الموضوع: ...ولكـنْ,؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2010, 01:04 AM
المشاركة 68
زمـنَ
عضو عذب التواجد
  • غير متواجد
رد: ...ولكـنْ,؟؟

(27)
" تَعدُدَ الزَبـائنَ"


سَحّبتُ نْفِسي مِنَ عِندهَ لـِ أستَقِر بِـ الجِوار
حِيثَ يَقطنْ الباب بِـ الـجِـهةُ الأمـامِـيةُ , مُـقابِـلَ لِـ المَدخّل
نْقَلتُ حَقيبتِـي المَليـئةَ بِ النَشراتَ و الإعَـلانْاتَ
مِنَ كِتِفيِ الأيِمنَ إلى الأيَسر فَ قد أُجَّهِدتْ
ثمَّ أخرجتُ الحـَلوى المَـكشوفةُ مِنَ جيبِي العَلـويَّ
التِي أهَدانِي إياهاَ صَديقِي , لِـ أضَّـعُها بِـ فَمـي
وَ ألقِي نَظرةٌ بِ الجَوار , تَفَقداً وَ تَأملاً بِما سَ يَحَّدثَ
يَكادُ نَظرِي لا يفَارِقَ المَـدخلَ ..!
مَرتَ ثَوانِي تَلِيها بِضعُ دَقائِقَ ..!
خَرجَ النَاسُ دُفعَتاً واحِدةَ
شَهقتُ مِنَ هَولِ المَنظَر ضَجّ المَكانُ بِهمَ
وَ ضاقتَ الأرضُ بِ سَيرهم
أخَذّ كُل بَائعِ يَعّلو بِـ صَّوتهَ يَعرِضُ بِها سِلعّته ..
تراجَّعتُ لِ الخَلفَ ماذا عِسايِ أنَ افعلَ ,
ويداي تَقبِضُ على الحِقِيبةُ بِ شدةَ , خُوفاَ أنَ تِسقُطَ
وَ عيناي شاخِصةٌ , على منَ تَنظرَ على منَ تَرقُبَ
هَناكَ القَادِمُ بِ اتجاهيَّ وَ هَناكَ مِنَ يُعاكِسهُ
فَجأةَ ..! هَجمتَ عليَّ امَرأةٌ ضَخمةَ , وَ أمِسكتْ بِيدي
كِيفَ حَالُكَ ؟ و كِيفَ يومُكَ أليسَ جَميلَ ؟
أنَا فَريدةَ , و هؤلاء أطّفالِي .. سَعيدَّ و صَالحَ
سَ أكَّونَ شَاكِرةٌ لكَ أنَ حصلتُ على نْشرةُ وَ استِمارةُ
خَاصةَ بِـ هذا الحَفلَ وَ المَهرجَاناتَ القَادِمةَ
قُلتُ لها " ءءء بِـ كُلِ سُرور " فَـ لقدَ جَعلتنِي أتِراجعُ لِ الخلفَ
مِنَ سُرعةِ كَلامِها , ودفعُي بِـ يديها البِدينةُُ..! لمَّ ألتَقي
بِـ شخصٌ مِنَ قبلَ يِستَطيعُ قولَ هذا العِدد منَ الكَلماتَ
فِـي نَفِسٍ واحِد ..! استطردتَ فَريدةُ بِ كـلامِها وَ كأنْها
لـمّ تُصّغي لِـ ردي " حَسـناً أذاً أعَّـطنِي ثَلاثُ نـسـَخكَ
مِنَ كُلِ نْوعَ يُصَّبحُ المَجموعَ ثلاثُ نِشَّراتَ و ثلاثُ إسّتِماراتَ
جَزءٌ لِي وَ جزءٌ لِـ صالحِ وَ سَعيدَ .. ولكنَ ..؟ كمَ يَلزمُ علِي أنَ أدفعَ
مُقابِل هذا ..! " فَتَحتُ الحَقيبةَ أطالِعُ الورقَ ..! و أعيدُ النَظر إليها
نَسيتُ أمر الحِسابَ وَ كأني طَفلَ صَغير بينَ يديها , كُل مَا أذَكره
أنَ علَى كُلَ وَرقةٍ قِطعةُ نْقديةٌ وَاحِدة ...! بدأتُ بِ الحِسابَ
فِي نَفسيَ ورقةُ واحِدةَ نِشرةَ وَ أخرى اسَتِمارة و نشرةُ ثَانية و ...
اقتَربتَ فَريدةٌ مِني وَ غَمزت ب عِينها المَاكِرة و نْغَزتني بَ كوعِها
بِين ضَلوعي و قالتَ :" لا تَقولَ لِي بأنكَ سَتُهدِني إيها ,
هِيا فَ الأمرُ جِدُ سَهل و لدِيكَ الكَثير َ والكَثير ,, هيا إيها الشَابُ اللطِيفَ "
أبتَعّدتُ عِنها قَلِيلاً وقُلتَ " أنِها لِيستَ مُلّكِي و حتى أنَ كانتَ لِي
يَلزمُ عَلي أداء واجِبيَّ وَ أخذِ مُقابِل عَلى ذلكِ , وَ سَـ تُكلِفُكِ
جَميعُ مَا طّلِبتي ستةُ قِطعٍ نُقديةَ .. فقط " عَبستَ بِ وجهيَّ
وَ أدخلتَ يِدها بِ حقِبتهـا الكَبيرةُ المُلونةَ وَ كأنْها سلـةُ فَواكِه
وَ هي تَنْظرُ إلي لِ تُخرِجَ النُقودَ وَ تقول " يالكَ مِنَ عنيدَ
خُذَ وَ أعَطِني مَا لدِيكَ " تمتَ المُقايضةَ و ذهبتَ بِ طَريقها
أدخلتُ نُقودي بَـ طرفِ أزاريَّ , و أعدتُ تَصفِيفَ الورقَ
أنَ كانتَ هذِه أولُ مُبايَعةَ ..!! فَكيفَ بـِ البَاقِي .. يا رباه ..!!
وَ بيِنما أنا غَارِقٌ بِ تَوزيعَ النِشراتَ وفَصّلِها عِنَ الاستِماراتَ
لِ تسهُل عَمليةُ إخراجِها حينَ الحاجةَ ..! صوتُ رجلِ " مَرحباً
مِنَ فَضلِكَ مَاذا يوُجَدُ لديكَ هُنا " أجبتهُ بِـ أبتِسامة .." يوجَدُ
لديَّ بعضَ النَشراتَ الخَاصةَ بِـ هذا المهَرجانَ و أنِشطتهَ
الدَخِليةَ والخَارِجيةَ .." قالَ ذلكَ الرجلَ الوَسيمَ النْحيلَ
وهو يُنَـزلُ نَظاراتهَ الطَبيةَ لِـ يـتمعنَ بِ الورقَ المُصّففَ
" ولكنَ..! ما هيِ مَشارِيعهمَ المُسَتقبِليةَ و أينَ سَتـكونَ
مَحطتُهم القَادِمة " تَعجبتُ مِنَ سؤالهَ , فـ قُلتُ له " لستُ
أدريَّ , أنْا مُجردَّ عَارضَ لِسلعةَ , أعتَقِدُ بِأنَ الجَميعَ هُنا
يَسَتطيعُ أنَ يُجِيبكَ على سؤالِكَ , أمَا أنا فَ جديدٌ هُنا "
قالَ وهو يؤمِي بِـ رأسهِ " حسناً , ماذا عِنَ هَذِهِ الاسِتِمارة
لمْ تُحَدِثنِي عِنها " أحسستُ بِ المللَ تِجاهَ هذا الرجلَ
الفَضُوليَّ وَ كَثرةُ أسئلتهِ المُمِلة ..! " أسَمعَ يا هذا , جميعُ
مَا تَسألُ عنهُ مَوجدٌ بِ النْشرةَ وَ الاسَتمارةُ أيضاً , تَملكها
جَميعاً و تُغَنيكَ عنْ سؤلي ..! " أدار ظهرهُ و رحل ؟؟
يَا لِسَذاجَته , اغَّتريتُ فِعلاً بِـ شكـلهَ وَ كلامهُ المُثقفَ
قَدِمَ شَخصٌ أخر كانَ يقِفُ بـِ جِوارنا بِعد أنَ سَمعَ حِوارُنا
وقال ..! " مِنَ فَضلكَ أعطِني استِمارةَ " كَانَ حِينها
يمدُ قَطعةُ نقودَ , فَ أعَطيتهُ الورقةَ و أخذُتُ القَطعةُ لـ يَذهبَ ..
تَمتَ المُقايَضةَ .. ! و أدخلتُ النُقودَ بِ جِوارِ أقَرانِها
أحسستُ بِـ حركةٌ سَريعةٌ بِجِواريَ ,, ألتفتُ وَ أذا بِ صِبيَّ
يَهربُ مُسرعاً حاملاً بِيدهً مجموعةٌ مِنَ الورقَ ..!
ماذا ..؟ عليةَ اللعنة هلَ سرقَ شيءٌ من الحقيبةَ
قَلبتُ الورقَ المُتبقِي ..! اجلَ ب الفَعلَ سرقَ ,
وَددتٌ مُلاحَقتهَ ..! ولكنَ مَهما كانَ فلنَ أمُسِك بهَ ,
وَ سأفقِدُ ما مَعي ..! آآخ مِنهَ ليتهَ يسقطَ لِ أُمِسِكَ بهَ ..!
............


أسمَحوا لِي بَوقفةَ بِسيطةَ حَول هذا المَوضوعَ
بِ الفعل كانتَ خيالَ ولكِنها تَصويرٌ طِبقُ أصل لِـ الواقِعَ
البَائعُ الخَجولَ .. لا يَربحَ كَثيراً ..! و لا حياء مَنَ الحقَ
كثيرٌ مِنَ الزبائنَ فَضولِيينَ ..! قَد يشغلَ البائعَ ولا يَشتري شيء
قدَّ يكثر الأسئلةُ على البَائعَ وهو يَعلمُ بِ الجَوابَ
قَد يُحرجُ البائعَ بِـ طلبةَ اخفاضَ رسمَ السلعَ ولو عَلى خَسارتهَ
وَ لا أنِسى مَنَ أمر الصَبيةُ الصِغار المَحرومِينَ ..! و كثر سَرِقاتِهم ,
كَما رأيتهم بِ أمِ عيني ,! فَـ خافوا الله فِيهم .. أيُها الأولياء
أسألُ الله العليَّ القدير أنَ يديمَ علِينا نِعمةُ الأمنَ و الأيمانَ ,,

10-5-20 خَ