عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2009, 02:21 AM
المشاركة 16

  • غير متواجد
رد: المَوْسُوعَةُ العَقَدِيَّةُ .. ]]
الفصل الثالث: الإيمان والتسليم والتعظيم لنصوص الوحيين

روى مسلم في صحيحه، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم
بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
} [البقرة: 284]
اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله ...
صلى الله عليه وسلم، ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله:
كلفنا ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد نزلت عليك هذه الآية
ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال
أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا
وإليك المصير، فلما اقترأها القوم، وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله في إثرها
:
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
}
[البقرة: 285]، فلما فعلوا ذلك نسخها الله، فأنزل الله: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ
وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
}
[البقرة: 286]. قال: نعم {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}
قال: نعم {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قال: نعم
{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قال:
نعم فحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم: أن يتلقوا أمر الله بما تلقاه أهل
الكتابين، وأمرهم بالسمع والطاعة، فشكر الله لهم ذلك، حتى رفع الله عنهم
الآصار والأغلال التي كانت على من كان قبلنا
)) .
وقال الله في صفته صلى الله عليه وسلم:
{وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157].
فأخبر الله سبحانه: أن رسوله عليه الصلاة والسلام يضع الآصار والأغلال
التي كانت على أهل الكتاب.
ولما دعا المؤمنون بذلك أخبر الرسول أنه قد استجاب دعاءهم.
وهذا، وإن كان رفعا للإيجاب والتحريم، فإن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يكره
أن تؤتى معصيته قد صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم

اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام أحمد
بن عبد الحليم بن تيمية - 1/159

وقال محمد بن نصر المروزي في معنى الإيمان: الإيمان بالله: أن توحده، وتصدق
به بالقلب واللسان، وتخضع له ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمره، مجانباً
للاستنكاف، والاستكبار، والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت
مساخطه.. إلى أن قال: وإيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم إقرارك به
وتصديقك إياه، واتباعك ما جاء به، فإذا اتبعت ما جاء به، أديت الفرائض
وأحللت الحلال، وحرمـت الحرام، ووقفت عند الشبهات، وسارعت في الخيرات

تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - 1/392

" قال رجل للزهري: يا أبا بكـر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ليس منا من لطم الخدود)) ، ((وليس منا من لم يوقر كبيرنا)) وما أشبه
هذا الحديث؟ فأطرق الزهري ساعة، ثم رفع رأسه فقال: من الله عز وجل
العلم، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم". " ولما ذكر عبدالله بن المبارك
رحمه الله حديث: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن...)) ، فقال فيه قائل:
ما هذا! على معنى الإنكار، فغضب ابن المبارك وقال: يمنعنا هؤلاء الأنان
أن نحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكلما جهلنا معنى
حديث تركناه! لا بل نرويه كما سمعنا، ونلزم الجهل أنفسنا ومما يحسن
إيراده في هذا الموضع ما قاله ابن تيمية: ينبغي للمسلم أن يقدر قدر كلام
الله ورسوله.. فجميع ما قاله الله ورسوله يجب الإيمان به، فليس لنا أن
نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، وليس الاعتناء بمراده في أحد النصين
دون الآخر بأولى من العكس، فإذا كان النص الذي وافقه يعتقد أنه اتبع فيه
مراد الرسول، فكذلك النص الآخر الذي تأوله، فيكون أصل مقصوده معرفة
ما أراده الرسول بكلامه.

نواقض الإيمان القولية والعملية لعبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف - ص493

وحقيقته تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، والالتزام بالشريعة باطناً
وظاهراً، تصديقاً والتزاماً إجماليين، ينشأ عنهما التصديق بكل ما يخبر به
الرسول صلى الله عليه وسلم والالتزام بكل ما يرد في الشريعة من طلب
الفعل أو الترك.
ويتحقق الالتزام الباطن بقبول الشريعة، والرضى بها، والتسليم بأحكامها
مع تحقيق الالتزام بالعمل الظاهر، الذي هو أيضاً شرط في أصل الدين من
حيث الجملة

ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة لعبد الله بن محمد القرني - ص60

ومن أصول عقيدة السلف الصالح؛ أهل السنة والجماعة في منهج التلقي
والاستدلال اتباع ما جاء في كتاب الله عز وجل وما صح من سنة نبيه
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظاهراً وباطناً، والتسليم لها،
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا
}
[الأحزاب: 36]
وأهل السنة والجماعة: لا يقدمون على كلام الله، وكلام رسوله ...
صلى الله عليه وسلم كلام أحد من الناس، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ
} [الحجرات: 1]. ويعلمون بأن التقدم بين يدي الله ورسوله من القول
على الله بغير علم، وهو من تزيين الشيطان

الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص157





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..