عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-2010, 05:41 PM
المشاركة 20

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )

آداب قراءة القرآن الكريم
.



هذه بعض الآداب المتعلقة بقراءة القرآن:
على المسلم أن يتأدب بآداب التلاوة لكتاب الله تعالى ومنها:
أولاً: إخلاص النية لله تعالى لأن أي عمل من الأعمال لا يقبله الله ما لم يكن خالصاً
له وحده، يقول تعالى: ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) ،
ويقول تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).
ثانياً: أن يقرأ بقلب حاضر منصرف إلى السماع ويتدبر كل ما يقرؤه ويحاول الفهم قدر
استطاعته، وأما أولئك الذين يهذون القرآن هذّا، ولا يتدبرون معانيه ولا يخشعون
عند وعده ووعيده فقلوبهم مشغولة بغير القراءة من متاع الدنيا وعرضها الزائل.
ثالثاً: أن يقرأ على طهارة كاملة، لأن هذا من تعظيم كلام الله واحترامه، ولا حرج
عليه لو كان مضطرا للقراءة ولا يجد وسيلة لبلوغ الماء، كمن يرقد على السرير أو
في سيارة لا يملك إيقافها أو في طائرة أو في سجن وما أشبه ذلك فهؤلاء قد
يكونون معذورين وهم على غير طهارة شريطة أن يتطهروا من الحدث الأكبر.
رابعاً: ألا يقرأ في أماكن مستقذرة كدورات المياه وأماكن المنكرات والمعاصي ،
أو في مجتمع لا ينصت له كمجتمع البيع والشراء، أو مجتمع الرياضة وغير ذلك من
المجتمعات المشغولة، لأن القراءة في هذه الأماكن إهانة لكتاب الله.
خامساً: أن يستعيذ باالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة سواء كان من أول
السورة أو من وسطها لقول الله تعالى:
( فإذا قّرأت القرآن فّاستعذ باللَه من الشَيطّان الرَجيم ). ثم يقول في بدء السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
سادساً: أن يحسن صوته بالقرآن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لما روى أبو هريرة
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما أذن الله لشيء
(أي ما استمع لشيء) كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به »
متفق عليه.
والجهر بالقراءة أولى إلا إذا كان حوله من يتأذى بجهره في قراءته كالنائم والمصلي ،
فإنه حينئذ يجهر جهراً خفيفاً يسمعه هو ولا يسمعه من حوله.
سابعاً: ومن آداب تلاوة القرآن أن يسجد عند تلاوة الآيات التي فيها سجود سواء كان
الوقت وقت نهي أو غيره.والله أعلم .



لقد أمر الله عباده أن يتفكروا ويتدبروا في معاني وكلمات القرآن الكريم ، ووعدهم
بالثواب العظيم ، على كل حرف منه عشر حسنات ، ولقد شرع الله تعالى لعباده
الطريق الميسور لقراءة القرآن الكريم على مبادئ وصفات معينة حتى يصلوا إلى
المقصود وهو تحقيق مبادئه وتطبيق أحكامه ، وأمر الله عز وجل نبيه ..
صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " ورتل القرآن ترتيلا ". (المزمل: 4
وقال تعالى : "وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ".
(الإسراء:106
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يارب حله (أي ألبسه حلة)
فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول يارب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول يا رب ارض
عنه فيرضى عنه ، فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل أية حسنة
" رواه الترمذي.
ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمعاذ رضي الله عنه :
" يا معاذ إن أردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن من
الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم
الخسفة والهدى يوم الضلال فادرس القرآن فإنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان
ورجحان في الميزان ( أخرجه الديلمي).
ومن خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر لنا فضل المعلم الذي
يعلم القرآن : قال صلى الله عليه وسلم : "يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه
الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت
الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام
" أخرجه الترمذي
والنسائي وابن ماجة.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على إتقان القراءة
عندما كان يلقنه إياها جبريل عليه السلام.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل عليه
السلام ، ويلقنهم إياه بنفس الصفة.



كانت قراءة النبي - عليه الصلاة والسلام - للقرآن قراءة مفسرة مرتلة؛ كما أمره
ربه بذلك بقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}3 "أي اقرأه على مهل مع تدبر، قال الضحاك:
"اقرأه حرفاً حرفاً"، وقال الزجاج: "هو أن يبين جميع الحروف، ويوفي حقها من
الإشباع، وأصل الترتيل التنضيد، والتنسيق، وحسن النظام، وتأكيد الفعل بالمصدر
يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض، ولا ينقص من
النطق بالحرف من مخرجه المعلوم مع استيفاء حركته المعتبرة"4.
وقراءة القرآن بالترتيل تُعنى بالتجويد، وتبيين الحروف، وتحسين المخارج، وإظهار
المقاطع؛ وهذا حسن مطلوب، وقد سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
عن قوله - تعالى -: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} فقال: "هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف
وعن ابن عباس أيضاً في قوله: {ورتل القرآن ترتيلاً} قال: "يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع
لا يهذرم"5، وسمع علقمة رجلاً يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن -
فداه أبي وأمي -، وقال أبو بكر بن طاهر: تدبر في لطائف خطابه، وطالب نفسك بالقيام
بأحكامه، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه"6.
وجاء في حديث عبد اللَّه بن عمرو - رضي الله عنه -
قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -:
((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ
عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا
))7، وهذه أم سلمة - رضي ا لله عنها -
تصف لنا قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
للقرآن وترتيله له فتقول:



"كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ثم يقف
((الحمد لله رب العالمين)) ثم يقف، ثم يقول: ((الرحمن الرحيم)) ثم يقف،
ثم يقول: ((مالك يوم الدين)) ثم يقف"88
وقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه كيف يرتلون القرآن ويجودونه؛
حتى أصبح منهم من يقرأ القرآن غضاً طرياً كما أنزل بشهادة النبي..
- صلى الله عليه وسلم - لهم، وأمره الناس بأخذ القرآن عنهم، حيث قال:
((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم مولى أبي
حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب
))99.
وشهر رمضان هو فرصة عظيمة للمسلمين جميعاً لقراءة القرآن، والخلوة به،
وتدبر معانيه، وتأمل آياته، وينبغي أن نعلم أن لقراءة القرآن مراتب ذكرها علماء
التجويد، وبعضهم يعدُّها أربعاً نذكرها مختصرة:
المرتبة الأولى: التحقيق: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم، مع تدبر
المعاني، ومراعاة الأحكام.
المرتبة الثانية: الترتيل: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم، مع تدبر
المعاني، ومراعاة الأحكام.
المرتبة الثالثة: الحذر: وهي القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام.
المرتبة الرابعة: التدوير: وهي القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع، مع
مراعاة الأحكام.
ويمكن للإنسان أن يقرأ القرآن على أي مرتبة من هذه المراتب، أو أن يكون له
في رمضان عدة مصاحف، فمصحف يقرأه بمرتبة التحقيق، ومصحف يقرأه بمرتبة
الترتيل، ومصحف بمرتبة الحذر، ومصحف بمرتبة التدوير.
والمقصود هو أن يقرأ الإنسانُ القرآنَ بتدبر وتمهل وتعقل، ويحذر من أن يقرأه
هذرمة؛ حتى يحوز القارئ على الأجور العظيمة فعن ابن مسعود - رضي الله عنه
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ومن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:
ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف
))110، وروى زيد بن ثابت
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل))11.



ما أمتع العيش مع كلام الرحمن، ما أحلاها من حياة، ما أطيبه من ظِلال، ما أروعها
من أفنان، وما ألذَّ ذلك كله حين يكون في شهر القرآن، شهر رمضان،
{نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء}1.
ولنعش الآن في ظلال هذه الآية العظيمة التي ورد فيها تشريع ركن صيام رمضان حيث
يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ
...}2.
انظر أيها الأخ الحبيب كيف استفتح الله - تعالى - الجليل الكبير هذه الآية
العظيمة، وهذا الحكم الكبير؛ بذلك النداء الحاني، النداء الذي يشعر المرء
المسلم حين يقرأه بالدفء والحنان والرحمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} ما ألطفه
من نداء! وما ألينه من تمهيد!.
يناديهم - سبحانه - ويستثير فيهم هذا الوصف العظيم أي الإيمان به - سبحانه -؛
فهم أهل التصديق والإقرار، أهل السمع والطاعة، وهنا نتذكر ذلك الرجل
الذي أتى عبدَ الله بنَ مسعود - رضي الله عنه - فقال: أوصني، فقال له:
"إذا سمعت الله - عز وجل - يقول في كتابه: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها
سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه"3.
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}:
أي فرض عليكم الصيام وهو العمل الذي اختص الله نفسه بأن يجزي عليه
((إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به))4،
{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} فقد "كان العرب يعرفون الصوم، وقد جاء في
«الصحيحين» عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان يومُ عاشُوراءَ يوماً تصومه
قريش في الجاهلية
"، وفي بعض الروايات قولها: "وكان رسول الله يصومه"5،
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "لما هاجر رسول الله إلى المدينة وَجد اليهود
يصومون يوم عاشوراء، فقال: ((ما هذا))؟ فقالوا:
"هذا يومٌ نجَّى الله فيه موسى، فنحن نصومه"، فقال رسول الله..
- صلى الله عليه وسلم -: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصام وأمر بصومه"6،
ومعنى سؤاله هو السؤال عن مقصد اليهود من صومه لا تعرُّف أصل صومه، وفي
حديث عائشة - رضي الله عنها -: "فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضة، وقال رسول الله..
- صلى الله عليه وسلم -: ((من شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء أفطر))7،
فوجب صوم يوم عاشوراء بالسُنَّة، ثم نسخ ذلك بالقرآن، فالمأمور به صوم معروف
زيدت في كيفيته المعتبرة شرعاً قيودُ تحديد أحواله وأوقات..."8.
"فحصل في صيام الإسلام ما يخالف صيام اليهود والنصارى في قيود ماهية الصيام
وكيفيتها، ولم يكن صيامنا مماثلاً لصيامهم تمام المماثلة، فقوله:
{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}9 تشبيه في أصل فرض ماهية الصوم لا في
الكيفيات، والتشبيهُ يُكتفَى فيه ببعض وجوه المشابهة، وهو وجه الشبه المراد
في القصد، وليس المقصود من هذا التشبيه الحوالةَ في صفة الصوم على ما كان
عليه عند الأمم السابقة، ولكن فيهم أغراضاً ثلاثة تضمنها التشبيه: أحدها الاهتمام
بهذه العبادة، والتنويه بها لأنها شرعَها الله قبلَ الإسلام لمن كانوا قبل المسلمين،
وشرعها للمسلمين، وذلك يقتضي اطِّراد صلاحها، ووفرة ثوابها، وإنهاض همم
المسلمين لتلقي هذه العبادة كي لا يتميز بها من كان قبلهم.
والغرض الثاني أن في التشبيه بالسابقين تهويناً على المكلفين بهذه العبادة أن
يستثقلوا هذا الصوم؛ فإن في الاقتداء بالغير أسوة في المصاعب، فهذه فائدة لمن
قد يستعظم الصوم من المشركين فيمنعه وجوده في الإسلام من الإيمان، ولمن
يستثقله من قريبي العهد بالإسلام، وقد أكَّد هذا المعنى الضّمني قوله بعده:
{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}10.
والغرض الثالث إثارة العزائم للقيام بهذه الفريضة حتى لا يكونوا مقصرين في قبول
هذا الفرض، بل ليأخذوه بقوة تفوق ما أدى به الأمم السابقة"11.
وقوله - تعالى -: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} "لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك
الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة
فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
))12"13، فـ"الصوم يكسر
شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر:
المرء يسعى لعارية بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين، وخفت
عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعاً له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهوناً عليه أمر
الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى، فيكون معنى الآية: فرضت عليكم
الصيام لتكونوا به من المتقين، الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا
الكتاب هدى لهم..."14.

لنتدبر القرآن الكريم

إن الحسرة لتغشانا، وإن الأسى ليخيم علينا؛ حين نقرأ دفتر التاريخ، ونقارن
أنفسنا بأولئك الرجال الذين كانت تتغير أحوالهم، وتستقيم حياتهم؛ عندما يتلون
كتاب الله - تعالى -، بل عندما يذكَّرون بآية واحدة، أو يوعظون بقطعة من آية
فتجدهم يبكون ويتأثرون، وكيف لا يكون ذلك وقد وصف الله هذا الكتاب فقال:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
فكيف بقلوب من لحم ودم؟!.
لكن أين قلوبنا نحن؟! وأين تأثرنا بهذا القرآن العظيم؟! نقرأه عشرات المرات،
ونخرج منه كما دخلنا إليه، فإلى الله نشكو قسوة في قلوبنا، ونسأله أن يفك
أسرها لتدبر كلامه.
وهنا أيها المسلم الحبيب بعض من الوصايا الغالية،.والتي ستكون - بإذن الله -
عوناً لك على تدبر كلام الله - تعالى -:
1- احرص على أن تكون التلاوة في الليل وقد هجع الناس، وهدأت الأصوات،
وخفت الضجيج لقول الحق - سبحانه -: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.
2- أن تقرأ السورة وتتمثل في نفسك أنها نزلت لك خاصة.
3- أن تقرأ الآية كلمة كلمة، وكل كلمة لم تفهما تسارع إلى كتب التفسير
الميسرة، ولا تتعداها حتى تفهم معناها، وتطلع على بعض أسرارها،
"ويكون بيد طالب العلم المبتدئ بعض التفاسير الموثقة المختصرة جدًا؛
لَأَنَّ كثرة التفاريع تُذْهِب عليه وقته لأنه لا يستوعب
"3.
4- يستحب بعض العلماء أن تكون هذه القراءة في صلاة كقيام الليل لأنه قد
جاءت نصوص تمدح هؤلاء الذين يقيمون الصلاة بالقرآن كقوله - تعالى -:
{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}4.5
5- احرص على أن تكون قراءة التدبر هذه قراءة عن ظهر قلب لا نظراً في المصحف،
بحيث يحصل التركيز التام، وانطباع الآيات عند القراءة.
6- أن تكون هذه القراءة قراءة خاصة غير قراءة التلاوة والمراجعة والحفظ.
7- يقول - تعالى -: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}6،

فلا بد لتدبر القرآن من قلب خاشع، ولن تحصل ذلك إلا بأمرين:



الأول: دعاء الله - تعالى - أن يرزقك قلباً خاشعاً.
والثاني: مجاهدة النفس على استحضار القلب، ومحاولة نسيان شواغل
الدنيا عند هذه التلاوة.
8- ربط الآيات بواقعك اليومي ونظرتك للحياة.
9- تكرار الآيات وترديدها.


10- الترتيل والترسل في القراءة، وعدم العجلة؛ إذ المقصود هو الفهم
وليس الكم، وهذه مشكلة الكثيرين، وهم بهذا الاستعجال يفوتون على
أنفسهم خيراً عظيماً.
11- الجهر بالقراءة ليقوى التركيز، ويكون التوصيل بجهتين بدلاً من واحدة
أي الصورة والصوت.
هذه وسائل وأدوات يكمل بعضها بعضاً في تحقيق وتحصيل مستوى
أعلى وأرفع في تدبر آيات القرآن الكريم والانتفاع والتأثر بها.
أيها المسلم الحبيب: "قف عند الباب حتى يفتح لك إن كنت تدرك
عظمة ما تطلب، فإنه متى فُتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات
أن تصفه، ولا العبارات أن تصور حقيقته، أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم
نفسك من كنز عظيم، وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك
"7.
اللهم افتح قلوبنا لتدبر كلامك، ووفقنا للعمل بكتابك، واجعله جنتنا
في الدنيا، وشفيعنا في الآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
ختاما
"لا تنس أن تطلب التوفيق ممن بيده التوفيق
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}4"