الدنيا .. غابة مليئة .. بفئات مختلفة من البشر

بشر كثيرون .. منهم الحقيقيين .. وهم الشرفاء .. وهؤلاء صعب أن نفيهم حقهم


وآخرون مزيّفون .. دنيئون .. وهم الجبناء

جبناء .. من جبنهم .. أصبح النعام يفخر بنفسه .. كونهم فاقوه جبناً

فهم لا يظهرون بوجه حقيقي .. هذا إن كان لديهم شيء منه

وإنما يتوارون خلف أقنعة متغيرة .. يستعيرون من بينها في كل مرة

يغيرون جلودهم .. من وقت لآخر .. كالأفاعي الرقطاء .. لبث سم عزاف .. يتدفق في شرايينهم .. ما يلبث أن يعود إليهم .. بفعلهم


يحاولون ارتداء ثياب جميلة .. لا يليقون لها .. ولو ترك لها الاختيار .. للفظتهم .. وتركتهم عراة

ولكنهم يوفرون عليها الجهد .. حيث يعرّون أنفسهم وبكل غباء .. وتنكشف جلودهم الحقيقية

جلودهم المهترئة بتجاعيد الضغينة .. وحقد غشى قلوبهم ولوّنها بالسواد .. أكثر مما هي سوداء .. في أصلها


لا يخجلون .. من إدعاء الفضيلة .. وهي منهم براء

فكيف بهم أن يكونوا فضلاء .. وإدعاءاتهم كلها هراء .. وتفاهاتهم كالغثاء .. لا تلبث إلا ويرفضها العقلاء .. والأنقياء؟!!


يدّعون .. ويزعمون .. ويتبجحون .. بأنهم أهل الوقار .. ورعاة الدين .. وهم عليه وصمة عار

كيف لهم هذا .. وهم في الحقيقة صغار؟!


يحللون .. ويحرمون .. بأهوائهم .. وهم لا يعرفون حتى أبجديات الاستغفار!!

وبكل بلادة .. وبلاهة .. يتناسون .. أنهم أنفسهم .. يتغنون بالغرام .. ويتباهون بحب العذارى .. وأنهم قد شربوهن في كأس خمر كالسكارى !!

مفهومهم في النصح مقلوب .. كرؤوسهم .. ومبادئهم .. هم فقط على صواب .. وغيرهم لا يفقه شيئاً !!

زجرٌ .. وتعسفٌ في الآراء .. وأمر ونهي .. من هؤلاء الصغار .. على كبارهم .. برداء النصيحة .. وهي تصرخ :
اتركوني فأنتم لستم أكفاء لتحملوني على عواتقكم .. كيف تكونون كذلك .. وأنا لم أجد منكم تطبيقا؟!

يهاجمون هنا .. ويوجهون هناك .. ويأخذون الوصاية على هذا .. ويقيّمون ذاك

إنهم رعاة الفضيلة الخرقاء !!



يدّعون الصراحة .. وهم .. فئة موبوءة .. متلوثة بالعفن والوقاحة

فئة .. كفرقة "حسب الله" .. تغير أدواتها .. وأشكالها .. وثيابها .. في كل مرة .. بلا فائدة

حيث يبقى عبثها .. الذي تتوهم أنه عزف منفرد .. كما هو .. نشازاً لا يطرب له أحد .. إلا هم .. ومن هم على شاكلتهم

خبطٌ عشوائي على طبول جوفاء .. مثلهم .. لا يستحق أن تأخذ من أجله مسكّناً لصداع أصابك

ولكنه .. وهذه إيجابية وحيدة تحسب لهذا الخبط العشوائي .. يقودك إلى احتساء كأس من الشاي الفاخر ممزوجاً بنكهة تحبها .. لتنتشي حين تقهقه بأعلى صوتك من .. خبط "حسب الله" ومساعديه

ثم تتراجع .. وتستغفر ربك سبحانه .. عن قهقهاتك خوفاً أن تحسب عليك كضحكات شامت
وتحمده عز وجل على نعمته .. وتدعوه أن يرفع عنهم الابتلاء .. ويشفيهم


ولأنه عبور أهوج .. لهذه النوعية من البشر .. لا يتعدى كونه .. كرائحة طعام أحرقته كثرة الطهي .. أزكمت الأنوف لدقائق فقط .. ثم تزول من الأجواء بفعلنا .. حين نبيدها برائحة أزكى .. تلطف الأماكن .. ونفتح النوافذ ليتجدد الهواء

سنعتبرها .. ضمن توقعات النشرة الجوية التي لم تصدق يوماً .. فقد كذب المنجمون ولو صدقوا


هي فقط .. مجرد فئة صغيرة بحجمها وفعلها .. أو بمعنى أصح "شلة إلتم المتعوس على خايب الرجا" .. تذكرنا .. دائماً .. بجمهور "سبيس تون" الصغير .. بأفكار مستمدة من حلقات أفلامها الكارتونية المسلية .. "أكشن" وهمي يصدقه الصغار فقط .. مثلهم !!

لكنها تختلف عن هؤلاء الصغار .. بافتقاد الطهر والبراءة .. وتميزها بالعفن والدناءة !!


ويبقون هم .. بشر .. ونحن بشر .. والاختلاف دائماً .. في ما يختزنه القلب .. والفكر !!





وتستمر الثرثرة .. ولا عزاء للبؤساء