أن رؤية الخاطب لمخطوبته، والمخطوبة لخاطبها، من أعظم الأمور التي تُعين على حصول الود، وتنمية المحبة بينهما قبل وبعد الزواج، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أحاديث صحيحة تحث على رؤية المخطوبين، وبين أثر ذلك في بناء علاقة الود والمحبة والتفاهم، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لبعض الصحابة: (اذهب فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) ومعنى الحديث أن الرؤية بين الطرفين تبني العلاقة الطيبة البريئة، بحيث أن الخاطب يألف مخطوبته ويأنس بها، وهي كذلك تألفه وتأنس به وتميل إليه، وهذا أمرٌ مشاهد ومجرب، ومع هذا فإن الشرع الكريم قد جعل لذلك ضوابط يجب أن تُراعى، ومن الضوابط التي تُراعى: أن الفتاة وإن كانت قد صارت مخطوبة لهذا الشاب، إلا أن عليها أن تعلم أنه لا زال يُعتبر رجلاً أجنبياً عنها، فلا يجوز لها أن تتوسع في الكلام معه بعد تمام الخطبة، إلا بقدر الضرورة والحاجة، فإذا كان الشاب عازماً على إتمام الأمر فحينئذ عليه أن يعقد على الفتاة عقد الزواج، فإذا تم العقد حصل بنيهما الزواج، فيجوز حينئذ أن تراه ويراها، وأن يحادثها، ولو كان ذلك قبل الدخول، أي قبل حصول الزفاف. وأما مجرد الخطبة، فلابد من الانتباه إلى أن هذا الأمر هو فقط مجرد رغبته في الفتاة ورغبتها فيه، وبناءً على ذلك صار خاطباً لها، وهذه هي حقيقة الصورة.

ومن المعلوم لديكم أن كثيراً من الشباب ربما خطبوا عدة فتيات ولم يتم بينهم بعد ذلك عقدٌ ولا زواج، وهذا الخاطب أو ذاك ربما يمر على عدة فتيات قبل أن يوفق مع واحدة منهن.

ومن هذا الباب كان من حكمة الشرع أن يجعل ضوابط للعلاقة والحالة كذلك، فمتى حصلت الرؤية، وتمت الموافقة المبدئِية، فهذا هو المطلوب، فإذا حصل العقد ، جاز لها مكالمة خاطبها والجلوس معه، والتشاور معه في أمور الزواج والبيت، وكل مايهمهما أمره.

وبهذا يُعلم أن الخاطب إذا رفض التوسع مع مخطوبته في الكلام إلى حين إجراء العقد أن هذا لا يُعدّ تشدداً ولا تمسكاً برأيه، بل هو دال على دينه القوي والخلق الحسن.

ومما ينبغي أن يعلم أن السلام على المخطوبة وسلامها عليه ليس بالأمر الممنوع بل هو جائز، وعلى الفتاة والشاب أن يتصبرا حتى ييسر الله إجراء عقد الزواج، وبعد ذلك فإن الأمر فيه سعة .


أخي العطشان

دائما مواضيعكــــ هامه ومميزة

يعطيكـــــ العافية

سلمت يمناكــــــ على هذا الطرح القيم


عميق تقديري