منتديات الأماكن - تباريح قلم ..

[

تباريح قلم ام زفرات سجينة تبحث عن متنفس لها بين هذه

السطور..فحياتنا مليئة بالمتناقضات التي ارهقت كواهلنا وشاخت

منها أرواحنا فلم نعد نقوى على الصمود ,فكل سعادة قد تولدألم وكل

صدق قد يكون قناع لكذبة كبيرة وكل ألم قد يختم بلحظة فرح وكل

كذبة قد تستحيل حقيقة.. متناقضات نعيش تحت وطأتها وتطحنّا

رحاها لتبوح لنا بسر من أسرار هذه الحياة وهو لولاها لماأدركنا

قيمة الأشياء ولما استطعنا العيش, فالإنسان بطبعة لايستطيع العيش

على وتيرة واحدة فحب التغيير من سجاياه وطلب المزيد من

خصاله التي تأبى أن تفارقه ,لذا لايفترض أن نسمح لليأس بأن

يحل بدارنا فلا قرى لموهن العزائم ومزعزع القوى ..فالتفاؤل هو

رفيقنا وبه تشرق حياتنا وتورق من جديد وقد صدق الشاعر حينما

قال : لا تلقَ دهْركَ إلا غير مكترثِ **ما دام يصحبُ فيه روحك البدَنُ
فما يدوم سرورٌ ما سُررْتَ به** ولا يرد عليك الفائتَ الــحزنُ

وقال جورجيو ما زيني: " المتفائلُ شخصٌ متهور يطعم دجاجته

فضةً حتى تبيضَ له ذهباً، والمتشائم شخصٌ قلقٌ يرمي البيضةَ

الذهبيةَ لاعتقاده أن في داخلها قنبلةٌ موقوتة ". .وهناك قصة تبين

كيف يكون سحر التفاؤل في نفوسنا وكيف ينعكس على مستقبلنا

وهذه القصة لشخص يدعى الحاجب المنصور وقدعاش في الأندلس

أيام حكم المسلمين لها وقد كان يعمل حمالي يحمل أمتعة الناس من

السوق إلى بيوتهم بحمار له وكان كل يوم على تلك الحالة وفي

إحدى الأيام وبعد فراغه من عمله وهو جالس مع رفاقه الحمالين

سألهم ماذا يتمنى كل واحد منكم أن يكون مستقبلا ؟..لكن مع

الأسف رفاقه من شدة تعبهم لم يجيبوه ممادفع به للإجابة عن

تساؤله قائلا : بأنه يتمنى أن يكون حاكم الأندلس ..مماأثار

استغراب رفاقه فأجابوه : حاكم الأندلس !..فقال: نعم . ثم

سأل رفيقه الذي عن يمينه قائلا :ماذا تتمنى أن أصنع بك لو حكمت

الأندلس ؟.فرد رفيقه ساخرا: أن تضعني على ظهر حماري وتجعل

ظهري للخلف وتجعل جنودك يضربوني بالعصا ويقولون هذا

الكذاب هذا الكذاب .فقال له : حسنا .وسأل صاحبه الذي عن يساره

ماذا تتمنى أن افعل لك ؟.فأجاب : أن تعطيني قصرا كبيرا وحصانا

أبيض وجواري حسان , فقال له : حسنا .ودارت الأيام وتحقق حلم

صاحبنا وحكم الأندلس فطلب من وزيره أن يحضر صاحبيه

فوجدهم في السوق على حالهم الذي فارقهم عليه ,فلما احضرهم

ذكرهم بأمنياتهم وأنه أحضرهم من أجل تحقيقها لهم ,فقال له رفيقه

الذي كان يسخر منه حينها ..لاتحققها إنما كانت أحاديث وانتهت

مع الزمن فرد عليه قائلا : لالم تنتهي , وأمر الوزير بأن يجعل

رفيقه على حماره ويفعل به كما تمنى ..بينما رفيقه الآخر فقد منحه

قصرا وخيلا وجواري .فقال الوزير للحاكم :كأنك قسيت على

رفيقك ..فقال الحاكم : ليعلم أن الأمور مهما ضاقت سيكون فيها

فسحة من الأمل وأن الله وحده قادر على كل شئ .

فحياتنا مرآة لما نحمله داخلنا فلنرسم لأنفسنا حياة مشرقة عمادها

الرضى بقضاء الله والتوكل عليه وبذل الأسباب .