عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2011, 12:39 PM
المشاركة 252
رآيق
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: نيآح البعـض .. عند البعض "خواطر!"
هَذِهِ هِي الخَاطِرَهـ كامله بَعدَ تَعدِيلات مُهمّه وأساسِيه =)
,,,

أمسَكتُ كُوبَ الشَاي الأبيَض بِيديّ المُتجّمِدَتَين,
رَافِعاً كَتفيّّ ومُنزِلاً رَأسِي قَلِيلاً. مُحاوِلاً أَن أحُكّ رَقَبتِي بِبطّانِيّتِي التِي غطّت ظَهرِي
بَدأتُ أحتَسِي تِلكَ القَطَراتُ الحَمراءْ المُتنَاثِرَة بِينَ أطرافِ الكُوب,
ثُم رَفعتُ عَينيّ عَن لونِ الشَايِ الرُمّانِيّ إلى البُخارْ المُنبعِث مِنهْ...
أَطلتُ النَظَر لِلبُخارِِ فِي لَحظَةِ تَأمّلْ طَارَ فِيهَا عَقلِي قَلِيلا بَين الأفكارْ...
مُقلّبا أفكَارِي بَين يمِينٍ وَشمِالٍ كالكِتابْ, لَمَحَت عَينِي اليُسرَى حَرَكَةً خَارِجهْ عَن العَادَة
حَرَكةٍ غَيرتْ مَجرَى البُخار, كَمَا لَو أنّ أحَداً نَفَخ فِيهِ مِن الجِهةِ المُقَابِلَه لِي بِرِفق
أغلَقتُ كِتابِ الأفكَار, وَمِن ثُمّ بِكلّ بَسَاطَة:
شَكّلتُ دَائِرةٍ بِشفَتَاي ونَفختُ الهَواءْ وكأّنمَا أُقبّلُ أُخِي الصَغِير
بَدَأ الهَواءُ يَصطدِمُ بالبُخار, الذِي كَانَ بِدَورِهِ كَأنّما يَصطَدِمُ بِشيئٍ مَخفيّ بَينَ ذرّاتِ العَدَم !
بَدأ البُخارُ يَتكَاتَفُ يَداً بِيَد ويَصطفّ جَنباً إلى جَنب...
مًشَكّلاً مُنحَنيَاتٍ ومَلامِحَ غَرِِيبَه !
بَعد بِضعِ ثَوَانِي, لَاحظتُ أني لَا أستطِيع إحتِساءَ الشَاي ... لكِن فَقَط إرتِشَافَه !(*)
فَالشَكلُ البُخارِي بَدأَ يَتفكّكُ وَيختَفِي مُتّجِهاً إلَى سَقفِ غُرفَتِي مَع تَوقّفِ المَؤُونَةِ !
فأسرعتُ خَائِفاً عَلى تُحفَتِي الفنّيَه مُتّجِها إلَى المَبطَخ, ثُمّ أشعَلتُ النَارَ عَلَى الإبريقِ كَي أَصنَع الشَاي !
..
مُتوّتِراً أهُزّ رِجلِي اليُمنى وألامِسُ الأرضِ بِها, ذَهبتُ لأتَفَقّد مَا إذَا كَانَ المَخلُوقُ البُخارِي ظَلّ هُنَاكَ, أم تَنفّس الصُعدَاء!
..
فَلمّا فَتحتُ بَابَ غُرفتِي.. أَبهَرَنِي مَا رأَيت !
رَأَيتُ أُنثىً تَنعَكِسُ شُعَاعَاً أَ مِن فَوقِ كُوبِ الشَايّ, تَتَدلّى بَينَ أحضَانِ عَينيّ كَالحُلمِ ,
أرَى الجُدرانَ البَيَضَاءَ خَلفَهَا تُضِيئُ كَمَا لَو سُقِيَت مَاءً فِي وَضحِ النَهَارْ
فَكَانَت هِيَ قَمرِي الحُورِيّ الذِي يَسبَحُ فِي وَاقِعِي المَرجَانِيّ !
بَدَأتُ أستَرجعُ التَحكّمَ بِعَينيّ اللتانِ إنجَذَبتَا إلَى عَينَيهَا وكَأنّهُما بَرمُودَا العِشقِ,
وعَينيّ أطنَانٌ مِن الحَدِيد المُغلّفْ بالدَهشَه !
بَدَأتُ المَشَيَ نَحوَهَا بِرجليّ المُثَقَلَه بِالخوفِ,
فكُلّما إقتَربتُ خُطوةً مِنهَا بَانَت مَلامِحُها وَثُقلَتْ رِجليّ.. إلى أَن لَم أستَطِع المَشِي,
فَجثوتُ وَبدَأتُ الإقتِرابَ مِنهَا بِرُبكتيّ المُتؤَلّمتَين حَتَى تَشَنّجَت جَمِيع عَضلاتِي !
..
لَم يَكُن مِنّي أخِيراً إلّا أَن أحبِي كَالصَغِير بِلَهفةِ إلإكتِشَاف !
بَدأتُ بالإحسَاسِ بأيَادِي الأرضِ تَرفَعُها وتُطوّقهَا حَولَ ظَهرِي وتَحشُرُنِي نَحوَهَا وتَهِشِمُ عِظَامِي !
جَزَمتُ أنّي لَن أستَطِيعَ إكمَال الطَرِيقِ بَينَمَا شُعُورُ الإغمَاءِ سَادَ دَمِي ...
رَفعتُ رَأسِي لأرَاهَا مَرّةً أخِيرةً قَبلَ أَن تُحلّقَ رُوحِي إلى عالَمِ الظَلام...
بَينَمَا عَينِي تَلمحُ بَقَايَا التوهّج الذِي كَانَ حَولَ حَبِيبَتِي البُخَارِيّهـ,
ضَربَتنِي الأرضُ وصَفَعتنِي بِيدهَا حَامِلةً بَين أصَابِعِ يَدِها الظَلامُ المُطلَق...
...
بَعدَ لَحظاتُ مِن الصَمتِ أم سَاعَات أم دَقَائِق... لا أدرِي
أَفزَعَنِي صَوتُ صَفِيرِ إبريقِ الشَايّ الفوّارُ مَاؤُهـ بِجانِبِ أُذُنِي...
فَفَتحتُ عَينيّ وَإستَغرَبتُ وُجُودِي فِي المَطبَخ,
ذَهبتُ رَكضاً إلَى بَابِ غُرفَتِي...
أغلقتُ عَينيّ قَبلَ أَن أفتَحَ البَاب, خَائِفاً أَن تَسحَرَنِي كَمَا فَعَلت قَبلاً حَبِيبَتِي المَرجَانِيّهـ,
دَخلتُ غُرفَتِي وَاضِعاً يَدّي عَلى عَينيّ لكِن.
الهُدوءُ القاتِل, وعَدم إحساسِي بأيّةِ شَيئٍ جَعلَنِي أُسدِلُ السِتَار عَن رِمشَي عَيني....
لَم أرَى إلا كُوبَ الشَاهِي غَارقاً فِي النَومِ لَم يَحتَمِل ذلِكَ البَرْد...
...
لَم أعرِف أكَانَ حُلماً أو وَاقِعاً, لَكنّي للخَمسِ السِنين اللتِي تَلتِ الحَادِثهـ...
أغرقتُ وَجهِي بِقطراتِ الماءِ اللتِي صَعدَت مَع بُخار الشَاي...
الشَاي الذِي كُنتُ أضعهُ تَحتَ وَجهِي فِي كُلّ تِلكَ الليَالِي
عَسَى أَن أُسحَر مَرّةٌ أُخرى !
..
(*) : وِجهَة رَأِي: الإحتِساءُ لا يَحصُلُ إلا فِي المَشرُوبات الحَارّهـ لأنّ شَفتَيك لا يَتحمّلانْ مُلامَسَة تِلك الحَرَارَهـ... أمّا الإرتِشاف فلِلمشرُوباتِ الدَافِئَة والبَارِدهـ[/size][/quote]