــويلةَ .." قَال عَامرَ وهوَ يُدَّخِـلُ
يدهُ بِـــ جَـــيبهَ وَ يُــخَرِجُ قَطعةُ حَلوى كَبيرةَ , ثمَ رماها لِي و قالَ
"دَعــــكَ مِنَ المَسافـــةَ وبُعدِ المَنزلَ ..! مُجردَّ التَفَّكـير بِ الأمرَ قَّد
يُـــتَــعبُكَ أكَثر , تَمتعَّ بِ الحَلوى الآنَ فِ أنْها هَديةٌ غَاليةٌ عَلـــيَّ
" تَــــذكرتُ كلامَ العَجوزَ حِينَ قالَ أنَ عامرَ يَغصِبُ النَاسَ عَـــلى
الهَدايا رُغماً عنهمَ , ولكنَ الجَوعَ أجَّبَرنَي لِ أبتَلِعَها بَدلاً مِنَ لعَّقِها..




**القَـمر : تَطرقتُ لِهُ , لِ أجلِبَ اهَتِمامَ مِنَ يُحِبَ
الاسَتمتاعَ إلى بَديعَ الخالقَ وروعةُ البَارعَ فِي تَصوير
هذا المَنْظرُ الفَريد ..! فَل نْخرجَ هذا المَساء ولو دَقائقَ
مَعدودةَ لِ ننَظرَ لِ السَماء " البَدر " ..قَد عَادَّ مِنَ جديدَ

10-5-29 سَ