رحلتي الرائعة إلى قصر راويش هولتس هاوزن في 23 يناير 2013







السيارة المحروسة





د . عدنان جواد الطعمة








و أخيرا أخذت الثلوج تتساقط منذ اسبوع بكميات معتدلة لله الحمد و تتوقف بين يوم و آخر. بدأت قبل خمسة أيام بالقيام بالرحلات و النزهات في





حديقة النباتات القديمة و على ضفة نهر اللان و إلى قلعة أو جبل النساء و بئر اليزابيت و قلعة أمينة والبئر والمشي كل يوم فوق و بين الثلوج ما بين






ثلاث إلى أربع ساعات لإستنشاق الهواء العذب والإستمتاع بالأشكال
و البلورات و المناظر البديعة الساحرة التي تشكلها كل من الثلوج و المياه ، سبحان الله .






و بعد التوكل على الله هيأت كامراتي و عدسة كبيرة والبطاريات والعصا وارتديت ملابس دافئة واقية و جزمة مبطنة ، أجلكم الله ، وقفاز و طاقية أو قبعة .





و بعد إزالة الثلوج والصقيع المتراكمة على سيارتي غادرت مدينتنا في الساعة الحادية عشروالنصف با تجاه المدينة الصغيرة راويش هولتس





هاوزن التي تبعد عن مدينتنا 15 كيلومترا، فوصلت قصر راويش هولتس هاوزن الجميل في الساعة الثانية عشر ظهرا. أوقفت سيارتي الموقف




الخاص بالسيارات وحملت الكامرتين والبطاريات والعصا التي كنت أستند عليها خشية من الإنزلاق . وفي الحال خطوت عدة خطوات عن السيارة




والتقطت بعض اللقطات الجميلة ، إلا أني شعرت بأن العصا تضايقني أثناء إلتقاط الصور . وأنها بالفعل ستضايقني أكثر عندما أسير عدة






كيلومترات في منتزه القصر بين انحدار و صعود والتقاط مئات الصور .
حرت من أمر العصا وترددت و أخيرا عدت للسيارة و وضعتها .




وعلى بعد 20 مترا أمام سيارتي توجد قناة سقي رفيعة يبلغ عرضها مترين تقريبا يجري فيها الماء العذب الزلال . بدأت بالتقاط الصور وجلست على






الأرض لإلتقاط الأشكال البلورية المتجمدة الزاهية و بالإستماع إلى خرير الماء . ثم سرت بخطوات بطيئة هادئة على الطريق الضيق المحاط





بالشجيرات و الأشجار المكسوة بالثلوج الناصعة البياض باتجاه القصر و نافورة القصر والمطعم . هنا كنت حذرا جدا من الإنزلاق لأن الطريق منحدر و صقيل .






نزلت مدرجات السلم إلى أن وصلت بالقرب من النافورة و التقطت لها و للقصر والأشجار الباسقة . كما إلتقطت صورا لأشجار مكومة معملومة مثل




طاقية أو كلاو تركي أو إيراني ، فضحكت . إبتعدت عن وسط النافورة بمسافة خمسين مترا من أجل التقاط صورة لواجهة القصر . قدم رجل





طاعن في السن مع زوجته وأديت التحية لهما ودار حديث قصيرمعهما عن جمال و سحر الطبيعة والمنتزه الشاسع .





ثم عدت إلى النافورة الجامدة و اتجهت نحو اليسار لكي أنزل درجات السلم و أسير في الطريق إلى البحيرة الصغيرة و القناة و اقف على القناطر




العائلة الألمانية التي قابلتها أمام القصر والنافورة


الصغيرة . كنت أسمع خرير الماء و صياح الأطفال الذين كان يتزلجون على الجليد من بعيد . إتجهت إلى البحيرة الصغيرة و التقطت أجمل الصور








للبلورات الثلجية و للبحيرة ذاتها سواء من القنطرة الصغيرة أو بالقرب من ضفتها . لاحظت أن طبقة سميكة من ماء البحيرة جامدة وعليها آثار خف الحيوانات .






ثم رجعت واتجهت إلى القنطرة الأخرى المطلة على قناة عريضة و رفيعة يبلغ






عرضها ما بين مترين إلى أربعة أمتار و في أماكن أخرى إلى عشرة






أمتار في المنحنيات الأخرى . وقفت على القنطرة الصغيرة المكسوة بالثلوج بارتفاع نصف مترا أو أكثر . يوجد إنحدار شديد تحت هذه القنطرة




السلم الذي يؤدي إلى البحيرات و الطابق الأرضي أي الوادي


و الماء يجري بسرعة و خريره الجميل يدوي . شاهدت في هذا الإنحدار أشكالا من





البلورات و قطعا و أكواما ثلجية قد شكلت بصور بديعة على سطح ماء و ضفتي القناة






و أجمل ما شاهدت إنعكاس أغصان الأشجار على سطح القناة .
للأسف الشديد لم تشرق الشمس لأن السماء كانت ملبدة بالغيوم ولونها مائل



إلتقطت 450 صورة في هذه الرحلة الجميلة ، وكل صورة أحلى من الأخرى .





للون الرمادي أي مغبرة . ومع ذلك تمكنت و لله الحمد مراعاة ضبط الضوء و الإنارة في كل صورة قدر إمكاني .




مشيت على ضفة القناة مترا مترا و التقطت لها عدة صور لمدة أكثر من ساعة



و وقفت على القنطرة وعبرت عدة قناطر صغيرة . وسرت إلى البحيرة





الكبيرة و نحو سفح المزرعة المغطاة بالثلوج . كان أبناء وبنات المدينة يلعبون و يمرحون و يتزلجون على الجليد . إلتقطت لهم ولهن بعض




اللقطات . ثم سرت إلى اليسار والتقطت للقناة ثم نحو ساحل أو ضفة البحيرة



والتقطت صورا جميلة للبتلوج والبحيرة والوز ، إلا أني لم أجد البط




هذه المرة . أكملت السير وعدت إلى نفس الطريق بمحاذاة القناة الصغيرة . وهناك خطرت لي فكرة بأن أغير فلتر الكامرة الكبيرة لكي أشبع اللقطة




بالضوء . وهكذا صورت البلورات و الأكوام الثلجية و صعدت للبحيرة الصغيرة بعد إعادة الكرة بالوقوف على جانبي القناة والقناطر الصغيرة.





شعرت بالتعب قليلا لكثرة السير صعود و نزول المنحدرات على مرتفعات المنتزه الشاسع الكبير . عدت إلى سيارتي في السعة الرابعة عصرا وقدتها و وصلت بيتنا في الساعة الرابعة والنصف تماما .



تفضلوا بقبول مني فائق ودي و تقديري
آملا أن تنال هذه الجهود المبذولة منكم جميعا
حسن الرضا و القبول

د .عدنان
ألمانيا في 24 يناير 2013