عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2009, 02:29 AM
المشاركة 22

  • غير متواجد
رد: المَوْسُوعَةُ العَقَدِيَّةُ .. ]]
تمهيد

نُمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أَتَتْ
مَعَ اعْتِقَادِنَا لِمَا لَهُ اقْتَضَتْ

مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَعْطِيلِ
وغَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلاَ تَمْثِيلِ

بَلْ قَوْلُنَا قَوْلُ أَئِمَّةِ الْهُدَى
طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهِمْ قَدِ اهْتَدَى


أي جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها (نمرها صريحة) أي على ظواهرها
(كما أتت) عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن
العدل متصلا إلينا كالشمس في وقت الظهيرة صحواً ليس دونها سحاب
(مع اعتقادنا) إيماناً وتسليماً (لما له اقتضت) من أسماء ربنا تبارك وتعالى
وصفات كماله ونعوت جلاله كما يليق بعظمته وعلى الوجه الذي ذكره وأراده
{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] أن التكليم من موسى وأن لفظ
الجلالة منصوب على المفعولية فرارا من إثبات الكلام كما فعله بعض الجهمية
والمعتزلة وقد عرض ذلك على أبي بكر بن عياش فقال أبو بكر: ما قرأ هذا إلا
كافر قرأت على الأعمش وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى بن
وثاب على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على
علي بن أبي طالب وقرأ علي بن أبي طالب على رسول الله...
صلى الله عليه وسلم: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} يعني برفع لفظ الجلالة
على الفاعلية وهو مجمع عليه بين القراء روى ذلك ابن مردويه عن عبد الجبار
بن عبد الله عن ابن عياش رحمه الله تعالى وروى ابن كثير أن بعض المعتزلة قرأ
على بعض المشايخ {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} فقال له يا ابن اللخناء كيف
تصنع بقوله تعالى {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 134] يعني
أن هذا لا يقبل التحريف ولا التأويل , وكما قال جهم بن صفوان لعنه الله ..
في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} حيث قال: لو وجدت سبيلا إلى
حكها لحككتها ولأبدلتها استولى. وله في ذلك سلف اليهود في تحريف الكلم
عن مواضعه حيث قال الله تعالى لهم {وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ}
[البقرة: 58] فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حنطة. فخالفوا ما أمرهم الله
به من الدخول سجدا وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم فكان جزاؤهم ما كره الله تعالى
حيث يقول:
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ
السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
} [البقرة: 59] وجعلهم الله عبرة لمن بعدهم فمن فعل
كما فعلوا فسبيله سبيلهم كما مضت سنة الله بذلك :
{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر:43].
... (بل قولنا) الذي نقوله ونعتقده وندين الله به هو (قول أئمة الهدى) من الصحابة
والتابعين فمن بعدهم من الأئمة كأبي حنيفة ومالك والأوزاعي والثوري وابن
عيينة والليث بن سعد وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والشافعي وأحمد وإسحاق
بن راهويه وأصحاب الأمهات الست وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا
الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا
تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله عز وجل
فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل
الأمر كما قال الأئمة تفسيرها قراءتها وقال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري
رحمهما الله تعالى من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه
فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى
ما أثبته لنفسه مما وردت به الآيات الصريحة ووصفه به رسوله ...
صلى الله عليه وسلم مما ورد في الأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق
بجلال الله وعظمته ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى وقال الإمام
الشافعي رحمه الله تعالى: آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنا
برسول الله وبما جاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال أيضا رحمه الله تعالى: لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه ...
صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحد من الخلق قامت عليه الحجة ردها لأن
القرآن نزل بها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها فيما روى عنه
عدول فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر أما قبل ثبوت الحجة عليه
فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ولا يكفر بالجهل
بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها وتثبت هذه الصفات وينفي عنها التشبيه كما
نفى التشبيه عن نفسه تعالى فقال سبحانه :
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11] وقال الإمام أحمد
رحمه الله تعالى: ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه قد أجمل الله الصفة
فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما
وصف به نفسه قال فهو السميع البصير بلا حد ولا تقدير ولا يبلغ الواصفون صفته
ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصف بما وصف به نفسه ولا نتعدى ذلك
ولا يبلغ صفته الواصفون نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة
من صفاته بشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم
القيامة ووضعه كنفه عليه فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يرى في
الآخرة والتحديد في هذا كله بدعة والتسليم فيه بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به
نفسه سميع بصير لم يزل متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة علام الغيوب
فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد وهو على العرش بلا حد كما قال:
الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] كيف شاء المشيئة إليه
والاستطاعة إليه ليس كمثله شيء وهو خالق كل شيء وهو سميع بصير بلا
حد ولا تقدير لا نتعدى القرآن والحديث تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة
قلت له والمشبه ما يقول قال من قال بصر كبصري ويد كيدي وقدم كقدمي فقد
شبه الله تعالى بخلقه انتهى. وكلام أئمة السنة في هذا الباب يطول وقد تقدم
كثير منه في الاستواء والكلام والنزول والرؤية وغير ذلك.
(طوبى لمن بهديهم قد اهتدى) إذ هم خير القرون وأعلم الأمة بشريعة الإسلام
وأولاهم باتباع الكتاب والسنة واقتفاء آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهم
حفظ الله الدين على من بعدهم فرحمهم الله ورضي عنهم وأرضاهم وألحقنا
بهم سالمين غير مفتونين أنه سميع الدعاء .

معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي –
ص459





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..