عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2011, 11:05 PM
المشاركة 230
رآيق
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: نيآح البعـض .. عند البعض "خواطر!"
كُنّا مُستَأجِرين إستِراحةِ الـ (بيَان) فِي بُريـدَه قَبل بِضعٍ سَنَوات...
كَانَتِ السّاعةُ تَمامَ الثَانيةُ صَبَاحاً...
كُانَ التّعبُ إستولَى عَلَى دفّةِ التّحكّم فِي جِسمِي بَعد أن قضَيتُ 10 سَاعاتٍ فِي لِعبِ الكُرة...
نَعَم هَذا شيئٌ ليسَ غرِيباً لِمَن يَعرِفُني !
فَـ بدَأتُ بِالرَكضِ مُتأمِلاً النقُوش اللتِي عَلى الأرضِ بإتّجاهِ صَنَابِيرِ الماءِ الزّرقاءِ الواقِعة خَلفَ صَالةِ الطّعام...
فلمّا إقتربتُ إلَى تِلكَ الصنَابيرِ ولَم يَفصِلنِي بينِي وبينَها إلَى بآبُ وإلتِفاتَه...
وضَعتُ رِجلِي اليُمنى خارِجَ الصّالَه وعينيّ لَم تُفارِق تِلكَ النّقوشْ...
فجأةً وأَنا فِي حالةٍ مركّزة مِن التأمّل...
إصطدمتُ بشيئٍ مَا بقوّه...
ضَرَب رأسِي...
فَوقعتُ.. وأنقلَبَت حالةُ التأمّلِ إلَى حالةٍ شرَد فِيهَا الجِسمُ كلّه...
فكُنت أسمَعُ هَمهمَةْ (هَل أنتَ بخيرٍ يا طَارِق؟)
أنَا لَم أستطِع الإلتفاتِ لِمصدرِ ذلِك الصوتْ...
فحَاولتُ أَن أقِف عَلى رِجلَي...
لكِنّي بدأتُ بالترنّح يمِيناً وشِمالاً وَوَقعتُ عَلَى رأسِِي
بَعد ذلِك تملّكنِي شُعُور نومٍ إجبارِيّ لونُه أبيضٌ... ليسَ كَـ عَادتِه !
...
بعدَ لحظَاتٍ مِن البياضِ المُتصنّع..
عَاودَتنِي تِلكَ الهمهمَةُ ذاتِ الطَعمِ الغرِيب... فلَم أكُن أسمعُ غيرَها..
بدَات رُمُوشِي بالإفصاحِ عَن سجِينتها (عينِي) وبدا العَالمُ مُشوشاً بِطبقةٍ مِن الغيُوم...
لَم أرَى شيئًا غيرَ تِلك الطبقَة البَيضاء اللتِي لا شائبةَ فِيها تَملؤ عَينَي
أوّل ما خَطَر علَى بالِي "هَل أنتِ الجنّه؟ !"
فسمِعتُ تِلكَ الضِحكةَ اللتِي أسرَت قلبِي... ويَالهَا مِن مألوفَة !
مدَدْتُ يدِي كَي أُلامِس ذلِك الشيئُ...
بدأ يبتَعِد ... بدأتْ تَبرُزُ بِهِ مَلامِح الأُنوثةِ الأخّاذةِ علِى جوانِبه...
فأخيراً... برزَت تِلك الوَردتَينِ المَرسُومتَانِ بِخطٍّ ربّانِي !
نَعم ... عَينَاها !
إنّها آسرةُ قَلبِي مِن أيّامِ الطُفُولةِ .. حبِيبتِي...
فَفهِمتُ أنّها وضَعَت جَبينَها قريبَا مِن وَجهِي كَي تُحِسّ بالنفَسِ إنْ كَانَ بقيَ حيّاً أَم لَا !
وكَانَ الحيَاءُ مَن طلَب مِنها ألّا تُلامِسَ أوّلَ عُنُقِي كَي تُحسّ بـ (نَبضِها) !
فكنتُ أنَا واقِعاً وكَانَت هِي واقِفةً تًشَاهُدنِي بِدهشةٍ...
وَقفتُ.. فصدّت عنّي وأنَزَلََت رأسَها...
وقَد أحسَستُ بِحمرةِ وَجنتَيهَا مِن مكَانِي...
كَانَت سَتقولُ شيئاً ولكِن قاطَعتها..
قُلتُ لَها لا إراديّا "ألَم يكُن مِن الاسهِل أن تضعِ يدكِ عَلى قلبِك بدَل أَن ُتُحسِسي بنَفَسِي؟"
لَم تَفهَم فقَد كانَت فِي موقفٍ حَرِج لا تُحسدُ عليه فقالَت... " ما دخلُ قلبِي بنَفَسِك؟"
قلتُ ... "ألَم تقُولِي لِي يوماً أنّي أسكُنُك وأنّي أوّل تِعدادِ زوّارُ قلبِك الدائِمين؟"
صمَتَت لِبُرهة .. فَقالَت وأحسَستُ بإبتسَامتِها " يبدُو أنّ دِمائِي اللتِي نَزَفتَها أنتَ قَد أثّرَت عَلَى عقلِك" فهَمّتْ بالرحِيل
وأنا أقولُ " دِماء؟ أيّ دِماء؟"
فلمّا بدَأَت بِدخُولِ الصّالةِ أخبرَتنِي بإنّها ستُرسِلُ شَخصاُ بـ شاشٍ لِأضمّد جِرآحِي...
ولَم تكُن تَعرفُ أنّهَا ضمّدَت جِراحِي بُمجرّدِ إصطدَامِ مَوجاتِها الصوتِيّه بالجرَاحِ فـ طَابَت !