قديم 25-03-2011, 03:34 PM
المشاركة 2
تاج الفرح
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎

118- لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ أي: دُخَلاء من دون المسلمين يريد من غيرهم.
لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا أي: شرا.
وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ أي ودوا عَنَتَكم وهو ما نـزل بكم من مكروه وضُر.

جملة "لا يألونكم" مستأنفة، وكذا جمل "ودّوا"، و "بدت البغضاء" و "بيّنّا"، ويضعف جَعْلُ هذه الجمل نعتا لأنهم نهوا عن اتخاذ بطانة كافرة، والتقييد بالوصف يؤذن بجواز الاتخاذ عند انتفاء هذه الأشياء. وجملة "إن كنتم تعقلون" مستأنفة. والمصدر "ما عنتّم" مفعول به أي: ودّوا عَنَتَكم. و "ما" في قوله "ما تخفي" موصوله مبتدأ. وجملة"إن كنتم تعقلون" مستأنفة.

يقول تبارك وتعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة، أي: يُطْلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم، والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خَبَالا أي: يَسْعَوْنَ في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن، وبما يستطيعونه من المكر والخديعة، ويودون ما يُعْنتُ المؤمنين ويخرجهم ويَشُقّ عليهم.
وقوله: ( لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ ) أي: من غيركم من أهل الأديان، وبطانة الرجل: هم خاصّة أهله الذين يطلعون على داخل أمره.
وقد روى البخاري، والنسائي، وغيرهما، من حديث جماعة، منهم: يونس، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عقبة، وابن أبي عتيق -عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِي وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَة إلا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخيرِ وتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالسُّوءِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَم اللهُ " .
وقد رواه الأوزاعي ومعاوية بن سلام، عن الزهري، عن أبي سلمة [عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه فيحتمل أنه عند الزهري عن أبي سلمة] عنهما. وأخرجه النسائي عن الزهري < 2-107 > أيضا وعلقه البخاري في صحيحه فقال: وقال عبيد الله بن أبي جعفر، عن صَفْوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب الأنصاري، فذكره. فيحتمل أنه عند أبي سلمة عن ثلاثة من الصحابة والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو أيوب محمد بن الوَزَّان، حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي حَيّان التيمي عن أبي الزِّنْباع، عن ابن أبي الدِّهْقانة قال: قيل لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إن هاهنا غُلاما من أهل الحِيرة، حافظ كاتب، فلو اتخذته كاتبا؟ فقال: قد اتخذت إذًا بطانة من دون المؤمنين .
ففي هذا الأثر مع هذه الآية دلالة على أن أهل الذَّمَّة لا يجوز استعمالهم في الكتابة، التي فيها استطالة على المسلمين واطِّلاع على دَوَاخل أمُورهم التي يُخْشَى أن يُفْشوها إلى الأعداء من أهل الحرب؛ ولهذا قال تعالى: ( لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ ) .
وقد قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا إسحاق بن إسرائيل، حدثنا هُشَيم، حدثنا العَوَّام، عن الأزهر بن راشد قال: كانوا يأتون أنَسًا، فإذا حَدَّثهم بحديث لا يدرون ما هو، أتَوا الحسن -يعني البصري-فيفسره لهم. قال: فحدَّث ذات يوم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تَسْتَضِيؤوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ، ولا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبيا فلم يدروا ما هو، فأتوا الحسن فقالوا له: إن أنسا حَدّثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَسْتَضِيؤوا بِنَارِ الشِّركِ ولا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبيا فقال الحسن : أما قوله: "ولا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبيا : محمد صلى الله عليه وسلم. وأما قوله: "لا تَسْتَضِيؤوا بِنَارِ الشِّركِ" يقول: لا تستشيروا المشركين في أموركم. ثم قال الحسن: تصديق ذلك في كتاب الله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ ) .
هكذا رواه الحافظ أبو يعلى، رحمه الله، وقد رواه النسائي عن مجاهد بن موسى، عن هشيم. ورواه الإمام أحمد، عن هُشَيم بإسناده مثله، من غير ذكر تفسير الحسن البصري .
وهذا التفسير فيه نظر، ومعناه ظاهر: "لا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبيّا أي: بخط عربي، لئلا يشابه نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان نَقْشُه محمد رسول الله؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح أنه < 2-108 > نهى أن يَنْقُشَ أحد على نقشه. وأما الاستضاءة بنار المشركين، فمعناه: لا تقاربوهم في المنازل بحيث تكونون معهم في بلادهم، بل تَبَاعَدُوا منهم وهَاجروا من بلادهم؛ ولهذا روى أبو داود [رحمه الله] لا تَتَرَاءَى نَاراهُمَا" وفي الحديث الآخر: "مَنْ جَامَعَ الْمُشْرِكَ أَوْ سَكَنَ مَعَهُ، فَهُوَ مِثْلُهُ"؛ فحَمْلُ الحديث على ما قاله الحسن، رحمه الله، والاستشهاد عليه بالآية فيه نظر، والله أعلم.
ثم قال تعالى: ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) أي: قد لاح على صَفَحات وجوههم، وفلتات ألسنتهم من العداوة، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله، ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل؛ ولهذا قال: ( قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) .


</SPAN>

قديم 26-03-2011, 02:31 AM
المشاركة 3

 

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
تاج الفرح



.. / بآرك الله فيكِ ع الطرح القيم

حشرنا الله وآياكِ مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
سسْلمتِ دمتِ بنقآء







ثِقُـوآ تَمَامَاًإ .,
أَن الْسَّمَآء كَبِيـْرَة جِدّاً . .
تَتَّسِع لِكُل رَسَائِلُكُـم المُتلَهْفة لِلْإِجَابَة
فَقَط أَكْثِرُوْ مِن قَوْل : يَ رَ بَ
قديم 26-03-2011, 11:32 AM
المشاركة 4

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
جزاك ربي خيرا ونفع بك


قديم 26-03-2011, 01:40 PM
المشاركة 5
ضياءالقمر
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك

قديم 26-03-2011, 04:48 PM
المشاركة 6

 

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
جزاك الله خير..

دمــتـــ/ي بـــود

راقية بقلمي

قديم 26-03-2011, 09:15 PM
المشاركة 7

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎

شكرا لطرحك العطر
جزاك الله كل خير
و جعل ما نقلته في موازين حسناتك
تقبلي مروري
جووود

قديم 26-03-2011, 09:45 PM
المشاركة 8
{.. ليت أيامي حلم
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
جزيتي خيرا غاليتي

ربي لا يحرمك الاجر

ربي يسعدك

قديم 26-03-2011, 09:48 PM
المشاركة 9

 

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
✿,‘
تَاج
جَزَاك الْلَّه خَيْر
فِي مِيْزَان حَسَنَآتِك بِإِذْن الْلَّه
بِشَغَف لِجَدِيْدِك

لـ قَلْبِك آنسكَآبَآت فَرِح

قديم 26-03-2011, 10:44 PM
المشاركة 10

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
جزاك الله الف خيرا ..

وان شاء الله في موازين حسناتك..

يارب

إن مَآت نّـــايفْ ..
كِــلنآ اليوُمْ نــايفّ
قديم 29-03-2011, 01:21 AM
المشاركة 11

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الايات
( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا ) أي: نقصا.

( وَلأوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) أي: ولسعوا في الفتنة والشر بينكم، وفرقوا جماعتكم المجتمعين، ( يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ) أي: هم حريصون على فتنتكم وإلقاء العداوة بينكم.

( وَفِيكُمْ ) أناس ضعفاء العقول ( سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) أي: مستجيبون لدعوتهم يغترون بهم، فإذا كانوا هم حريصين على خذلانكم، وإلقاء الشر بينكم، وتثبيطكم عن أعدائكم، وفيكم من يقبل منهم ويستنصحهم. فما ظنك بالشر الحاصل من خروجهم مع المؤمنين، والنقص الكثير منهم، فللّه أتم الحكمة حيث ثبطهم ومنعهم من الخروج مع عباده المؤمنين رحمة بهم، ولطفا من أن يداخلهم ما لا ينفعهم، بل يضرهم.

( وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) فيعلم عباده كيف يحذرونهم، ويبين لهم من المفاسد الناشئة من مخالطتهم.

ويقول في تفسير الاية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ
ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يتخذوا بطانة من المنافقين من أهل الكتاب وغيرهم يظهرونهم على سرائرهم أو يولونهم بعض الأعمال الإسلامية وذلك أنهم هم الأعداء الذين امتلأت قلوبهم من العداوة والبغضاء فظهرت على أفواههم ( وما تخفي صدورهم أكبر ) مما يسمع منهم فلهذا ( لا يألونكم خبالا ) أي: لا يقصرون في حصول الضرر عليكم والمشقة وعمل الأسباب التي فيها ضرركم ومساعدة الأعداء عليكم قال الله للمؤمنين ( قد بينا لكم الآيات ) أي: التي فيها مصالحكم الدينية والدنيوية ( لعلكم تعقلون ) فتعرفونها وتفرقون بين الصديق والعدو، فليس كل أحد يجعل بطانة، وإنما العاقل من إذا ابتلي بمخالطة العدو أن تكون مخالطة في ظاهره ولا يطلعه من باطنه على شيء ولو تملق له وأقسم أنه من أوليائه.


بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
نسأل الله ان يجعلك سببا لكل خير ومذكرا بكل خير
ونساال الله ان يحفظك من كل سوء
اللهم آمين

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 30-03-2011, 06:39 AM
المشاركة 12
تاج الفرح
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري

قديم 30-03-2011, 07:12 AM
المشاركة 13
مَاهيتآبْ
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
تاج الفرح

جزيتي خيرا طرح روحاني
ترتاح له النفوس

حفظك المولى
واسعدك في الدارين

قديم 30-03-2011, 11:22 AM
المشاركة 14
نـــ ج ـــد
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
تــآج الفرح

جزآكِ الله خير الجزآء
ولاحرمتِ الأجر وجعله الله في ميزآن حسنـآتك
لاعدمنـآك ..





ترى !

إن كان حنينكم إلى الأحيآء يقتلكم
فَ مآذآ عسآه يفعل بي حنيني
إلى الاموات ..
قديم 31-03-2011, 12:29 AM
المشاركة 15

 

  • غير متواجد
رد: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎

جزاك الله خير ،، على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر,,
ودي..









الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تفسير آية 118 من سورة ال عمران *** وتفسير آية 47 من سورة التوبة‎
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) القارئ : إبراهيِمَ الأخضر .. أم عبدالرحمن ●{ منتدى اليوتيوب والفيديو 33 12-05-2011 12:43 PM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 07:04 AM.