عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2011, 02:20 AM
المشاركة 250
رآيق
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: نيآح البعـض .. عند البعض "خواطر!"
أمسَكتُ كُوبَ الشَاي الأبيَض بِيديّ المُتجّمِدَتَين,
رَافِعاً كَتفيّّ ومُنزِلاً رَأسِي قَلِيلاً. مُحاوِلاً أَن أحُكّ رَقَبتِي بِبطّانِيّتِي التِي غطّت ظَهرِي
بَدأتُ أحتَسِي تِلكَ القَطَراتُ الحَمراءْ المُتنَاثِرَة بِينَ أطرافِ الكُوب,
ثُم رَفعتُ عَينيّ عَن لونِ الشَايِ الرُمّانِيّ إلى البُخارْ المُنبعِث مِنهْ...
أَطلتُ النَظَر لِلبُخارِِ فِي لَحظَةِ تَأمّلْ طَارَ فِيهَا عَقلِي قَلِيلا بَين الأفكارْ...
مُقلّبا أفكَارِي بَين يمِينٍ وَشمِالٍ كالكِتابْ, لَمَحَت عَينِي اليُسرَى حَرَكَةً خَارِجهْ عَن العَادَة
حَرَكةٍ غَيرتْ مَجرَى البُخار, كَمَا لَو أنّ أحَداً نَفَخ فِيهِ مِن الجِهةِ الأُخرَى بِرِفق
أغلَقتُ كِتابِ الأفكَار, وَمِن ثُمّ بِكلّ بَسَاطَة:
شَكّلتُ دَائِرةٍ بِشفَتَاي ونَفختُ الهَواءْ وكأّنمَا أُقبّلُ أُخِي الصَغِير
بَدَأ الهَواءُ يَصطدِمُ بالبُخار, الذِي كَانَ بِدَورِهِ كَأنّما يَصطَدِمُ بِشيئٍ مَخفيّ بَينَ ذرّاتِ العَدَم !
بَدأ البُخارُ يَتكَاتَفُ يَداً بِيَد ويَصطفّ جَنباً إلى جَنب...
مًشَكّلاً مُنحَنيَاتٍ ومَلامِحَ غَرِِيبَه !
بَعد بِضعِ ثَوَانِي, لَاحظتُ أني لَا أستطِيع إحتِساءَ الشَاي ... لكِن فَقَط إرتِشَافَه !
فَالشَكلُ البُخارِي بَدأَ يَتفكّكُ وَيختَفِي مُتّجِهاً إلَى سَقفِ غُرفَتِي مَع تَوقّفِ المَؤُونَةِ !
فأسرعتُ خَائِفاً عَلى تُحفَتِي الفنّيَه مُتّجِها إلَى غُرفَةِ الطَبخْ, ثُمّ أشعَلتُ عَلَى الإبريقِ كَي أَصنَع الشَاي !
مُتوّتِراً أهُزّ رِجلِي اليُمنى وألامِسُ الأرضِ بِها, ذَهبتُ لأتَفَقّد مَا إذَا كَانَ المَخلُوقُ البُخارِي ظَلّ هُنَاكَ, أم تَنفّس الصُعدَاء!
للإكمال...