قديم 22-12-2009, 12:39 AM
المشاركة 78

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
قديم 22-12-2009, 10:27 AM
المشاركة 79

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
يَخافُون مِن دُميَـة !

في خَبَر إعلامي :
(أطْلَقَتِ السُّلُطَات التونسية حَمْلَة مُدَاهَمَات لِمَحِلاَّت تَبِيع الدُّمية "فُـلَّـة" بِدَعْوى أنها يُمْكِن أن تُشَجِّع الفتيات الصَّغيرات على ارْتِدَاء الحجاب)


يا لَهُم مِن جُبناء !

يَخافُون مِن دُميَـة !

إيهٍ .. بلَد العِلْم والعُلَماء ..
كانت تونس يُقال لها : أفريقية !
كانت قلعة مِن قِلاع العِلْم
كانت منارة مِن مَنارات الإسلام

واليوم .. ويح اليوم .. تُحارِب قِطعة قماش تُوضَع على الرَّأس - شأنها شأن دُول الكُفر - !

واليوم - ويح اليوم - .. تُحارِب دُميَة زَعَمُوا أنها مُحَجَّـبَـة !

كل يوم تتعرّى العلمانية وتتكشّف ودعاوى الديموقراطية .. وتَبْدُو سَوْءَات القَوم !

فَرنسا تَعْتَبِر نَفْسَها بَلَدا علمانيا .. بَلَد حُرِّيَّـة .. وهي تُحَارِب قِطعة قِماش تُوضَع على الرأس !

وبعيني .. رأيت اليهود في شوارع فرنسا يرتدون قُبَّعاتِهم السود – التي كَـ " لَوْن قُلُوبِهم ! " - ولهم تَواجُدهم .. ولا أحَد يَجْرُؤ على الْمِسَاس بهم !

بل حدثني مسلم يُقيم هناك أن مُدير إحدى المدارس مَنع تِلك الْمَنَادِيل التي تُوضَع على رؤوس الـبُنيَّات !
قال : فَذهَبْتُ إلى الْمَدْرَسَة فَوجدت الْمُدِير يَهوديا !
فسألته عن سبب منعه ذلك ؟
فقال : هذا لباس إسلامي ، ونحن في بلد علماني !
قلت : وهل منعتم قُـبَّعات اليهود ؟
قال : لا
قلت : ولِـمَ ؟
قال : هذه ليست شِعارًا دِينيا !

أقول :
كَذَب عدو الله !
بل هي شعارات حَاخَامَاتهم !
وهي شعار لهم يُميِّزهم عن غيرهم !
إلا أنه الْمِكيال بِمكيالين ! ولوَزن بِميزانين !

عجبا !

حرام على بَلابِله الدَّوح *** حَلال للطَّيْر مِن كُلّ جنسِ !!

يوما بعد يوم .. وعاما بعد آخر .. تَسقط .. وتَتهاوى .. دَعاوى الحرية .. وشعارات الديموقراطية ..

فلا حُرِّيَّـة ولا ديموقراطية إذا كان ذلك سيَكون سَبَبًا في انتشار الإسلام !

ولكن : مُوتُوا بِغَيْظِكم ..

والله ليُظْهِرنّ الله هذا الدِّين ..

وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ليبلغن هذا الأمر ما بَلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مَـدَر ولا وَبَـر الاَّ أدخله الله هذا الدِّين ، بِعِـزّ عَزِيز ، أو بِذُلّ ذَليل ، عِزًّا يُعِـزّ الله به الإسلام ، وذُلاًّ يُذِلّ الله بِه الكُفْر . رواه الإمام أحمد .

مُوتُوا بِغَيظِكم ..

إنَّ هذا الدِّين لا يَمُوت ، ولا يَـُردُّه كَيْد كَائد ، ولا يُضْعِفه مَكْر مَاكِر .. بل لا يَزيدُه ذلك إلاَّ قُوّة وصلابة ..
ولا يَحِيق الْمكْر السَّيئ إلاَّ بِأهْلِه !

وبين أيديكم دَرس الشيشان مَاثِل .. مِن مَدْرَسة العُنْفُوان !

ظَنَّ أهل الصليب .. وعُـبَّاد الْمَال .. أنهم قَضَوا على الإسلام في الجمهوريات .. حينما هَجّروا أهلها إلى سيبيريا - حيث الجليد – حيث هَجَّرُوا البقيَّة البَاقِيَة والتي نَجَتْ مِن القَتْل ..

وحسِبُوا أنَّ مِنْجَلهم قد اسْتَأصَل شَأفَـة الإسلام .. واقْتَلَعَه مِن جُذوره !
وأنَّ مِطْرَقَتهم قد كَسَرَت سَاعِد الإسْلام !

وحينما شَاخَتْ الشيوعية عِند السِّـتِّين ، وأثْبَتَتِ فَشَلَها للعَالَمِين !
انتَفَضتِ الْجُمْهُورِيَّات الإسْلامية .. وخَرَج مَن خَرَج مِن تِلك الأقْبِيَة انْدَهَشَتْ رُوسيا وشُدِهَتْ أنّ الإسلام لم يَشِـخ ! وأنه لا زال فَـتِـيًّا رَغْم الْجِراح !
حينما خَرَج من الأقبِيَة حُفَّاظ القُرآن !
أدْرَكَ كُهَّان الشَّرْق والغَرْب أنَّ الإسلام لا يَمُوت !

وهذا ما نَطَق به ( لويس التاسع ) في حروبه الصليبية على بلاد الإسلام !
لويس التاسع - أو لويس القديس - الذي غَزا مِصر في حملة صليبية سَابِعة سَافِرَة ! وَقَع فيها بالأسْر ! ثم فَادَى نَفْسَه مُقَابِل فِدْيَة ضَخْمَة !

بل عَرفوا أن الطَّرْق لا يَزِيد الإسْلام إلاَّ صَلابَة ..
ولا تَزِيدُه الْمِحَن إلاَّ شِدَّة واشتِدَادا في عُودِه ..
وأنَّ دِمَـاء الشُّهَداء كالضِّيَاء ..

فَهَبُوا أنكم مَنَعْتُم الحِجاب في فَرنسا أو في تُونس !
أجْلِبُوا على الإسلام بِخَيْلِكم ورَجِلِكم ! فإننا نَرى الصُّبْح يَلُوح مِن تَحت حَوافِر خُيولِكم !
قَلِّبوا الأمور حتى تَدُور .. فالدوائر على الباغي تَدور !

أثِيروا الغُبار ..
ومزِّقوا الحجاب ..
فلا تَكُون الْجِنَايَة إلاَّ عليكم !

أشعِلوا نِيران الْحَرب .. فالله لكم بالمرصاد ..
أفْسِدُوا في الأرض ، فـ (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) ..

انْفُخُوا نِيران الفِتَن .. فلَكم سَلَف في " الَوَزَغ " الذي كان يَنْفُخ النار على إبراهيم عليه السلام ! كما في الصحيحين .

أشْعِلُوها وزِيدُوها ضِرَاما .. فلن تَبلغ عُشْر نَار قَوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ..
" حتى إنْ كَانت المرأة تَمْرَض فَتَنْذُر إن عُوفِيتْ أن تَحْمِل حَطَبًا لِحَرِيق إبراهيم " !
ومع شِدَّة تلك النار .. جَعَلها الله بَرْدًا وسَلامًا .. ورَدّ كَيْد الكَائدِين في نُحُورِهم
وحَكَم اللهُ وقَضَى وهو الْحَقّ الْمُبين .. أنْ جَعَل الكَائدين هُم الأخْسَرين .. وهم الأسْفَلِين ..
(وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ) .
(فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ) .


كِيدُوا ما شئتم مِن كَيْد .. وامْكُرُوا مَا بَدَا لكم مِن مَكْر ..
امْكُروا الْمَكْر الكُـبَّار !
وانْتَظِروا يَوم يُقَال : (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) .

قَتِّلُوا .. وشَرِّدُوا ..
والْـقُوا بالتُّهَم جُزَافًا !
وإن شِئتُم فَقُولُوا كَمَا قَال أسْلافُكم : ما أُرِيكم إلاَّ مَا أرَى ! ومَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ !
موتُوا بِغيْظِكم فالله مُتِمّ نورِه ولو كرِه الكافرون ..

مهْما بَلَغ مُكْرُكم .. ومهما كان دَهاؤكم ..
ومهما بَلَغ الْجَبَرُوت والقُوَّة ..
فلن تبْلُغوا طُغيان شيخ الطُّغاة وإمام الضَّلالَة – فِرعون – الذي قَتَّل الأطفال .. بل أبَاد الذُّكُور خَوفًا مِن رَضِيع يَكون زَوَال مُلْكِه على يَـدِه !
فأبَى الله إلاَّ أن يَكُون فِرْعَون هو الرَّاعِي لذلك الصَّغِير .. بل تُرْضِعُه أمُّـه على حِسَاب فرعون !
وكمَا قِيل : مِن مأمَـنِـه يُؤتَى الْحَـذِر !

ما أشْبَه الليلة بالبارِحة !

فِرْعَون يَخاف مِن طفل رَضِيع !
وفِرْعَون يَخَاف مِن دُمْيَـة !

الله أكْبَر .. إنَّها السُّنَن ..

وما أشْبَه الليلة بِالبَارِحة !

ألْقَاب مَمْلَكَة في غَير مَوْضِعِها = كَالْهِـرِّ يَحْكِي انْتِفَاخًا صَوْلَة الأسَدِ

الرياض 19/10/1427 هـ .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:32 AM
المشاركة 80

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
صار فرعون واعِظـا

في قصص الأمم الماضية عِبرة لِمعتَبِر ، وذِكرى لِمُدَّكِر ، وسلوى لِمُضطهَد .

ففي قصص موسى عليه الصلاة والسلام مع فِرعون عِبْرة وعِظة وذِكرى وسَلوى .

لقد زَعم فرعون أنه إله من دون الله ! ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) وما أن أتمّ كلامه حتى بدأ تناقضه واضحا ، وظهر ضعفه جلياً ، فقال : ( فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) .

فَلَم يكن لديه يقين ، ولا كان على ثِقـة من أمرِه ، وإنما يَظنّ ظـنّـاً ( وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) .

ولقد أبان فِرعون عن عَجزه حينما قال عن الفئة المؤمنة : ( إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ) !

واعجباً ! أوَ يَخشى الإلـه أو يُحاذِر ؟
ومِن مَن ؟!


من فئة قليلة وَصَفها بالشّرذِمة القليلة !
ثم صرّح أنه أغاظته !
ثم أعلَن أنه يَخاف ويَحذَر !

ثم زَعم فرعون فيما بعد أنه وحده الحريص على مصالح الناس ، وأن غيره دَعِـيّ !
وأنه حريص على دِين الناس من أن يُبدّل أو يُغيّر !
وأن موسى ومن معه جاءوا لتغيير دِين الناس ! والتلاعب بهم !


فأراد أن يَقتُل موسى ، واستهزأ بموسى بل وبِربِّـه :
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ) .

قال ابن كثير :
" يَخشى فرعون أن يُضِلّ موسى الناس ويُغيّر رسومهم ، وعاداتهم وهذا كما يُقال في المثل : صار فرعون مُذَكِّـرا ، يعني واعظا يُشفِق على الناس من موسى عليه السلام " .

وها هو فِرعون يُظهر مكنون نفسه الضعيفة ، ويُعلن عجزه وضعفه ، فيقول عن موسى : (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ) وليس هذا فَحسب بل ويَخشى من موسى ( أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ )

أليس يَزعم أنه إلـه ؟! أليس هو الْمُنادِي ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ) ؟

أليس هو القائل : ( أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ) ؟

بلى .. هو القائل ذلك كله ..

ولكن من يُحارب الله يُخذل ، ومَن يُغالِب الله يُغلَب ، ومن يُعادي أولياء الله يُقصَم .

أليس فرعون هو صاحب تلك الدعاوى العريضة ؟!
أليس الزاعم أنه إلـه ؟
وأن تلك الأنهار تجري من تحته ؟
وأنه خير من موسى ؟
وأنه الحريص على مصالح الناس ؟
وأنه يَخشى على دِين الناس من التغيير ؟
وأنه يَخشى أن يُظِهر موسى الفساد في الأرض ؟

فما بالـه لم يأخذ موسى أخذ عزيز مُقتَدر ؟!
وما شأنه يستشير الناس ؟!
وما لَـهُ يَخشى من فئة قليلة ؟!

أين ذَهَبتْ عقول الناس عن هذا الضعف والعَجز ؟


لقد تلاعَب بعقولهم بدعاوى برّاقـة ، وأقوال ساذجة
( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )

حينما يكون الفساد فساداً واضحا بيِّـناً ظاهراً جلياً .. فإنه لا يَخفى عوراه إلا على القوم الفاسِقين ؛ لأنهم انغمسوا في الفِسق ! والواقع في أصل بئر لا يَرى فوّهة البئر ، والغارق في ظُلمات البحر لا يَرى سَطح البحر ، والجالس في أصل جَبَل لا يَرى أوكار النسور ، ولا مخابئ الوحوش !

أما الجالس على شَفير البئر ، فإنه يَرى أبعادَها .
والواقف على ساحل البحر يَرى سطح البحر الممتدّ أمامه .
والصّاعد على قمّـة جَبل يَرى ما حوله ، بل يَرى ما يُحيط به .


فإن نادى الذي في أعلى البئر على من في أسفلها : اخرُج لترى النور .. فلا ريب إن أنكر ضوء الشمس مَن كان في القاع !
وإن رأى الواقف على ساحل البحر بحراً مُمتداً .. فلا عَجب أن لا يَراه من كان في أعماق البحر !
وإن صاح من في قمّـة الجَبَل ، وأنذر الناس ما يَفجأهم مِن عَدوّ يَخافُون كَلَـبَـه وشرّه فلا غَرْو أن لا يرى من في سفح الجَبَل ما يَراه هو !

وهكذا هم دُعاة الحق ..
يَرون الشمس .. ويَنظرون في الأُفُـق
يَنظرون بِنور الله ، ويُبصِّرون الناس من العَمَى
فإن أقَبل سيل عذاب أنذروا الناس
وإن ادلهمّ خَطْب حذّروا الناس
وإن أقَبَلتْ فتنة أرشدوا الناس


ومِن عَجَب أن أهل الفساد والرّيب ، وأهل الفِسق والفُجور .. لا يَتعرّضون لمثل ما يتعرّض له دُعاة الحق .. مع البون الشاسع ، والفرق الواضح بينهما ..

فـ " أهل العلم يَدْعُون من ضلّ إلى الهدى ، ويَصبرون منهم على الأذى ، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، ومن ضالّ جاهل قد هَدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم " كما قال عُمر رضي الله عنه .

وأهل الفِسق والفُجور يَدعُون الناس إلى النار .. وإلى كل خُلُق ردئ ، وإلى نَبْذ العفاف والحياء ، وتَرْك الطُّهر ..
وهم مع ذلك يَجِدون سَنَداً ممن قلّ دِينه ، وضعف إيمانه ..
وإلى هذا يُشير عُمر رضي الله عنه بقوله : اللهم إني أعوذ بك مِن جَلَد الفاجر وعَجز الثِّـقـة .

ولم يَقِف الأمر عند هذا الحدّ .. من مُسانَدة أهل الفِسق ، ومعاونة أهل الفُجور ، ودَعم أهل الضلال .. بل تعدّى الأمر ذلك إلى اتِّهام أهل الحق ، ودُعاة العفاف والحياء ..
فرُبّما اتُّهِموا في أعراضهم ، أو في أديانهم ..
وربما طُعِن في نواياهم ..

وقديما اتّهم أهل الفُجور أهل الإيمان .. ورَمَوهم بالعيب .. وعابُوهم بما ليس بِعَيب
فقال أهل الفُجور عن أهل الطُّهر : ( أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) !

متى كان الترفّع عن الدنايا عَيباً ؟
ومتى كان تَرك الفاحشة نَقصاً ؟


إلا عندما تنتكس الفِطر .. وتَمرض النفوس
فترى تلك النفوس المريضة الفُجور حُريّة شخصية .. والفاحشة ممارسة طبيعية !
وحينها يُصادِرون حُريّـة الطّرف الآخر .. فيُحرِّمون عليه أن يكون عفيفاً مُتعفِّفاً ! أو أن يكون طاهِراً صادِقاً ..

وحينما تختلّ الموازين تكون كلمة الحق الصادِقة مِشعل فِتنة !
وتُلبَس الدعوة إلى الله لبوس الإفساد في الأرض !
فيُسعى لِقَتْل موسى !
ويُتآمر على يوسف لِـيُسجَن ! إن هو أصرّ على العفاف !
( وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) !
كل ذَنْبِـه أنه تمسّك بمبادئ الشَّرَف !
وأخذ بمعاقِـد العـزّ .
ونأى عن السوء والفحشاء .


أمَـا لو خَضع .. أو كان دنيء الهمّـة .. ولو تخلّى عن الشَّرَف ، وتَرك العفاف .. لكان مآله العاجل حضن زوجة عزيز مصر ! ومآله الآجل الذل والهوان !
إلا أنه لما ترفّع عن تلك الدنايا .. وتعالَى عن تلك الهَنَات .. وتطهّر فَلم يُلمّ بِتلك القاذورات .. وفضّل السّجن مع المبدأ على الشهوة مع الهَوان .. لما فَعَل ذلك أورثه الله الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) هذا كان في الدنيا .. وجزاء الأخرى ( وَلأَجْرُ الآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) .
فطأطأت له رقاب العباد .. وتواضعتْ له الناس .. ومَلَك القلوب .

فليهنأ دُعاة الحق أنهم على الطريق الواضح وعلى الصراط المستقيم .. وأن العاقبة لهم

لقد كان ختام المطاف في قصة موسى عليه الصلاة والسلام أن قال الله : ( تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
وأن قال : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) .

وأما دُعاة الباطِل فهم على شفير جهنم وَقفوا .. وعلى أبوابها دَعوا ..
ولذلك كان نهاية المطاف في قصة فرعون وجنوده وأعوانه أن قال الله عنهم : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) .

ولو عَقَلتْ البشريّة هذه الحقائق .. وأدرك الساسة هذه العِظات .. لعلِموا أن الحق مُنتصر ، وأن الباطل مُندحِر !
فـ
كُـن مع الحق وعلى الحق ولا تُبالي بالْخَلْق ..

ولئن ظَهَر فرعون بثياب الوعّاظ والْمُذَكِّرين ، فقد بَرَز سَلَفه " إبليس " في ثياب الناصِحين ، فَحَلَف وأقسم بالله إنه لمن الناصحين !

ومِن عجائب هذا الزمان أن يَتظاهر الزنادقة بلباس النصح والشفقة ، ودعوى التوسّط والاعتدال !

نسبوهم إلى العِلم ، ونِسبتهم إلى العلم كَنِسْبَةِ الثَّرى إلى الثُّريّـا !
وسمّوهم زوراً وبهتانا بـ " العلمانيين " !

يَطعنون في الدِّين باسم التجديد والعصرنة – زعموا – وهُم كما قال أبو زرعة رحمه الله ، إذ كان يقول : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حقّ ، والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يُريدون أن يَجْرَحُوا شهودنا لِـيُبْطِلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة . [ الكفاية في عِلم الرواية ] .

والله المستعان ..


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:41 AM
المشاركة 81

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
أيّ جُرْحٍ في إبائي راعِفٌ ؟


أُمّتِي ! كـم غُصّـةٍ داميـةٍ *** خَنَقَتْ نَجوى عُلاكِ في فَمِي ؟
أيّ جُرحٍ في إبائـي راعِـفٌ *** فاتَه الأسـى ، فلـم يَلتئـمِ
كم أغضيتِ على الذّل ولـم *** تَنفضي عنك غُبـار التُّهَـمِ

أمتي ! كـم صَنَـمٍ مَجّدتِـه *** لم يَكن يَحمل طُهر الصّنـمِ !
اسمعي نوح الحزانـى واطربـي *** وانظري دمع اليتامى وابسمي !
هذه أمـة المجد
هذه أمة الإباء
هذه أمة العـزّ

إيهٍ أمتي ..

أوَ ما كنتِ إذا البغي اعتدى *** موجةً من لهيب أو مِن دمِ ؟
بلى وربّـي
فما بالها هانَتْ ؟
وما لها ذلّـتْ ؟


ويح أمتي تَسمع أنين الثكالى .. ونَوح الحزانى .. وضجيج البائسين ..
ثم تضجّ في لهوها
وتتقلّب بين الأنغام
وترقص على الجراح

اعتصر قلبي ألمـاً حينما رأيت تكريم أمتي وحفاوتها بِـ " مخنّـث " !
أيُعقل أن يُستقبَل من مثّل بلادي في " عـار " وأي عار ؟

كان حقّـه أن يُقام عليه الحد ، أو يُعزّر ..

أو يُطرد من بين البيوت ! امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم .
روى البخاري عن ابن عباس قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم . قال : فَأَخْرَج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا ، وأخرج عمر فلانا .
قال الإمام البخاري في تبويبه :
باب نَفْي أهل المعاصي والمخنثين .

إنه لَـعَـار على بلادٍ عربية أن يُستَقْبَل فيها ذلك الذي لا يَمُتّ لها بِصِلـة لا في مظهر ولا في مَخبَر ..
هذا لو كانت بلاداً عربية
فكيف بها وهي بلاد أبيّـة ؟
فكيف بها وهي مهبِط الوحي ؟


وهالِني إذ رأيت صفحة كاملة خُصِّصَتْ لبث أخبار ذلك المخنّث !

في الوقت الذي تُهدد فيه جماعة من اليهود باقتحام المسجد الأقصى
وفي الوقت الذي يُسب فيه نبيّ هذه الأمة
وفي الوقت الذي يُداس فيه القرآن ويُهان

وتكتفي أمتي في زمان الذلّ باستنكار على استحياء !
وتُطالِب بمليون توقيع !

ثم ماذا ؟!

ثم تذهب أدراج الرياح
ويُترَك الكافر ( يهوديا كان أو نصرانيا ) يذهب ويَجيء ! يَغدو ويَروح

كم والله تعتصرنا الآلام حينما نتذكر ما كان يُسمى بـ ( الرَّجُل المريض )
كانت الدولة العثمانية – على ما فيها – في أواخرها تُسمى : الرَّجُل المريض
وفي المقابِل كانت بريطانيا تُسمى : ( الدولة التي لا تَغيب الشمس عن ممتلكاتها )
وهذان الوَصْفَان كافِيان في تصوّر الحال قوّة وضعفا .
آنذاك .. رسم رسّام ( كاريكاتوري ) بريطاني ، رَسَم دِيكاً وتسع دجاجات خلْفَه ، [ يُشير لعنه الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ] فانتفضَتِ الدولة العثمانية ( الضعيفة الهزيلة ) وطالَبَتْ بِمحاكمة الرسّام وتسليمه للدولة العثمانية ..
وحُوكِم الرّجل ، وقدّمت الصحيفة اعتذاراً ، بل قدّمته الدولة التي لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها !

وفي زمان مضى تجرأ رئيس نصراني فكَتَب إلى خليفة المسلمين ، كَتَب إلى هارون الرشيد ، فما كان من هارون الرشيد إلا أن قَلَب الكِتاب ، وكَتَب خلفه :
من هارون أمير المؤمنين إلى
( نقفور كلب الروم ) قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون ما تسمعه . ثم شَخَصَ من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها ، وغنم من الأموال شيئا كثيرا ، وخَرّب وأحرق ، فَطَلَبَ نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه إليه في كل سنة ، فأجابه الرشيد إلى ذلك . [ تاريخ الطبري ، المنتظَم ، والكامل ، البداية ] .

ولما كَتَب الأذفونش إلى الأمير أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن كتاباً رد عليه الأمير بأن مزّق كتابه ، وكَتَبَ على ظهر قطعة منه : ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) الجواب ما ترى لا ما تسمع .
ثم أمَرَ بِكُتُبِ الاستنفار ، واستدعى الجيوش من الأمصار ، وضرب السرادقات بظاهر البلد من يومه ، وجمع العساكر وسار إلى البحر المعروف بـزقاق سَبتة ، فَعَبَرَ فيه إلى الأندلس وسار إلى أن دخل بلاد الفرنج ، وقد اعتدّوا واحتشدوا وتأهبوا ، فكسرهم كسرة شنيعة ، وذلك في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة [وفيات الأعيان ] .

فلله درّه :

ولا كتب إلا المشرفية عنده *** ولا رسل إلا الخميس العرمرم
هكذا عَـزّتْ أمة الإسلام في أوربا ، حينما كان الجواب في المهند والحسام
ثم ما لبثتْ أن كان الجواب : دفع جزية ! وتحالفات مع العدوّ ! ورقص وطَرب
فَخَرج آخر أمرائها يَبكي كالطفل ! توبّخه أمّه .. ويذرف دمعه !

فَكَم تحتاج الأمة إلى أن تستعيد تلك العزّة ، وتتسنّم تلك الكرامة ؟!

تَحتاج هَـمّ وهِـمم

كم بين هـمٍّ وهَـمّ ؟

حينما كان الهمّ تعبئة الجيوش أفلحنا
وعندما أصبح الهمّ تعبئة الجيوب خسرنا !

وفَرْق أيما فرْق بين تعبئة الجيوش وبين تعبئة الجيوب !

همّ أناس في مصالح أمّتهم
وهمّ آخرين مصالحهم الشخصية !

أسلافُنا أعدّوا العُدّة
ونحن عَددنا العَدد ..
فأعجبتنا كثرتنا ، إلا أنها غثاء ..
فماذا صنعت أمـة المليار أمام إهانة نبيِّها وكتاب ربِّـها ؟
إن لم تنتفض الآن فمتى تنتفض ؟!


أما والله لن تُفلِح أمة الإسلام براقص ماجِن ، ولا بِمُغنٍّ مُخنّث ، ولا بِلاعِب ضائع !
ولا بِمنطق الرويبضة ونُطقِـه !
ولا أن يَسود القبيلة مُنافِقوها !

ولن يُفلِح ولن يَصلُح آخر هذه الأمـة إلا بما صَلَح به أوّلها .

ولا استعزّت الأمّـة إلا يوم أن أخذت بمعاقد العِـزّ
ولا انتصرتْ إلا يوم أن أخذت بأسباب النصر

أوَ ما كنتِ إذا البغي اعتدى *** موجةً من لهيب أو مِن دمِ ؟
أوَ ما :
كنا جبالا فـي الجبـال وربمـا *** سرنا على موج البحـار بحـارا
بمعابد الإفرنـج كـان أذاننـا *** قبل الكتائب يفتـح الأمصـار
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤهـا *** سجداتنا والأرض تقذف نـارا
وكأن ظل السيف ظل حديقـة *** خضراء تنبت حولنـا الأزهـار
ورؤوسنا يا رب فـوق أكفنـا *** نرجو ثوابك مغنمـا وجـوارا
أم من رمى نار المجوس فأُطْفِئـت *** وأبان وجه الحـق أبلـج نيـرا
ومن الذي بذل الحياة رخيصـة *** ورأى رضاك أعز شيء فاشترى
نحن الذين إذا دُعـوا لصلاتهـم *** والحرب تسقي الأرض جاما أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا *** في مسمع الروح الأمين فكبـرا
وقول الله أصدق وأبلغ :

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ..

اللهم هيئ لأمة الإسلام من أمرها رشدا
وانصرها على عدّوها


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:45 AM
المشاركة 82

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار

قبل عام تقريبا تلقيت رسالة من أخ عزيز – أعزّه الله بطاعته – أحسن الظن بي ، فاقترح أن أكتب في معنى قوله تعالى : ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
فلم أنشط وقتها لذلك

وقبل أيام قرع مسامعي – ونحن في صلاة العشاء – قوله سبحانه وتعالى : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )

وكأني أسمعها لأول مرة ، ولا عجب فهذا الكتاب العزيز لا يَخلق من كثرة الترداد .

غير أني لما سمعت هذه الآية تداعت نظائرها وتواردت في ذهني .
فأخذت أتأمل قول ربي جل جلاله : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ )

فقلت : سبحان الله !

هذا وعد من لا يُخلف الميعاد
وهذا قول من لا أصدق من قوله ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) ، ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا )

أمَا والله ما نحن في شك منه ، ولكننا غفلنا عنه .
أمَا والله
( إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) .

أمَا والله إنه لصِدق .

أمَا والله ليكونن ما وعد به ربي ، وإن غـرّ أناس صولة الكفر ، وإن بَهَرَت أقوام حضارته .
وإنّ انتفاش الباطل كانتفاخ الهِـرّ يحكي صولة الأسد !
أو كَمَنْ رأى وَرَمـاً فظنّـه سِـمـنا !
أو كانتفاخ جِلد البـوِّ يُحشى ثُماما ويُخيّل به للناقة فتحسبه ولدها !

وقول الله أصدق وأبلغ ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )

إن دولة الكفر ساعة ، وإن دولة الحق إلى قيام الساعة
وإن جولة الكفر لم تظهر إلا في ضعف دولة الحق [ دولة الإسلام ]
ولم تضعف دولة الحق إلا ببعدها عن دينها
ويوم أن تمسّكت دولة الإسلام بدينها دانت لها أمم الأرض ، حتى قال عظيم الروم وقائدها عن نبي الرحمة :
فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه . رواه البخاري ومسلم .
هكذا نطق هرقل ، بل هكذا أنطقه الله بكلمة الحق !
لقد أدرك هرقل أن دولة الإسلام إذا قامت لا يقف في وجهها أحد
وقال مقولته ودولة الإسلام في بداية قيامها ، لم تتـعدّ جزيرة العرب ، بل لم تفئ ظلالها على كامل جزيرة العرب .

كيف لو قال اليوم قائلنا : إن أعظم دول الكفر سوف تزول ، وأن رئيسها سوف يولّي الأدبار هاربا من جحافل الإسلام ؟!

لو قيل ذلك : لقيل كلام في الأحلام !
ولكن هذا الأمر وقع عندما صدق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان ، فولّى هرقل هارباً ، ووقف على مشارف سوريا يودّعها ، وينظر إليها النظرة الأخيرة !

أمَا والله لو عُدنا إلى ديننا وتمسّكنا به لرأينا بأعيننا صدق موعود الله بالنصر والغلَبة والتّمكين لأوليائه
ولرأينا صدق موعود الله بالهزيمة والذلّ والخزي والهوان لأعدائه

ألم يقل رب العزة سبحانه :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ) ؟

لكن متى يتحقق هذا الموعود ؟
عندما يتحقق التوحيد ، ويرسخ الإيمان ، وشرط ذلك : ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا )

فلا يتحقق المشروط إلا بتحقق الشرط
ولا ينفذ الموعود إلا بتحقيق شرطه

( َلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا )

قال ابن القيم رحمه الله :
فالآية على عمومها وظاهرها ، وإنما المؤمنون يصدر منهم من المعصية والمخالفة التي تضادّ الإيمان ما يصير به للكافرين عليهم سبيل بحسب تلك المخالفة ، فهم الذين تسببوا إلى جعل السبيل عليهم . اهـ .

كيف نريد النصر والعِـزّة والتمكين وكثير من الجيوش حالها لا يسرّ !
قال والد علي بن المديني : خرجنا مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فعسكرنا بِبَاخَمْرا ، فطفنا ليلة فسمع ابراهيم أصوات طنابير وغناء ، فقال : ما أطمع في نصر عسكر فيه هذا !

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول صلى الله عليه وسلم سُلِّطت عليهم الأعداء فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة ، وأخذوا الثغور الشامية شيئا بعد شيء إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المائة الرابعة ، وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق ، وكان أهل الشام بأسوأ حالٍ بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة إلى أن تولّى نور الدين الشهيد وقام بما قام به من أمر الإسلام وإظهاره والجهاد لأعدائه ، ثم استنجد به ملوك مصر بنوا عبيد على النصارى فانجدهم ، وجرت فصول كثيرة إلى أن أُخذت مصر من بنى عبيد أخذها صلاح الدين يوسف بن سادي وخطب بها لبنى العباس ، فمن حينئذ ظهر الإسلام بمصر بعد أن مكثت بأيدي المنافقين المرتدين عن دين الإسلام مائة سنة ، فكان الإيمان بالرسول والجهاد عن دينه سببا لخير الدنيا والآخرة ، وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة .
فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سُلِّط عليهم الكفار ، ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار تحقيقا لقوله :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) .

وكذلك لما كان أهل المشرق قائمين بالإسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم ، فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والإلحاد والفجور سلط عليهم الكفار .
ثم تكلّم رحمه الله عن تسلّط هولاكو على العراق فقال :
وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع حتى أنه صنف الرازي كتابا في عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر سماه " السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم " ويقال أنه صنفه لأمِّ السلطان علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين خوارزم شاه ، وكان من أعظم ملوك الأرض ، وكان للرازي به اتصال قوى حتى إنه وصى إليه على أولاده ، وصنف له كتابا سماه " الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية " وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين . اهـ .

والله المستعان .

محرم 1425 هـ

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:49 AM
المشاركة 83

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
طبع الذئب محبة الدم !

طبع الذئب محبة الدم حتى إنه يرى ذئبا داميا فيثِب عليه ليأكله ! "

هذه حقيقة يجب أن لا تغيب عن الأذهان ونحن نُعايش الذئاب والأفاعي في هذا العالم المترامي !

ذئاب البشر شـرٌّ من ذئاب الوحش

وفحيح الأفاعي البشرية يفوق فحيح الأفاعي السامة !

أما اليهود فهم أهل البهت والغدر والخيانة
وأما النصارى فهم أهل الغِلّ والحقد
وصدق الله :
( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ )

وقد وصف الله تبارك وتعالى أهل الكتاب بذلك فقال :
( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

وهذا في اليهود فقد " تمنى وأراد كثير من أهل الكتاب من اليهود لو يردونكم يا معشر المؤمنين " عن دينكم الذي هو مصدر عزّتكم .

فـ

لا يُلام الذئب في عدوانه = إن يك الراعي عدو الغنم
والحقائق لا تحتاج إلى مزيد بيان ولا إلى إطالة تقرير ، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار

وليس يصح في الأفهام شيء = إذا احتاج النهار إلى دليل

أما يهود فهم ذئاب البشر ، طبع الذئب محبة الدم

ولكن :
تعدو الذئاب على من لا كلاب له = ويتقين صولة المستأسد الضاري

فليس الكلب يُراد لذاته بل للحراسة ولينبح ذئاب الشرّ !

وطبع الذئب محبة الدم

ما تفعله " يهود الغدر " لا يُعدّ في الموازين الأممية إرهاباً !
وما تسفكه من دماء الأبرياء صغاراً وكباراً لا يُعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان !
ويُنظر إلى صواريخ " يهود الغدر " على أنها الصّيب النافع ! وإن كانت أنياب يهود تنضح بالسمّ الناقع !

أي غدر وأي خيانة يرتكبها يهود الغدر في حق إخواننا في فلسطين ؟

تجرأت يهود الغدر على دماء الأبرياء ، ابتداء من طفلة العام الواحد وانتهاء بشيخ الستين
ابتداء بـ " إيمان " ومروراً بالشيخ أحمد ياسين
ولا أقول انتهاءاً بالشيخ
لأن طبع الذئب محبة الدم

ولا لوم على الذئب إن عدى واعتدى في غفلة الراعي

ولنا في الأحداث مُعتبر
وفي المصائب متّعظ

ففي محاولات " يهود الغدر " اغتيال الشيخ درس
وفي اغتياله دروس

فمن ذلك :

1 - أن الجهاد وإرهاب العدو لا يقتصر على حمل السلاح فحسب ، وإن كان حمل السلاح وإعداد القوة من أكبر ما يُرعب العدو المتربِّص ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )
ولكن الشيخ أحمد ياسين لم يكن ليحمل السلاح ، فلم تكن له قدرة على ذلك ، ولكنه حمل هـمّ الأمة
فكّر وخطط وأعان بالرأي والمشورة .
وهذا مما أقض مضاجع " يهود الغدر " .

2 – أن قوة القلب ربما فاقت قوّة البدن
فـ " المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف " والقوّة أعـمّ من أن تكون في البدن ، بل قوّة الإيمان هي المطلب الأسمى .
وإنما يعجز الإنسان لعجز هـمّـتِـه
وإنما تشيخ العزيمة ولو شبّ الجسد

فكم من شاب طرير ، موفور الصحة ، مفتول العضلات قعدت به هـمّـته ، وشاخت عزيمته
وكم من شيخ ضعيف متضعِّف ، لو شئت أن تكسر ضلعه لفعلت ! طارت به هـمّـته ، وعَلَت به عزيمته

رحمك الله يا شيخ .. فلم تترك لنا عُذراً يُقعدنا عن العمل
إنك بجهدك وجهادك أقمت علينا الحجة

3 – أن " يهود الغدر " هم قتلة الأنبياء ، فالطالب منهم سِلماً مُتطلِّب في الماء جذوة نار !
وطبع الذئب محبة الدم
والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن الحيّات :
ما سالمناهن منذ حاربناهن

فالحـيّـة هي الحـيّـة
وهل تلِد الحية إلا حيّـة ؟!

4 – أن مسيرة الجهاد ماضية .
قال الإمام البخاري : الجهاد ماض مع البر والفاجر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .
وأن هذه الأمة معطاء
وأن طريق العِـزّة حفوف بالمخاطر ، ملئ بالأشواك ، مفروش بدماء الشهداء .
وأن الدم الذي يُبذل في سبيل الله لا يضيع هدراً
بل هو نار ونور
نار على الكفار الذين سفكوه
ونور للسائرين في دياجير ظلمات الزمان ، وفي غابات التـِّـيـه !

5 – كذب وزيف الدعاوى التي يرفعها الغرب الصليبي ، من دعاوى حقوق الإنسان ، وحقوق المرأة ، وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية ! ودعاوى المساواة – زعموا – إلى غير ذلك من الدعاوى الفجّـة التي تتكشّف يوما بعد يوم ، ويظهر زيفها ، ويتعرّى الغرب الكاذب الذي يُدندن حول هذه الدعاوى .
وأن الكفر ملة واحدة
وأنه متى ما اتفقت المصالح نُبِذ الإسلام وحُورِب
وأنه متى كان الإسلام هو العدو اتحدت قوى الشرّ ، ونبتت بذور الحقد !
وهذا يؤكِّد لنا أن الكفر والإيمان على طرفي نقيض لا يمكن أن يلتقيا

6 – وهو من أعظم الدروس
كم من الأصحاء الأسوياء الأقوياء الآمنين في ذلك اليوم صلّوا الفجر ؟
وشيخ مُقعد مريض مُهدد غير آمن يخرج لصلاة الفجر !
فيا بُعـد ما بين المثالين ، كبُـعد ما بين المشرقين !

والدروس والعِـــبر كثيرة
وحسبك من مقتل الشيخ أن يكون لنا فيه عظات وعِبر
فالشيخ رحمه الله أحسب أنه ممن وَعَظ حيّـاً وميّـتـا .

فرحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار ، وبلغه منازل الشهداء .

وقريبا موضوع بعنوان : وَعَظْتَ حيا وميتا .


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:51 AM
المشاركة 84

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
ولكنكم تستعجلون

لما سُقت خبراً عن حاملة لواء الصليب ، وأثار ذلك الخبر ما أثار من غَيظ القلب ، وكَمَد الصدر ، وحُرقة النفس ، فجاءت الكلمات تُـعـبِّـر عن نفثات مصدور !
لما كان ذلك جاءتني رسالة عتاب رقيق مَفَادها :

لماذا شغلت نفسك بلعن الكفّار ؟
وهل كان ذلك من هَدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أو كان ذلك من ردود أفعال أصحابه رضي الله عنهم ؟

وكان مما تضمنته رسالة العتاب : ( إني لأحسب لو ناديت : " حيّ على الجهاد " لهبّ خَلْفك أُناس تتلهّف نفوسهم إلى الجهاد في سبيل الله وإلى ساحات الوغى )

فقلت وأقول :


أولاً :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن الكفار وسبّهم .
فقال يوم الخندق :
ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا ، كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس . رواه البخاري ومسلم .
وقال أيضا :
شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا ، أو قال : حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا . رواه البخاري ومسلم .
وجاء عمر بن الخطاب يوم الخندق بعد ما غربت الشمس ، فجعل يسبّ كفار قريش . رواه البخاري ومسلم .

وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يدعو بهذا الدعاء في القنوت :
اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يُكذبون رسلك ، ويقاتلون أولياءك ،اللهم خالف بين كلمتهم ، وزلزل أقدامهم ، وأنزل بهم بأسك الذي لا تردّه عن القوم المجرمين . رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق والبيهقي .

وقال عبد الرحمن بن هرمز الأعرج : ما أدركت الناس إلا وهم يَلعنون الكَفَرة في رمضان .

وسبّ الكفار قُربة وطاعة إلا إذا أفضى إلى مفسدة ، كما في قوله تعالى : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
وقد نقم المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يَعيب دينهم وآلهتهم !
فقد قالت قريش لأبي طالب : يا أبا طالب بن أخيك يشتم آلهتنا ، يقول ويقول ، ويفعل ويفعل ، فأرْسِل إليه فانهه . رواه الإمام أحمد وغيره .

قال الحافظ ابن حجر : الكفار مما يُتقرّب إلى الله بسبِّـهم . اهـ .

وثانياً :
أما قول المعاتِب : لو ناديت " حي على الجهاد " فأقول : لست خيالياً ، ولا آيسا أو مؤيِّساً !
ولست من يقول : هلك الناس !
ولا ممن يقول :

اكسر مجدافك

ولكني أحب أن أكون واقعياً
فلو نظرنا نظرة سريعة لصفوف الناس في صلاة الفجر لعلِمنا قدر الدِّين في نفوس الناس .
وصلاة الفجر هي مقياس الإيمان
وإني لأخرج إلى صلاة الفجر فأتوهّم أن الحي مهجور !
والله يشهد أني أخرج إلى صلاة الفجر في بعض الأيام فلا أرى أحداً يمشي إلى صلاة الفجر ، وربما رأيت الرجل أو الرجلين !
فكيف نطمع في النصر على العدو وهذا حالنا مع صلاتنا ؟

لا يُصنـع الأبـطـال إلا *** فـي مساجدنـا الفِسـاح
فـي روضـة القـرآن فـي *** ظل الأحاديـث الصحـاح
شعـب بغـيـر عقـيـدة *** وَرَقٌ يُـذّرِّيِـه الـريـاح
من خان " حي على الصلاة" *** يَخون " حي على الكفاح "
كيف نطمع في النصر ونحن لم نكسب الجولة الأولى مع العدو المبين ؟
كيف نُريد النصر وأكثر الناس يسهرون على ما حرّم الله ثم لا يُصلّون الفجر ؟!


كيف .. وكيف .. ؟

ونحن نرى أن اهتمام الناس بدنياهم أضعاف أضعاف اهتمامهم بدِينهم
بل لا يُكاد يُذكر الاهتمام بالدِّين إلى جانب الاهتمام بالدنيا
لننظر إلى حال الناس عند بداية يوم دراسي !
أو مساهمة مالية ولو كانت محرّمة
كيف يتهافت عليها الناس
وكيف يزدحمون عليها
وما مدى إقبالهم عليها غير آبهين بحلال أو حرام
وكيف نرى إقبال الناس على التخفضيات ! وعلى اغتنام الفُرص واستغلالها
وهم قد أعرضوا عن فرص الآخرة إلا من رحم الله
ولا ترى من يرفع بالدِّين رأساً إلا القليل
فالله المستعان

أكرر :
لست آيسا ولا قانطاً ، فالنصر قريب ولكننا نستعجل النصر قبل انتصارانا على شهواتنا وحظوظ أنفسنا

جاء خباب بن الأرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قال : قلنا له : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟
قال : كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض ، فيجعل فيه ، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشقّ باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب ، وما يَصدّه ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون . رواه البخاري .

هكذا نحن .. نستعجل
نُريد قطف الثمرة قبل نضجها
نريد النصر قبل أن ننتصر في أول خطوة
نريد التمكين ولم نُحقق الإيمان
نريد أن ينصرنا الله ولم ننصر دينه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )

" ولكنكم تستعجلون "
روي عن أبي جعفر محمد بن علي وعن الضحاك أنـهما قالا في قوله تعالى : ( قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا) : كان بينهما أربعون سنة . وقال ابن جريج : يُقال إن فرعون ملك بعد هذه الآية أربعين سنة .

قال مرزوق العجلي : دعوت ربي في حاجة عشرين سنة فلم يقضِها لي ، ولم أيأس منها !

والنّصر آتٍ ، ولكنه يحتاج إلى انتصار على الأنفس والشهوات .

ربيع الآخر / 1425 هـ

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:55 AM
المشاركة 85

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
بغداد ومآتم الظلم

مآتم الظلم تتلوهن أعياد = إياكِ أن تجزعي إياكِ بغدادُ
قد استبدّ بأهليك الطغاة أذى = وراح يمتحن الأحرار جلاّدُ
حتى تهدّم صرح الظلم وانكفأت = قدر الفساد وأهل الظلم قد بادوا
نهاية الظلم يا بغداد واحدةٌ = الله والحق والتاريخ أشهادُ
بغداد المنصور إياك أن تجزعي فهذا هو قَدَرُك المحتوم أن تكوني ضمن أرض قَدَرها الفتن .
قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : إن الفتنة ها هنا ها ، إن الفتنة ها هنا ها ، إن الفتنة ها هنا ، حيث يطلع قرن الشيطان . رواه البخاري ومسلم .
ومما يدلّ على أن المقصود بذلك العراق ما فهمه الصحابي الجليل راوي الحديث ، وراويه عنه وهو ابنه .
فعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الفتنة تجيء من ها هنا ، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان . رواه مسلم .

ومن العراق كان مقتل الحسين
فقد سُئل عبد الله بن عمر سأله رجل عن المحرم يقتل الذباب . فقال : أهل العراق يسألون عن الذباب ، وقد قتلوا بن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا . رواه البخاري .
وفي رواية له عن ابن أبي نعم قال : كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض ، فقال : ممن أنت ؟ فقال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : هما ريحانتاي من الدنيا .

ومن العراق بدأ الرفض وانتشر فيه مذهب الرافضة
فقد كانت الكوفة هي معقل الرافضة ومنشأ القوم !
قال الذهبي في ترجمة عدي بن ثابت : ثقة لكنه قاص الشيعة وإمام مسجدهم بالكوفة !

ومن العراق خرجت الخوارج
قال يسير بن عمرو : قلت لسهل بن حنيف رضي الله عنه : هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئا ؟ قال : سمعته يقول - وأهوى بيده قِبَل العراق - : يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية . رواه البخاري .

عن أبي نضرة قال : كنا عند جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقال : يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قفيز ولا درهم . قلنا : من أين ذاك ؟ قال : مِن قِبل العجم يمنعون ذاك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى . قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل الروم . رواه مسلم .
والروم هم النصارى .

وفي العراق كان مَعمل وضع الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم !
قال الإمام محمد بن شهاب الزهري : يا أهل العراق يخرج الحديث من عندنا شبراً ويصير عندكم ذراعا !

وفي بغداد بدأت فتنة القول بخلق القرآن
وفيها عُذِّّب الإمام أحمد رحمه الله على تلك البدعة الهوجاء الشوهاء !

ومِن العراق خرج القول بالقدر
ففي صحيح مسلم عن يحيى بن يعمر قال : كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجّين أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر ، فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله ، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قِبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفّرون العلم - وذكر من شأنهم - وأنهم يزعمون أن لا قَدَرَ ، وأن الأمر أُنف . قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برئ منهم وأنهم برآء مني ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب . ثم ذكر الحديث بطوله في سؤال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم .

وفي الكوفة والبصرة كان جهلة القراء أسرع من غيرهم إلى الفتن

وفي العراق ظهر الإرجاء أول ما ظهر .

وفي شوارع بغداد سالت دماء المسلمين على أدي التتار الأُوَل ، حتى جَرَتْ الميازيب بدماء المسلمين

ولا تزال تجري على أيدي عبّاد الصليب الهمج !

فلكِ الله يا بغداد

يا زهو تاريخي مراكب أمتي = تاهت وأذرعة الفناء تلوّحُ
الحرب تسحب ذيلها وأمامها = أسرٌ تفرّ من الرصاص وتنزحُ
تُلقي بيان الموت مُقتضباً له = معنى عميق والضحايا تشرحُ
ثم سأل أحد الأخوة فقال :
تقع العراق شمال شرق المدينة المنورة .. بينما تقع اليمامة (نجد) تماما شرق المدينة المنورة ( انظر خارطة العالم)
كيف تفسر ذلك ياشيخنا الفاضل .
وجزاك الله خيرا .

فأجبته :
هذا الكلام الذي أشرتَ إليه – حفظك الله – لا يصح شرعا ولا واقعـا

والقاعدة أن الراوي أدرى بمرويِّـه
أي أنه أدرى بمعنى ما روى
خاصة إذا كان من الصحابة أو من التابعين

وقد قلت في أصل المقال :
ومما يدلّ على أن المقصود بذلك العراق ما فهمه الصحابي الجليل راوي الحديث ، وراويه عنه وهو ابنه .
فعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الفتنة تجيء من ها هنا ، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان . رواه مسلم .

هذا من ناحية تفسير الراوي لما رواه .

ومن ناحية ثانية فقد جاء التصريح بأن أرض الزلازل والفتن والتي يطلع منها قرن الشيطان
جاء التصريح بأنها أرض العراق ، وهي المقصودة في الحديث بـ ( نجـد )
فقد جاء في لفظ حديث ابن عمر رضي الله عنهما : اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا . قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في يمننا . قالوا : وفي نجدنا ؟ قال: هنالك الزلازل والفت ن، وبها – أو قال: منها – يخرج قرن الشيطان .
والذي يدلّ على أن المقصود بـ ( نجـد ) هنا هي أرض العراق قوله عليه الصلاة والسلام :
اللهم بارك لنا في مكتنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مُدنا . فقال رجل : يا رسول الله ! و في عراقنا . فأعرض عنه ، فرددها ثلاثا ، كل ذلك يقول الرجل : وفي عراقنا ، فيُعرض عنه ، فقال : بها الزلازل والفتن ، وفيها يطلع قرن الشيطان .
وقال الألباني : صحيح على شرط الشيخين .

ثم قال الشيخ رحمه الله :
وإنما أفضتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكر طرقه وبعض ألفاظه لأن بعض المبتدعين المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في ألإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ويحمِلون الحديث عليه باعتباره من بلاد نجد المعروفة اليوم بهذا الاسم وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث وإنما هي العراق كما دلّ عليه أكثر طرق الحديث ، وبذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي وابن حجر العسقلاني وغيرهم . وجهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضا ، إذا كان صالحا في نفسه ، والعكس بالعكس ، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح ، وما أحكم قول سلمان الفارسي رضي الله عنه لأبي الدرداء حينما دعاه أن يُهاجر من العراق إلى الشام :
أما بعد ، فإن الأرض المقدّسة لا تُقدّس أحداً ، وإنما يُقدّس الإنسان عمله .
انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله .

وألفاظ الحديث تدلّ على أنهم كانوا يُسمّون العراق ( نجداً ) ، وهي ما ارتفع من الأرض .

وأما الواقع فإن الناظر في الخريطة يجد أن العراق جهة المشرق

انظر إلى الخريطة هنا :

لو رسمت خطا مستقيما من المدينة النبوية إلى القدس لاتجه السهم إلى جهة الشمال تماماً
ولو رسمت خطاً مستقيما من المدينة النبوية إلى بغداد لاتجه السهم إلى جهة الشمال الشرقي ، وهو جهة المشرق

فتطابق واقع الخريطة والأرض مع الحديث .

ولو كان المقصود ( نجد ) المعروفة اليوم لأشار إلى جهة الشرق وليس إلى جهة المشرق ..

وليُعلم أن الحق أحب إلينا من الأرض !

فليس هذا القول تعصبا لنجد فمكة وطيبة الطيبة أحب إلينا من بلادنا .

والله تعالى أعلى وأعلم .

ولا تزال أرض العراق موعودة بالفتن !
وهنا - حفظكم الله - سؤال عن جبل الذهب الذي سوف يحسر عنه نهر الفُرات

والسؤال وجوابه هنا :
http://www.al7ayat.net/assuhaim/fatw...raqat/39_a.htm

فأرض العراق موعودة بالفتن

والله المستعان


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 10:58 AM
المشاركة 86

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
الأمن على الطريقة الأمريكية !

أفضل ما تُجيده أمريكا أن تُزعزع أمن كل بلد تدخله ثم تتركه نهباً لكل مُنتهب !
لقد عاش الشعب الأفغاني أفضل أيامه بعد الحرب في ظل حكومته الفتيّـة
ولقد نعم بالأمن في ظل الإيمان ، فأمِن الناس على دمائهم وأموالهم ، بل أمِنوا على دينهم وأعراضهم
وهذا مطلب منشود تنشده الأمم على مرّ التاريخ .
ثم غزته الحملة الصليبية الأمريكية فأبادت من أبادت ، وسفكت ما سفكت ، وشرّدت من شرّدت
ونصّبت تمثالاً لا يملك من أمره هو شيء !
لقد أكّـد - قبل أيام - الرئيس الأفغاني المتأمرك ! انعدام الأمن والاستقرار تماماً في أفغانستان !
وهذا ما سَعَتْ إليه أمريكا وأرادته ، بل هذا ما صنعته اليد والإدارة الأمريكية !

وها هي تسعى جاهدة لمثل ذلك
فها هو الأمن يختل في لمدن العراقية الواحدة تلو الأخرى
وها هو السلب والنهب على أشدّه !
[[ قالت اللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر أن اثنين من مستشفيات بغداد الرئيسية ومجموعة من مستشفياته الصغيرة تعرضت لعمليات نهب مع انتشارها في العاصمة العراقية ]]

وفي أول مرة في تاريخ الطب بل في تاريخ البشرية يحمل الأطباء السلاح !!
[[ وحمل الأطباء والممرضون في مستشفى الكندي الذي تعرض للسرقة والنهب السلاح لحماية أنفسهم ]]

وحتى الجامعات لم تسلم من السلب والنهب !

بل ها هو القتل الأمريكي للأطفال والرُّضّع ، وللشيوخ والعجائز
[[ قَتَلَ مشاة البحرية الأمريكية المارينز طفلين عراقيين في مدينة الناصرية وجرحوا تسعة مدنيين آخرين عندما أطلقوا النار على سيارة مدنية لم تتمكن من التوقف أمام حاجز تفتيش ]]
[[ انتقد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد تركيز وسائل الإعلام على أعمال النهب وأحداث العنف التي أعقبت إطاحة القوات الأمريكية بحكومة صدام حسين ]]

[[ وقعت بغداد في حالة من الفوضى المدنية في الوقت الذي تسعى القوات الأمريكية التي سيطرت على المدينة قبل يومين إلى احتواء أعمال العنف .
وتحولت الاحتفالات إلى فوضى، وعصفت النيران بالمباني الحكومية والتجارية في كل أرجاء المدينة ، في الوقت الذي أغار اللصوص على المحال التجارية والمستشفيات والمنازل ]]


فهنيئا لك أمريكا هذه الإنجازات والمنجزات !

هذا هو الأمن الذي تنشده أمريكا !
وهذا هو الإصلاح الذي تُريده أمريكا !

إن فاقد الشيء لا يُعطيه
وإن أمريكا التي لم تنجح بعد في تثبيت الأمن في ( لوس أنجلوس ) ولا في ( تكساس ) لن تستطيع أن توجد الأمن في بلاد دمّرت فيها البنية التحية قبل أن تطأها أقدام غُزاتها !

لقد بات واضحاً واتّضح جلياً لكل ذي عينين أن حكومة طالبان استطاعت في فترة وجيزة تحقيق الأمن الذي عجزت عن تحقيقه أمريكا خلال أكثر من عام منذ إسقاط حكومة طالبان في كابل إلى يومنا هذا !
قال " كرزاي " : [[ إن انعدام الأمن والاستقرار الكاملين سيُعيق المحاولة الرامية إلى إعادة بناء البلاد ]] !

( وأبلغ الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى أفغانستان ، أبلغ مجلس الأمن الدولي في 30 الجاري أن " الشعب الأفغاني يحتاج ويطالب بدعم دولي لتوفير الأمن " )
الخبر هنا :
http://usinfo.state.gov/arabic/afghanistan/1030ibrhm.htm

وبان لكل عاقل أن حكومة العراق الديكتاتورية الظالمة الغاشمة كانت أكثر أمناً للشعب العراقي !

إذاً خبرة الإدارة ألأمريكية في زعزعة الأمن وليست في إيجاده !!

ملحوظة :
ما بين الأقواس المعكوفة عناوين إخبارية من موقع هيئة الإذاعة البريطانية ( bbc )

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 11:01 AM
المشاركة 87

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
هل نُوطئ الخيل تُخُـوم أرض الـرّوم ؟

قال ابن إسحاق : وبعث رسول الله أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام ، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ، فتجهز الناس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون .
فساروا حتى بلغوا تخوم البلقاء من أرض الشام حيث قتل أبوه زيد وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم ، فأغار على تلك البلاد ، وغنم وسبى ، وكـرّ راجعاً سالماً مؤيداً .

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على حماية المدينة من التهديدات المعادية

لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة أُحد ، وكان القوم أصابهم ما أصابهم من جِراح ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم تهديد قريش وعزمها على إعادة الكرّة ، أمر أصحابه باللحاق بالجيش المكيّ ، فخرجوا صبيحة اليوم التالي ، فساروا حتى بلغوا حمراء الأسد ، وأرهبوا عدوّهم ، ثم أقام في حمراء الأسد ثلاثة أيام .

ولما بلغه عزم قريش على غزو المدينة ، استشار أصحابه ، ثم أخذ بمشورة سلمان رضي الله عنه في حفر الخندق .
وكان هذا الاستعداد والتهيؤ بمثابة الصدمة للعدو الذي لم يكن هذا في حسبانه .
فلما أجلى الله الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لآن نغزوهم ولا يغزوننا ، نحن نسير إليهم . رواه البخاري .

ويوم بلغه أن سيد بني حنيفة ، وهو ثمامة بن أثال رضي الله عنه يُهدد أمن المدينة ، وأنه عازم على غزو المدينة ، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة خالد بن الوليد فجاءت به مُكبلاً مُقيّداً فرُبط في سارية من سواري المسجد ثم عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فلم يُسلم في القيد حتى إذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفكِّـه ، ذهب إلى بعض نخل المدينة ثم اغتسل ثم أسلم . وخبره في الصحيحين .

ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن الدولة العظمى في زمانه ( دولة الروم ) تُهدد المدينة لم ينتظر حتى يُفاجئه جيش الرّوم ، بل أرسل إليهم جيشاً يطأ أرضهم وديارهم ويُرهب أعداء الله .
فجيّش جيشاً وأمر عليه ثلاثة من خيار أصحابه ، فسار ذلك الجيش حتى بلغ مؤتة ، وهي بأرض الشام ، وفيها وقعت غزوة مؤتة .

ثم لما بلغه أنهم يُهددون أمن المدينة ثانية سار بنفسه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، ولم يلق قتالاً ، وإنما أقام فيها أياماً ثم رجع .

فأصبح أعداء الإسلام في موقف الدفاع !
واليوم – ويح اليوم – وما أشبه اليوم بالأمس ، والليلة بالبارحة
اليوم أصبحنا نحن الذين نخاف أعداء الله ونرهبهم ، بدلاً من أن نُرهبهم !
أصبحت اليهود لديها وزارة (( الحــرب )) !
ولدى دول الإسلامية وزارات (( دفـاع ))

الذين أذلّهم الله يُحاربون !!
والذين أعزّهم الله بالدِّين يُدافعون !!

وأضحى الكافر يزبد ويرعد ويُهدد ويتوعّد
ونحن الذين نُطأطئ رؤوسنا مذعنين قائلين : سيدي الرئيس ! نحن شعوب تُحبّ السلام !

شتان شتان بين هَـمّ وهَـمّ
وفرق واضح بين قضية وقضية
وبون شاسع بين اهتمام واهتمام

قارن أحوال أسلافنا بما نحن عليه اليوم !

لقد كان هـمّ قائد الأمة صلى الله عليه وسلم انتشار الإسلام ، وحماية حمى الدين
وعلى هذا سار أصحابه من بعده .
بل سارت عليه جيوش الإسلام وأمراؤه .
قال ابن كثير رحمه الله :
فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ، ليس لهم شغل إلا ذلك ، قد عَلَتْ كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرها وبحرها ، وقد أذلّوا الكفر وأهله ، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً ، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه ، وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه ، فقتيبة بن مسلم يفتح في بلاد الترك ، يقتل ويسبي ويغنم ، حتى وصل إلى تخوم الصين ، وأرسل إلى مَلِكه يدعوه فخاف منه وأرسل له هدايا وتحفا وأموالا كثيرة هدية ، وبعث يستعطفه مع قوته وكثرة جنده ، بحيث أن ملوك تلك النواحي كلها تؤدي إليه الخراج خوفا منه .

ثم ذكر خبر مسلمة بن عبد الملك بن مروان وجهاد للروم في الشام ثم قال : وامتلأت قلوب الفرنج منهم رعباً ، ومحمد بن القاسم - ابن أخي الحجاج - يجاهد في بلاد الهند ويفتح مدنها في طائفة من جيش العراق وغيرهم ، وموسى بن نضير يجاهد في بلاد العرب ويفتح مدنها وأقاليمها في جيوش الديار المصرية وغيرها .

الله أكبر أي عـزّة هذه ؟
وأي نصـرٍ ينصر الله به مَن ينصره ؟

أين تلك الجيوش التي كانت ترعى البلاد رعياً !
أين هي وجيوش الروم – اليوم – تنهى وتأمر ؟!

أيا عمر الفاروق هل لك عودة = فإن جيوش الروم تنهى وتأمر ؟
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم = وجُندك في حطين صلوا وكبروا
يحاصرنا كالموت ألف خليفة = ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر
تناديك من شوق مآذن مكة = وبدر تنادي يا حبيبي وخيبر
نساء فلسطين تكحّلن بالأسى = وفي بيت لحم قاصرات وقُصّر
وليمون يافا يابس في غصونه = وهل شجر في قبضة الظلم يزهر ؟
اللهم إليك نشكو ضعفنا ، وقلّة حيلتنا ، وهواننا على الناس .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 11:03 AM
المشاركة 88

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
ماذا أستطيع فعله في الأزمات ؟

تمـرّ الأزمات بنا متتابعة متتالية
حتى يظلّ الحكيم حيراناً ، ويقف الهميم عاجزاً
ويَرِد السؤال ويتكرر :
ماذا أستطيع فعله في الأزمات ؟
والبعض يُلقي بالعبء الأكبر على غيره ، ويُخلي غيره من المسؤولية ليقول : ما بيدي شيء !
أو يقول : ليس لي من الأمر شيء !

وما علِم أن بيده خيراً كثيراً .

وربما تنصّل من السؤولية محتجاً بمقارفة الذنوب
وما علِم أن هذا لا يُعفيه ، بل قد أضاف ذنباً على ذنوب !

إذاً ماذا بأيدينا ؟
وماذا بوسعنا أن نُقدّم ؟
وكيف ؟
ومتى ؟

فأقول :
بوسعنا الكثير ، سواء كان على ذلك مما يعم أو مما يخص ، ومن ذلك :
1- سهام الليل ، والسلاح المعطّل الذي انتصر به رُسل الله عليهم الصلاة والسلام .
وهو سِلاح فعّال لا يملكه سوى المسلم المؤمن الموقن بوعد الله ونصره .
ومع ذلك كثيراً ما نترك هذا السلاح أو نُفرّط فيه ونهمله .
نطالِب أئمة المساجد بالقنوت ، ولكننا نعجز عن الدعاء ونتكاسل أن نرفع أيدينا
وهذا غاية العجز ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : أعجز الناس من عجز عن الدعاء . رواه ابن حبان وغيره ، وحسنه الألباني .

أين نحن من أوقات الإجابة ؟
( بين الأذان والإقامة – في السجود – قبل السلام من الصلاة – في جوف الليل – آخر ساعة من يوم الجمعة ... ) إلى غير ذلك من الأوقات والأحوال التي هي مظانّ إجابة الدعاء .

2- مجاهدة الكفار
وليست المجاهدة مُقتصرة على السلاح ، بل هي باليد وباللسان وبالمال وبالقلب .
لقوله عليه الصلاة والسلام : جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .
وقال عليه الصلاة والسلام : ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف ، يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل . رواه مسلم .
فمن عجز عن جهاد الكافرين بيده جاهدهم بلسانه وماله وأضعف الإيمان أن يُجاهدهم بقلبه .
فالجهاد باللسان بالدعوة والمحاجة
والدعوة بالأموال بدعم إخواننا المضطهدين ، ولا يُتركون لقمة سائغة للصليب يُنصّرهم كيف شاء !
فالجهاد بالمال قرين الجهاد بالنفس في كتاب الله عز وجل .
ومن هذا الباب تحديث النفس بالغزو ، لقوله عليه الصلاة والسلام : من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق . رواه مسلم .

3- النكاية بالكافرين وإغاظتهم
كيف ذلك ؟
أشد ما تكون النكاية بأئمة الكفر أن تتزايد أعداد المسلمين على حساب تعداد الكافرين أياً كانوا !

قال عمر رضي الله عنه : ما عاقبت من عصى الله فيك ، مثل أن تطيع الله فيه . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

فمن وقف مواقف الدعوة إلى الله ولو بكلمة أو جهد أو كتاب أو شريط أو محاجة أو بيان حق فقد وطئ موطئاً يغيظ الكفار .

أما أغاظوك يوم تسلّطوا على ديار ورقاب المسلمين ؟
إذاً أغظهم أنت بالدعوة إلى دين الله عز وجل ، بل أغظهم بصلاح نفسك والرجوع إلى الله
أما سمعت قول الله عز وجل في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم : ( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) ؟
ثم إن الإصلاح مما يدفع العقوبات .
تأمل قوله عليه الصلاة والسلام وقد سُئل : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثُر الخبث . رواه البخاري ومسلم .
والخبث إذا كثُر ، والمنكر إذا ظهر ، والمعاصي إذا فشت ، والفجور إذا انتشر ، كان ذلك سببا في الهلاك ، وهو أعظم من الحرب .
قال عليه الصلاة والسلام : إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله . رواه الحاكم ، وصححه .
وقال : إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
فالصلاح في النفس ، والإصلاح في الغير مما يدفع الله عز وجل به العقوبة .

4- توعية الناس بالقضية ، وتعرية مزاعم قوى الكفر
وتبصير الناس بحقائق دعاوى الكفار ، كتبجّحهم بالديموقراطية والعدل والمساواة إلى غيرها مما أُلغيت في التعامل مع قضايا المسلمين في سائر أقطار الأرض !
وهذه الحرب قد أسقطت الكثير من الأقنعة ، وتبين لكثير من الناس – حتى مَن خُدِعوا فيهم – الوجه الكالح لأمم الكفر ولأئمة الكفر !
ويتبع ذلك تبنّي قضايا الأمة ، وليست قضية الساعة ، فإحياء قضايا الأمة مما يقض مضاجع الأعداء ؛ لأنهم يُشغلون الأمة بقضية عن قضايا .

5- تحقيق التوكل وعدم الإرجاف ، وإخافة الناس بالوهم !
فإن الإرجاف والتخويف سمة من سمات المنافقين ، فاحذر أن تكون ممن قال الله فيهم : ( لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا )
وربّ إرجاف وتخويف أورث الضعف والهوان .
وإنما كان قول المؤمنين على مر الزمان ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )

6- الالتفاف حول العلماء والصدور عنهم تنفيذاً للتوجيه الرباني : ( وَإذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ )
وعدم التفرّق والتناحر والتنازع ؛ لأن الضعف مرهون بالتنازع ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
وتفويت الفرصة على المنافقين المتربصين الذين يتحيّنون الفُرص لبث سمومهم ، والعدو إنما يدخل من خلال الثغرات التي يصنعها له الطابور الخامس .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : " ما من ثلاثة نفر في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان ، فعليك بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " رواه الإمام أحمد وغيره وحسنه الألباني .
ويجب ان نُفرّق بين التخاذل واعتزال الفتن ، فالأول غير سائغ ، والثاني له وجه .
ومن هنا يجب إحسان الظن بالعلماء ، بل والذبّ عن أعراضهم .
وعلى أقل الأحوال أن نكفّ ألسنتا عنهم
لا خيل عندك تُهديها ولا مالُ *** فليسعد النطق إن لم يُسعد الحال

7- ضبط الحماس ، وطرح التصرفات الفردية ؛ لأنها تضرّ أكثر مما تنفع .
وترك الاجتهاد لمن هم أهل للاجتهاد .
فالعاطفة إذا لم تُضبط بالشرع صارت عاصفة ! كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
وعدم التطلّع للفتن والاستشراف لها .
قال عليه الصلاة والسلام : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن يشرف لها تستشرفه ، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به . رواه البخاري ومسلم .

8- الإقبال على العبادة ، وإصلاح النفس ، وترك القيل والقال ، ونبذ الشائعات .
والإكثار من العبادة .
قال عليه الصلاة والسلام : العبادة في الهرج كهجرة إلي . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولايتفرغ لها إلا أفراد .

9- صدقة السر
لأن صدقة السر لها أثر عجيب ، وبها يدفع الله عن العباد والبلاد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفيء غضب الرب . رواه الطبراني في الكبير ، وحسنه الألباني .
فإن لم يتصدّق فليكفّ يده ولسانه
قال أبو ذر رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله . قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها ، وأكثرها ثمناً . قال : قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تُعين صانعاً ، أو تصنع لأخرق . قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكفّ شرك عن الناس ، فإنها صدقة منك على نفسك . رواه البخاري ومسلم .

ألا ترى أن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم من بكى حينما لم يجد ما يُنفق ، ولم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه ؟
حتى عُرفوا بـ " البكائين "
وسُطّرت أخبارهم في كتاب الله عز وجل ، فقال الله تبارك وتعالى فيمن رُفع عنهم الحرج ( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ )

حتى جاء في سيرة علبة بن زيد أنه خرج من الليل فصلى وبكى ، وقال : اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ، ورغّبت فيه ، ولم تجعل عندي ما أتقوّى به مع رسولك ، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في جسد أو عرض .

فهذه إشارات لما نستطيع عمله .
وصاحب الهمة ليس بحاجة إلى أن يُشار له نحو القمّـة !

والمعصية ليست عُذراً للتخلّف عن ركب السائرين ، ولا القعود عن مشاركة العاملين
بل الاحتجاج بالمعصية والتعذّر بها عن خدمة هذ االدين ذنب يُضاف إلى ذنوب صاحب العُذر .

والله أسأل أن يُهيئ لأمة الإسلام من أمرها رشدا .


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 11:04 AM
المشاركة 89

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
كــلاب الـروم !!

عندما تضعف أمة الإسلام فإن كلاب الأمم تطمع بخيراتها ومقدّراتها
بل تتجرأ إلى غزو ديارها
وإن كلاب الأمم بعامة لا يُجدي معها سوى لغة إلقام الحجر !
ولا يردعها سوى لغة ( خمس فواسق يُقتلن في الحلّ والحرم ) !ولا يردّها خاسئة ذليلة حقيرة إلا

منطق سليمان عليه الصلاة والسلام ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ )
ولا يقطع دابرها سوى مقولة : ( مَنْ لِكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله )
ولا يردّها عما عزمت عليه غير منطق ( الجواب ما تراه لا ما تسمعه ) !

لقد كان هذا هو منطق أمير المؤمنين وخليفة المسلمين في زمانه هارون الرشيد يوم أطلقها مُدوّية من بغداد
لقد تجرأ نقفور ملك الروم فكتب ( مُجرّد كِتابة !!! ) إلى هارون ملك العرب أما بعد : فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيف بيننا !
فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه وتفرق جلساؤه خوفاً من بادرة تقع منه ، ثم كتب بيده على ظهر
الكتاب :
من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم !
قرأت كتابك يا ابن الكافرة ! والجواب ما تراه دون ما تسمعه .
ثم ركب من يومه وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة وأوطأ الروم ذلاً وبلاءً ، فقتل وسبى وذل نقفور ، وطلب الموادعة على خراج يؤديه إليه في كل سنة ، فأجابه الرشيد إلى ذلك .

لله أبوك يا هارون الرشيد !
ألا يوجد مثلك اليوم رَجُل رشيد ؟!!

والله إن الأمة بحاجة إلى مُخاطبة كلب الروم – اليوم – بهذا الخطاب ، وبهذه القوّة ، وبهذه اللغة .
وكم هو والله بحاجة إلى أن يُعرّف قدره .
إن طلب الروم يعيث اليوم في الأرض فساداً ولا هارون !
أليس مِنا القائد الرشيد ؟؟؟
بلى
ولكن الأمة استنوقت ! إلا من رحم الله وقليل ما هم .

يا ألف مليون تكاثر عدّهم = إن الصليب بأرضنا يتبخترُ
فالحرب دائرة على الإسلام يا = قومي ، فهل منكم أبيٌّ يثأرُ
إنا سئمنا من إدانة مُنكـرٍ = إنا مللنا من لسـانٍ يـزأرُ
يتقاسم الأعداء أوطاني على = مرأى الورى وكأننا لا نشعرُ
أين النظام العالمي ألا ترى = شعباً يُباد وبالقذائف يُقبرُ ؟
أين العدالة أم شعار يحتوي = سفك الدماء وبالإدانة يُسترُ ؟
ما دام أن الشعب شعب مسلمٌ = لا حل إلا قولهم : نستنكرُ !
يا أمتي والقلب يعصره الأسى = إن الجراح بكل شبرٍ تُسعِرُ
والله لن يحمي ربى أوطاننا = إلا الجهاد ومصحف يتقدّر
لقد تعادت كلاب الرّوم على أمتي
لقد عادت الرّوم في عتمة الليل = ولم يُحسن المسلمون البدارا
ولقد عَوَت بنا ذئاب الروم
تعدو الذئاب على مَن لا كِلاب له = ويتّـقين صولة المستأسد الضاري
فمتى نسمع زئير المستأسد الضاري ؟؟؟
عسى أن يكون قريبا .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 22-12-2009, 11:06 AM
المشاركة 90

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
أحرام على بلابله الدّوح ؟؟؟

تذكرت قول الشاعر :

أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس
وأنا أقرأ هذا الخبر :
أعلن الجنرال الأمريكي – مساعد قائد العمليات الأمريكية – أن عرض تلك المشاهد يُعدّ انتهاكاً لمعاهدة جنيف .

بقي أن تعلم أن المقصود بتلك المشاهد عرض صور الأسرى وهم يُجيبون على أسئلة عسكريين عراقيين من خلال شاشة التلفاز !

وضمن إطار الخبر :
وبوش يحذر من إساءة معاملة الأسرى الأمريكيين .

أما أسرانا في كوبا فلا بواكي لهم
وأما ما يُفعل بهم مما لا يمتّ للإنسانية بِصِلة فهو لا يُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان فضلا عن معاهدات أو مواثيق !
ولترى شيئا من حال أسرانا في كوبا ومن مأساتهم إليك هذا الموقع :
Alasra.org - Arabic language Resources and Information.This website is for sale!

وأما قتل المدنيين والأبرياء بل قتل الأطفال حتى الرُّضّع منهم فليس من انتهاك حقوق الإنسان ولا من انتهاك المعاهدات في شيء !
وما أشبه الليلة بالبارحة
ففي أفغانستان قتلت القذائف الأمريكية الذكية أو الرحيمة المئات من المدنيين الأبرياء والعزّل
ففي إحدى القرى تم العثور على 160 جثة نتيجة القصف الأمريكي !
وإليك الخبر بطوله هنا :
http://www.islamonline.net/Arabic/n...Article29.shtml

وفي العراق قصفت أمريكا بغداد قصفاً عنيفاً
بل إن نحو 70 صاروخا ضربت منطقة التلال التي تسيطر عليها جماعة أنصار الإسلام المسلحة .
والخبر هنا
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/new...000/2875049.stm

وهذا ليس سِـرّا يُذاع أو ظنّـاً كاذباً !
بل هي الحقائق التي لا تعدو أن تكون الوجه الآخر للحضارة الغربية !
ودعاوى حقوق الإنسان أسلفت الحديث عنها هنا :
حقوق الـلا إنـســان ... !!

نعم
حرام أن تُعرض صور الأسرى إذا كانوا من ذوي العيون الخضر والدماء الزرقاء !
حلال أن تُعرّى أجساد الأسرى في كوبا !

حرام أن تُعرض صور أسرى أمريكا وهم في لباسهم العسكري !
حلال أن يُلبسوا ملابس لا تصلح للحيوان فضلا عن الإنسان !

حرام أن تُعرض صور قتلى الحرب إذا كانوا جنوداً أمريكيين !
حلال أن يُقتل الأبرياء إذا كانوا مسلمين !

حرام أن يُسأل الجندي الأمريكي مُجرّد سؤال : من أين أتى ؟!
حلال أن يُعذّب الأسير المسلم للإدلاء بمعلومات عن أشخاص ربما لم يسمع بهم !

حرام أن يُنقل الجنود الأمريكان – إذا أُسِروا - على سيارات الجيش !
حلال أن يُنقل أسرى كوبا في طائرات بضائع مكبلي الأيدي والأرجل ، قد أُغمِضت عيونهم ، وكُممت أفواههم !

عجيبة كل العجب هي الموازين الأمريكية !!

ضحايا قضية
" لوكربي " دِية كل واحد منهم تزيد على مليوني دولار !
بينما ضحايا القصف الأمريكي
لعرس في أفغانستان دِية كل واحد منهم لا تصل إلى ثلاثمائة دولار !!

أما لو كان المقتول كلباً أمريكياً لزادت ( فِديته ) !! على ذلك !

ولكنها العدالة والحرية والمساواة على الطريقة الأمريكية !

ولا نقول إلا ما افتتحنا به الكلام :

أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة












الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأحاديث النبوية الشريفة( كل يوم حديث) إن شاء الله تعبت أسافر ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 170 27-06-2009 01:39 PM
عقيدة اهل السنة والجماعة N.S.A ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 16 12-10-2008 11:01 PM
نبذة يسيرة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...ارجو التثبيت.. الزهراني ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 7 27-07-2008 02:15 AM
°•¤[ ســنــن مــنــســيــة ]¤•° .. ×عاشقة نفسها× ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 16 07-05-2008 03:56 PM
صفات الرسول صلى الله عليه وسلم fai9al ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 17 22-11-2007 03:19 PM

Bookmark and Share



الساعة الآن 09:29 PM.