عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-2011, 10:04 AM
المشاركة 231
رآيق
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: نيآح البعـض .. عند البعض "خواطر!"
بَعدَ أَن قَتَلَنا البُكاء... وقرّرَت هيأَةُ المحلّفِين إستِحالَة إكمَالِ ذلِك الطَريق.. ذلِك الشُعُور
وَعِندمَا حطّمنَا الرَقمَ القِياسِي فِي حالاتِ إستِئنافِ القرَار...
رمَقتُ القَاضِي بِنظرةٍ إمتَزَجت دُمُوعُها باليأسَ والحُزنَ والغَضَب والتَعَب.. بَعدَ أَن كَسَر مِطرقتُه لكَثرِةِ المرّاتِ اللتِي طَرَقها فِي حُضُورِِِي... وهِيَ
...
صرَختُ ورَكضتُ مُتجّهاً لِلقاضِي أُريدُ التَنفِيسَ عَن كُتلةِ الشُعُورِ اللتِي بِداخلِي ولُو بِضربَ أيّ أَحَد !
عِندَمَا إقتربتُ للقَاضِي ولَم يَفصِل بَين لَكمتِي ووَجهِهِ غَيرُ إلتفاتَةِ قَدَم...
سَحبَني الشُرطِيّين وأوقعَانِي أرضاً .. يُبرحانِني ضَرباً
بَعدَ أَن لَم يبقَى فِيني حَيلٌ لِلتنفّس أتَيَا إلى جانبيّ الأيمنِ والأيسَر...
فحَمَلانِي بِوضع كتفيّ عَلى كَتفيهِما كَمَا يُفعَل لِجرِيحِ الحَرب.. ورِجليّ تَسحبُ فِي الأرضِ لَم أستطِع تَثبيتَهُما...
رَمانِي مِن بابِ المَحكَمةِ عَلى الدرجِ كالمُشرّدين تَحتَ تِلك الأجواءِ الباردةِ المُغيمةِ المُمطِرة.
فلمّا أبرحَتنِي كُل درجةٍ ضَرباً أخذتُ أبكِي وأبكِي بِلا مَقدرةٍ عَلَى التنفّس...
فكُنتُ كلّما أبكِي أقترِبُ مِن حَتفِي .. ولا أستطِيع إلا البُكاء
وَكانَ الدمّ اللذِي يخرُجُ مِن جِسمِي مُتنفّسِي الوحِيد...
فَكانِت كُلّ قطرةِ دَمّ تُعانِقُ قطرةَ دَمعٍ عَلى الأرضِ وتُعزّيهَا عَلى خَسَارتِي... وخَسَارتِها !
...
فَأتَتنِي قوّةٌ مألُوفةٌ حثّتنِي عَلى رَفعِ رأسِي قلِيلا لأرى مَا أمامِي...
فـ رَفعتُ رأسِي و شَاهدتُها تَبكِي بِـ حرارة.. تكرّرُ كلمةِ (آسِفةٌ أَنا) مرّاتٍ عَدِيدَه...
مَع كلِّ تِلكَ الأوجاعِ والآلامِ والدِماء... خَرجتْ تِلك الإبتسامةُ ..مِن شفتَاي المُترجفتِين (مِن قرصِ البردِ) لا شُعُوريّاً
وأخرجتُ رِياحً عاصفةً مِن رئتِي... زَفرتُها كَي أُحاوِِل نُطقَ جُملةَ(أحبّكِ... لا تَدعِيني)
فَنطقتُها مُتعلثِما بقطراتِ الماءِ اللتِي سدّت مجرَى الهواءِ فِي جِسمي...
فلمّا إقتربَت إليّ جِدّاً.. وَضَعَت يدَهَا عَلى جبِينِي... فقالَت (لَم أستطِع... آسِفةٌ أنَا) والدمعُ مَحصورٌ فِي سدّ عَينِيها كالكِرستالِ المُتلألِأ...
أتَى حَارسُها الشَخصِيّ وقالَ لَها (إتّفَقنا عَلى تودِيعِه بِسُرعةٍ) فأمسَكِ بيَدِها ودلّهَا عَلى سيّارةِ سائِقها السَوداء...
...
ألقيتُ بِرأسي على جَبِيني الأيمن.. والله فقَط كَانَ يَعرفُ مَا كَانَ إحسَاسِي...
فآخِرُ شيئٌ رأيتُهُ كَانَ حِذائُها الأحمَر بِجانِبِ السيّارةِ ... بإتّجاهِي...
للَحظاتْ...
ومِن ثُم إلتفتَ ذلِك الزوجُ مِن الأحذيَه... اللذِي كَان يمثّل كُل مابقِيَ لِي مِنهَا... وآخر شيئ سأراهُ لَها...
ومِن ثمّ أغمَضتُ عَينيّ..
. فَلا شيئَ بَقِي فِي حيَاتِي يَستحقّ أن أفتَحَ عَينيّ لَه...