الموضوع: ...ولكـنْ,؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2010, 03:19 AM
المشاركة 78
زمـنَ
عضو عذب التواجد
  • غير متواجد
رد: ...ولكـنْ,؟؟

(33)
" كَــوخْ الوَداع "

صَـمــتٌ مِــنَ جديدَّ لـفَـنا .. ولكنَ إلى أيــنَ نــحنُ مـــُتَجــهــيــنَ
فَــ لــقــدَّ خَـرجِنــا مــِنَ دائــرةٌ المــَديــنــْة ..! و بــدأنـــا بــَ السيـــر
بَـ طرِقٍ لــيسَ مُعـّـَــبد , وَ الصَـوتُ هُنا اخْتــفى حتــَى أنَ قـــرعَ
خُطَاناَ كَأنها تُدَّفــنَ عَــلى وجهِ الأرضِ تَــحتْ التُرابَ و لا تُسَمعَ
مُجردَّ أنْفاسُنا وَ زَفراتُ التَعبَ هي مْنَ تُســمع ,, أنْتَـــصفَ سَيرُنا
الغَـــابــةَ ...! إلــى أيــنْ يَــتجــِهُ بِــنا هَـذا الرَجُـل .. وَ أيٌ طَريقَ
سَـــ يُقَلُنا هــذا الطَرِيـقَ ..؟ .. وَ بِــيـنما نَــحـنُ عَــلى هذا الحَالِ
مُـدتٌ مِـنَ الزمــنْ , انْفَــجرتْ حَنــاجِرٌ العَــصــاَفــيرِ بــ التَغّـريد..!
لِـ تَتَنْفـسَ الهَوى الطَلقَّ وَ كأنْ الشَــمسَ تُخِـــبِرها حَـــانَ الشُروقَ
تُـحَرقَ أشِعتُها الدافِئة سَتارةُ الليلُ المُظَّـلِمَ و أنْفـــاسِها البَـــارِدة
تُخّـنْقُها خِيوطِ الصَبحَ , لِ تَمُدَّ النْظَرِ لِ السمَاء سٌبحانَ الخَالِــق


اسَتقَرُت بِنا الخُطى أمَامَ عَتبتِ كَوخٍ صَغير مَهجور بِينَ شَجرَتينَ
كَبيرتِينَ فَـ تَبادَرَ إلى ذَهنِي فِي الحال أنْ هذا المَكانَ هُو مَلجأ
عَامِرٌ المُـحتال ..! دَفعَ البــابِ بِــ يدهَ دونَ النْــظرِ لِــ المـــٌفتـــاحَ ,
دَخلنــْا سَــوياً لـِـ نــضعَ الـعَجوزَ المُنْـكسر المُتعبَ بَـــ أعلى أريكـةٌ
مُهترية , لـِ يرتاحَ ..! ثْمَ قالَ عَامِرٌ بَعدها " دَعكْ هُنا أيُها الغَريـبُ
بِـــ جوارِ عَمي , وَ أنْــا سَـــ أُحَّـضَــرُ لــهَ الحَكيــمَ فِـي الحَـــال , "
لا تَزالُ صِحةُ العَجوزَ مُسَتقرةَ و حالُهَ مُطَّمئـن بَعضَ الشَــيء ..!
قُلتُ له و أنا أجمَعُ قَطِعَ قُمــاشٍ مُلقــاةُ على الأرضــَ لِـــ أضَعــهــا
تَحتَ رأسِ ذلكِ المُسنْ . " حسناً يا عَامِــر أفَعل مَـا يحلــوُ لــكَ ,
سَ أضلُ هُنا لِ أُراقِبهَ " أخَّـذ عامرٍ عُودَ ثِقابِ بِ أعلى الطَاولــةَ
ثـمَ أشعلهُ لِــ يرمِي بــهِ داخِلَ المدخنة لِتُنْير الحُجَرةَ الـمَكســوةُ
جَدرانُـها بِــ الخَشبَ ,حِــيثُ كَـانَ بِ أعلاهــا صــورةٌ عائلِــيةَ ؟؟؟
ثــمَ خــرجَ . لــمَّ يَـكنْ الكَــوخَ فـَسِيحٌ و لا مُزودٌ بِ أثاثٌ فـَخمَ ,
لــمَ تَكونَ نْـظيفةٌ عَلى الوجهَ المَقبولَ ولكنَ ..؟ أعــَتقدُ بِ أنْها
المَلاذ المَثالِي لِـ عامَــر , وَ هُناكَ بَـ جــوارِ بابَ لا أدَري إلى أيــنَ
يَنْفذَّ طاوِلة .. قَدَ اكتظت بِ التُحفَ و ألــعابُ أطَفال و حـقائــِبَ
مُغلقة ..! عَجيبٌ أمَرُكَ أيُها المُقنْع ( عامر ) هل كُلِ هذه مُغتَصــبة
حتىَ الأطَـفال لمَ يَــكتــَفــوا مِــنَ سَذاجَتْك ؟؟ لِــ تــَســـرِقَــهــم .!
مَرَّ وقتٌ لِيــس بِــ طَويلَ .. دخــلَ عــامِر وَ بِـ صُحَبته رجٌلٌ مُلتَحي
إنهُ الحَكيــمَ .. فَـــ اســتَقروا بِـــ جــوارِ الــعَجوز , خَرجتُ بِعدها

لـِ يقومَ الطَبــيبَ بِ واجِـبهَ .. تَمَــرٌ دقائــقَ الانْتَظارَ كَـ الســاعاتَ
أمــامَ شَــجرةٌ شـَاهِــقـةَ قَــدَ استـَبدلتَ أوراقُها الخَــضراء بِــ زَوجِ
حمامتينَ بَريتين .. مُتَجاورتينَ لِ بعضِها قَد أرخَتَ كُل واحِــدةٍ
جناحِيها لِ الهوى , وما أدراكَ ما الهوى ..! لَنْ أفَكرِ كَثيراً فِكـيم
كَ عاشِقينَ , بلَ كَ حَمامتينَ لا غَير , .. فُتَحَ بابُ الكـوخِ .. عــلـى
كلمةٌ مِنَ لِسانِ ذلكِ الحَكيمَ " أعتــنِ يا عَامر بِ عَمِكَ جــيـــداً ,
فِي أمانِ الله " .خرجَ بعدها لِ أدَّخُل أطَمئنِ على حَاله ’ و إذا
بـ العَجوزَ يَحَّـضِنُ أبنْ أخيه عامر و يُطَلِقُ كُل وَاحدٍ مِنهمَ سَيــلاً
مِنَ الدُموعَ تُخالِجُها كَلِماتُ أسِف وَ زَفَراتُ نْدمَ وَ نُصِحِ مُحِـبْ
هذا المَوقِفَ أغلَّقَ عَلي بَــابَ المُداخَلةَ و حُــروفُ الأسَــتــاذان
وَ كــأنْ بِــينـي وَ بــِيـنهمَ جــدارٌ مُــغلقَ ..؟ فَــ ما كانَ مِنــي سَوى
التــــفــاف لِــ الخــلــفَ وَ النَظــرِ لِـــ الــمــَخــرجَ فَـــ حــســبَ ..,,,؟
أغلقـتُ بابَ الكــوخَ حِيــنَ خرجــتْ لِـــ أخُذَ نِــفــسُ منْ نْـــسيــمِ
الصَبـاحِ بِـ نشوةٌ عارِمة أغلقتُ فِيها عِيناي وَ أدخلـتُ كِلــتا يَــداي
بِـ جَيــبي تــارِكٌ مِعطَفي الثــمينْ الغَـالِــي عَــلــى قَلــبــي خــلفِــي
عَلى عٌنْقِ ذلكِ المُسنَ .. عَلها تَكونْ ذَكرى تَحُفُنِــي بِ دُعـائــه .؟
ولكنْ..؟
مِنَ جديدَ أســير ..! بِــلا صَاحــبِ أو حبيبَ وحيدٌ بِ الطَــريـــقَ ..!
بَــلا هــدفِ أو مَــعنى .؟ لا أدري أيــنَ أنا .. ! وَ أيــنَ سَـــ أذهــب
وَ أينَ أسَـكـنْ , فَــلا مِــنزِلٌ أو مَـــبنــْى ..؟ تَـــسَـيرُ بــي حَــيــاتــي ,
مَاضــي وَ مُــسَتقبلي حُلمــِي و أمــلــي , مِــنَ أدنى إلــى أدنى ..؟

10-6-3 خَ