عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2011, 09:42 AM
المشاركة 226
رآيق
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: نيآح البعـض .. عند البعض "خواطر!"
أَنَا وهِيّ كُنا عَصفُورَينِ فِي عالَمِ الغِرابْ,
فَـ بَعدَ أَن هَدمَت تِلكَ الغِرابُُ بُيُوتَنا, شائَتِ الأقْدَارُ وجَمَعتْنَا فِي ذلِكَ الكَهفِ المُنعزِل
اللّذي لا لَونَ فِيه, فَقَط صَوتُ تسَاقُطِ قَطرةِ مَاءٍ مِن ذلِكَ السقفِ المُسنّن تُثيرُ عَطشَنا
فَـكُنتُ أَحضِنُها عِندمَا أسمَعُ صَدى صوتِ نعيقٍ آتٍ مِن الخارج لدَاعِي الحَيَاةِ فَقَط...
فَـ بَعدَ مُرورِِ أيّامٍ (الأيامُ سنينٌ لدَينَا نَحنُ مَعشَر العَصَافِير !) أحبَبتُها وأُعجِِبت فيّ .. عَشَتقتُها وأحبَبتنِي ...أصبَحَتْ أنَا وأصبَحَت فِيّ... فكُنّا روحاً واحِدةً تَتَحكّمُ بِجسمَين...
فَيَوماً أصَابَنَا الجُوع ...
فقَالتْ إئذَن لِي أن أَذهَب
وقُلتُ لَها مُستحيلٌ أَن أترُكَكِ تَخرُجِين إلَى هَذا العَالمْ المُرعِب
فإبتسَمَت خَجَلا فقَبّلتُها علَى جبِينِها وهَمَمتُ للِصيْد !
..
إنتَشلتُ ما آتَانِي ربّي مِن خَشاشِ الأَرضِ وعُدتْ...
وأَنَا أَدخُلُ الكَهفَ توقّفتُ لِبُرهه...
هُنالِك شيئٌ غريب .!
نَعم أنَا لا أسمعُ صوتَ قطرةِ الماءْ...
تَركتُ الطعَامَ جانِباً وبدأتُ أدخُلُ فِي الظُلمة
بدأتُ أهمِسُ صفيراً "مَعشُوقتِي(كانَت تُحبّ هَذا اللقب) أأنتِي هُنا؟"
لَم أجِد ردّاً...
فإتجَهتُ إلَى مصدرِ قطرةِ الماءِ سابقاً الذي حفِظت إتجاههُ مِن تكرارِ صوتِه...
وَوَضعتُ جَنَاحِي علَى صخرةِ كَي أحسِسَ ماذَا يُعيقُ القطرةَ مِن النُزُول...
أحسَسْتُ بريشِ عُصفورٍ كالحرِير .. وريشٍ آخرَ إكتشفتُه بالصُدفَه َ... فلَم أعرفِ الفرقَ بينَه وبينَ تِلك الصخرةِ مِن خُشونتِه!
أطبقتُ جناحَيّ على الريشَتَينِ وأخذتُهمَا إلى الضوءِ كَي أميّزهُما...
فياهَولَ ما وَجَدت !
وَجدتُ ريشةً مِن ريشِ مَعشوقَتِي ... ورِيشةً مِن غُرابْ !
فبَعدَ هذهِ الحادثةِ لَم يهدأ لِي بال !
فجُبتُ الأرضَ بَحثا لِي شُهُور...
أُحسِسُ بِقُربِها كُلّما حلّقتُ ولكِن...
يبدُوا أن الأقدارَ وضعتَنا مُتوازيَين...
فلَن نتَقابَل لِسنِين...
ولكنّي لَن أكفّ عَنِ البَحث...
كَي يكُون عزائِي الوحِيدُ (المحُاولَة)