الموضوع: ...ولكـنْ,؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2010, 01:45 AM
المشاركة 76
زمـنَ
عضو عذب التواجد
  • غير متواجد
رد: ...ولكـنْ,؟؟

(31)
"ســقوطَ القِنْــاع"

أقَبلَ عَامر , يَلهثَ بَعدَ أنَ رمى بِـ حقَيبةِ المَكَتظةُ بِـ الهــَداياَ المَزَّعومةَ
وَ بَـ صَـرخاتِ اسَتــغاثةٌ يَـجَّري , خشـيتُ أنَ تَسَتيقِظ النَاسُ جَراء فَعلتهَ
اللا وعي فيها يَتخبطُ كَ المَجَّنونَ , عَمي عَمي..! وصلَ عامِر أخــيراً
بَعدَ أنَ تَأكدتُ منَ علامةِ العَجوزَ الحَيويةَ كانَ حينها بِـ حالةٌ مُسَّتـقرةَ
ولكِنَ لا يَزالُ يتَنفسُ بِـ صُعوبةَ و أطَرافهُ بارِدةَ , نَزعتُ مُعَطفيَّ لِـ أضَعهُ
حول عُنُقه , جَثا عَامرُ عَلى رُكَبتيه بَـ جَوارِ ذلكِ المُسنَ رمــى قِناعـه
تَتَناثَرُ دَمعتيهَ عَلى خَديهِ المُشَوهين " أســِفٌ يَــا عَمي ..! أنَـا الــسببَ
ابتَعَتُ عَنكَ رُغَّم حَاجَتِكَ إليَّ ..! بَحثُتُ عِنَ الأمانَ وَ الأمانُ عِندكَ
تَــصَّنــْعــتُ المَرحَ و الحِرقــةُ تَحــَّرِقُني , و الألــم يَسَلُبنــي لِـ الوحــدةَ
القَاتِلةُ المَسَّمومةَ تَعـصِرُني شياً فَ شيا ولكنَ الزمنُ هو مَنَ أجَبرنَي.
فَ المَــدينــةُ تَكرهُنــِي , وَ زوجَتُكِ تَبَّغِضُني .....و أنتَ تُــنــرفَزُنــي
أعـلــــمُ بَــــ ذلــكَ لا تَـــقــــُل لِـــــي غَــيــر ذلِـــكَ فـ الـــكــُلُ كِــذلِــكَ
بَل يَتَمنْوا خَلاصَي وَ فَنائي وَ ما ذَّنبي , لمَ أعيشَ طَفولتِي كَ غيـريَّ
لمَّ تَكتَفي جَــوارِحــي بـ عنــاقِ والـــِداي , و لـــم يكتـَــفـــي جَسـدي
مِنَ حِضَنهمَ الدافئ , لم ترتَوي شفتاي مِنَ قوَل ماما ...,, بابا .....!
لمَّ أجَزع مِنَ عِتابُهــمَ وَ لا كَلـــِماتُــهمَ , أُريــدُ كــذا و لا أريـدُ كــذا !!
تَباً تَباً سُحَّـــقاً لـ وحَدتي, لِيــتَنـي مِتُ مَــعَّهــمَ و لا حَياـةٌ مِثلَ هذهِ ,
عِديمُ الفائِدةَ كَريةُ الوجَودَّ سَقيمُ الحَديثَ سِيءٌ الحَضور ذاتِ عَاهةٍ
جَسديةَ تَأثرتَ بِ الحُروقَ ..! آآآآآه مَــا الفائــدةُ مِنــي ما الفائــدة,,!
أجِبنِي يَا عَمي " أنــَزلَ رأسـهُ نَحـوَ الأرضَ تَتَساقَـــطُ مِــنها دَمعَتيــهَ
المُلَتهبــةَ وَ كــأنْها تَتــَبَخرُ عَليهَ قبلَ أنَ تــُلامِسُ الأرضَ مِنَ الــحَرقة
وَ النَار التي بـ َصــدرهِ ثُمَ عـاد مِــنَ جــديـــدَ يَمـــسحُ دَموعَــهُ بِـ كفـيه
وَ بَكــُلِ ثُقةٌ يَرفعُ بَصرهُ نَحو عَمهَ رافِعٌ بِها صَوتهَ وَ يَضربُ بَيده أعــلى
صَدرِ عَمه و يقُول " هَل لِـ أنْي سَارِقَ تُفَضِلُ السُكَوتَ ؟ نْعمَ أنا سَارِقَ
وَ سـَ أضلُ سَارِقَ سَرقَوا مِني ثَقَتي بِـ نْفَّسي وَ ضِحكَتي وَ براءةُ طَفولَتي
.عِشتُ فِيها الوِحدةَ وَ تَلحفةُ الظلمةَ , وَعانِيةُ الغُربةَ وَ تَغَّذِيةُ بـ التُربةَ..
لمَّ يَصَنْعنــي أحــدَ بَــل أنا مَنَ سَـ يَصَنعُ نَفسـي بِـ نْفَسـي حَـــتى مَوتــي
وَ سَـ أُثَبتُ لهمَ وجودَي وَ أسَّرِقُ عَــليـهمَ أمـَنْهم وَ أسَلـِبُ مِنهــمَ نومَهمَ
لِيَكونَ لِي ذنبَ بَدلاً مِنَ ظُلَّمِهمَ لي بَلا ذنْبَ .."
....
ألتَفتَ إليَّ عَامر وَ عيناهُ تَطيرُ مِنهما الشَرر و قال ....


10-4-27 خ