الموضوع
:
| احْذَرُوُا أَعْيَاد الْمُشْرِكِيْن |
عرض مشاركة واحدة
29-12-2010, 12:39 AM
المشاركة
5
تاريخ الإنضمام :
Jun 2008
رقم العضوية :
21647
المشاركات:
13,915
رد: | احْذَرُوُا أَعْيَاد الْمُشْرِكِيْن |
حُكم تهنئة الكفّار بأعيادهم
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله-
سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟
وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟
وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة ؟
وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً
أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟ وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟
فأجاب - رحمه الله - :
تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ،
كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة ،
حيث قال :
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ،
مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ،
أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ،
وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ،
وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ،
فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض
لِمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما
وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن
فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضىً به لهم ،
وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ،
لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛
لأن الله تعالى لا يرضى بذلك ،
كما قال تعالى :
(
إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ
وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ
) .
وقال تعالى : (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا
)
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ،
ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم ،
وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً
صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه :
{
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ
مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
} .
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ،
لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ،
أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم
. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه
" اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم "
: مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ،
وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهى كلامه - رحمه الله - .
ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً
أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة في دين الله ،
ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .
والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ،
ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم . إنه قويٌّ عزيز .
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين ( جـ 3 ص 44 – 46 )].
"
ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك
..
رد مع الإقتباس