على بعد سنتيميترات معدودة من شجرة السدر

وقفت هناك

كانت الرياح تعصف تارة ثم تعود فتهدأ حالها كحال حبيبتي

تثور بشدة كوحش هائج دون سبب ولكنها تعود لتنام كطفل وديع

حولت نظري الى أطراف ثوبها وهي مستلقية هناك

أسفل شجرة السدر

نظرت اليها وأنا أعجز عن تفسير هذا اللغز الكائن أمامي

هبت الرياح مرة أخرى لتحرك خصلات شعرها

حال مشاعرنا كحال هذه الرياح القوية

من المستحيل أن نكبحها مهما كانت قوتنا

ولكن الغريب أنها لا زالت تقاوم بشده هذه المشاعر بداخلها

لقد حاولت بكل طريقة ممكنة أن أحتويها وأقنعها بحبي الأسطوري لها

لكنها تعود لتقاوم من جديد

أي كائن هذا الذي يملك كل هذه القوة الرهيبة للمقاومة

تأملتها

خصلات شعرها الذهبي ووجها الملائكي ومنحنيات جسدها الوردي

وكأنها نزلت من الفردوس مباشرة لتعذبني بحبها

لم أستطع مقاومة الرغبة في الاقتراب منها

مددت يدي وكأنني أرى أمامي تجسيدا كاملا لجمال ملائكي

وكأنني أخشى أن ألمسها فيذهب نورها وجمالها

ما ان هممت بلمسها حتى فتحت عينيها ببطء

انتفض جسدي كله ورددت يدي بقوة وكأنني طفل أقدم على جريمة

نظرت الي مباشرة

ظننت أني رأيت شبح ابتسامة تعلو شفتيها

أخذتني بين ذراعيها على حين غرة

وعندها فقدت وعيي تماما

شعرت بأنفاسها تحرقني

وأصابعها تقربني اليها أكثر

شعرت بها تضمني بكل قوة

للحظة ظننته عناق أخير

همست بالقرب من أذني

أحبك

بعدها تلاشت من بين ذراعي وتحولت الى خيال

حدقت في عيني مباشرة

ثم بدأت تعلو

ابتعدت كثيرا

حتى اختفت في السماء

اختفت تماما

وأنا لا زلت أتسائل هل قالت أحبك أم أنه كان مجرد همس خيال؟؟