عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2008, 04:05 AM
المشاركة 64
م ب ع ث ر ه
عضو تألق بحضوره
  • غير متواجد
رفقاً بالجماجم .,’

/


/


قبل الحافة :



.
. .
. . .
. . . .
. . . . .
. . . .
. . .
. .
.




ألـمٌ يـبـريـني . . !!







اليوم
تناولت جمجمتي بيدي ،
وضعـتها في ( كيس ) شفاف ،
وقررت أن أسير بها في شوارع المدينة .,’ حتى نصل


– تخيلوا جسدا يسير في الشارع دون جمجمة _


أعرف أنكم الآن ترفعون حواجبكم للأعلى قليلا ،
وأنتم تتذكرون الرجل الآلي- إن صح التعـبـيـر- الذي كان يقوده
القبطان " نابغ " في ( عدنان ولينا )


إفعـلوا ماشئتم ..
فما يعـنـيـني الآن أن لا تأخذكم الرأفة بها ،
حتى نجد حلا لها ولجنونها . .

.
. .
. . .
. .
.


بالرغم من القطيعة الثـقافية التي أعـيشها أنا
و" أدونيس" إلا أن جمجمتي أضحت مؤخرا تردد
صراخه " لم يعـد إلا الجنون " ..


ولـقـناعـتي أيضا أن الجنون ليس بالأمر السهل
الذي يهبه الله لأي أحد .,’ فإني استكثره عليها ..

.
. .
. . .
. .
.


هي
الآن تعـيش مرحلة ما بعـد الطغـيان ..
فبعـدما أقـنعـتها ذات يوم
أنها ناتج طبيعي
لكوارث معرفية وتحولات دراماتيكية وعاطفية و أخرى
...... لا يليق بنا ذكرها هاهنا ..


أصبحت تتعالى على كل ما أعرضه عليها ..
فالحديد .. عندها ليس صلبا .. !
إنما هو قسوة الطبيعة ،
والقطن .. تعـرّفه بأنه استعارة لنقاء حلم طفل ،
والقفل .. عندها هو محاولة لاختبار دبلوماسية المفتاح ،


بينما المطرقة هي لوم ( الشيخ ) نفسه على ما يفعله الشباب
ولا يستطيع أن يفعـله هو ،
أما الحب .. في ظـنها فهو محاولة وصل ضفـتين بإحساس .. !!


لا أدري .. ماذا حل بها .. !!
لقد اتـفـقـنا على العـقـل سويا .. !!
وجـعـلـنـا الحكمة شعـارنا .. ما الذي تغـير إذاً .. !!

. . .
. .
.
.
. .
. . .


حقا أنها شعرت بأن ( الكيس ) لا يليق بها ،
إلا أنها أخذتني على " قـد عـقـلي "
الذي لم تعـد تحـويه بأي حال من الأحوال ..
. . .
. .
.
.
. .
. . .

المشكلة الحـقـيـقـية –
هذه جمجمتي تخاطبني من داخل ( الكيس ) –
أنك لا تحاول التعـبير عـــــــــــما بداخلك بروح جديدة ،
فلا زلت تـتمسك بآفاتك اللغـوية القـديـمة ،
لا تجـديد عـندك .. !!
أي حياة تلك التي تحاول ارتكابها
دون أي تغـيـير تحدثه عليها .. يا لكـ من مسكين .. !!

.
. .
.


أرأيتم كيف تحدثني . . ؟؟

هَــزُلـَت ْ..!!


لعـل أحاديثي لها عن الديمقـراطية .. والحـوار المتمدن .,’
وتقـبل الطرف الآخر ،
كانت كلها السبب في جـُـرأتها عليّ ..


آآآهـ .. يا للجنون .. !!

.
. .
. . .
. .
.


اسمع يا هذا :

<<< لا عليكم هذه هي تناديني ..
بينما تـُــعـدل من جلستها داخل (الكيس) - وهي تهم بالحديث ...

حياتك ليست سوى صدى لماضيك .. مشكلتـك أنك لا تعـيش لحـظـتـك ..
كل ما فعـلته ..
أنك جمعـت أحزانك وخيـباتك ونظمتها في سبحة طويلة ..
ومضيت وحدك تهز جذعـك الأعـلى .. !!

.
. .
.


أنت يا هذا .. _ <<< تستـفـزني مناداتها لي بهذه الطريقة – .. ألن تدعـني أطير ..
الحياة تجـربة ..
لمَ لا تريد أن تجرب شيئا جديدا في حياتك ..

.
. .
.


هي لا تكف عن إعلانها الدائم عن رغـبتها في الطيران . .
فلطالما حدثـتـني عن رغـبتها في تحويل أذني
ّ إلى جـناحـيـن .. لتـتمكن من التحليق وهي تردد أغـنية
( إنريك إقـليزيس )

" The Way You Touch Me "

بعدما عرفتْ أن الشاعرة الألمانية .,’ ( ماريا شميل )
تمنت أن يكون القمر طائرا محـلقا

. . .
. .
.
. .
. . .

إنها ما تـنفـك تحدثـني عن أن
الطاقة الجمالية الحقـيـقـية للإنســــان
تكمن في تحليقه الحر .. بعيدا عن كل آفة أرضية ..

.
. .
.


أرأيتم .. ؟؟

آآآآهـ . . أي جنون يـرتـديـها . . ؟ !!


.
. .
.



إنها تـتململ داخل الكيس .. وهي تصرخ :

يا هذا حملتـني في ( الكيس ) فـلم اعـترض ،
هلا كـفـفـت عن التـلويح بـ (الكيس) و كأنه سبحة في يدك .. !!

ليتك تعـلم يا هذا >> عادت جمجمتي للتـنظير مرة أخرى

(( أن الحياة تـتحول إلى منفى حينما نظل دائما نـردد
" نعم " ولكن التـفـوق الحـياتي ، يتمثـل في الطريقة
التي نقول من خلالها " لا "
لكل ما ينفـينا عن حسنا الإنـساني .. ))

أفهمت يا هذا ؟؟

.
. .
. . .
. .
.


آخر البدع التي أتت بها ، _ دعـوتها لي لأعـيد إنتاج نفسي _
فهي تظن أن الإنسان مثله مثل أي شئ آخر


بحاجة للتجـديد بـيـن وقـت وآخـر ..
وإعـادة صياغة نفـسة . .
بطريقة تكون أكـثر ملاءمة للمرحلة التي يمر بها ،
كي لا يُــصاب بالصدأ ،
أو العـطـب أو حـتى الاغـتـراب في أحـسن الأحـوال .. !!

.
. .
.


ألم أقل لكم .. أنه قـد أصابها الجنون !!





.
. .
. . .
. .
.





.
أخيرا وصلنا مكتب " إتحاد الجماجم "


وذلفـنا سوياً إلى قسم الصيانة ..
وضعـتُ _ جمجـمتي _ على الطاولة ،


قاموا بتسجيل إسمي ، وعنواني ،
ثم منحـوني رقما - للمراجعة - على بطاقة مكتوب في أعلاها :

رفـقـا بالجماجم
Fragile .. Handle With Care


.

.

.

.


على الحافة :






ألـمٌ في رأسي . .
ليس ثمة ســــــــــواه .. !!



.
.
.



وبسسسسسس خلاااااااااااااص

هنا إنتهى الجنــــــون


9 / 10 / 2007




/

م ب ع ث ر ه