عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-2012, 04:42 PM
المشاركة 2

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة -موجبات عذاب القبر








التثاقل عن الصلاة المكتوبة

أول سبب من أسباب عذاب القبر: التثاقل عن الصلاة المكتوبة، وبالذات صلاة الصبح، وعقاب مثل هذا في القبر -والعياذ بالله- أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن الملائكة تأتي بإنسان وتضرب رأسه بالحجارة، فيتفتت الرأس، ويتقسم أجزاء ويتكسر، فيجمع الله رأسه مرة أخرى، فيفعلون به كما فعلوا في المرة الأولى، ويظل هكذا إلى قيام الساعة، فهذا عقاب المسلم الذي يدعي الإسلام، ولكن عندما يسمع الأذان يتثاقل قليلاً، فبينما هو في هذا الضلال إذ مات وهو على هذا الضلال، فيبعث يوم القيامة وهو على هذه الحال، هذا جزاء من يؤخر الصلاة فقط، وليس معناه أنه لا يصلي. قال صلى الله عليه وسلم وهو يصف المنافقين:
(يقعد أحدهم حتى توشك الشمس أن تسقط فيقوم ليصلي) صلاة العصر،
أي: أنه يؤخر الصلاة إلى أن تكاد الشمس تغرب. والصلاة في أول الوقت رضوان، وفي أوسطه رحمة، وفي آخره مغفرة، وهذا يدل على أن الصلاة في آخر الوقت هي ذنب يحتاج للمغفرة، وللأسف أن المسلمين يقولون: إن العشاء وقتها ممدود، وهذا خطأ، فإن صلاة الوتر هي التي وقتها ممدود، فيجب علي أن أصلي العشاء في وقتها وأما الوتر فتأخيره لا بأس به.
إذاً التثاقل عن الصلاة المكتوبة من موجبات عذاب القبر، وما أجمل أن يقوم الإنسان إلى صلاة الصبح -أي: صلاة الفجر- فيوقظ زوجته للصلاة، فإن لم تستجب له يقوم بسكب ماء على وجهها.
فقد جاء في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( رحم الله رجلاً أيقظ زوجته لصلاة الفجر -أو الصبح-، فن لم تستيقظ نضح في وجهها الماء البارد، ورحم الله امرأة أيقظت زوجها لصلاة الصبح، فإن لم يستيقظ نضحت في وجهه الماء البارد فاستيقظ).

الكذب

السبب الثاني: الكذب، وأنا -والله أعلم- أستطيع أن أقول أن ثمانية وتسعين بالمائة من المسلمين كذابون، وليس في الإسلام ما يسمى بالكذبة البيضاء، فهذه كلها مسميات باطلة، وهناك من يطلق بعض التسميات على الأشياء المحرمة، فمنهم من يقول: إن هناك كذبة بيضاء، وأخرى سوداء وكلاهما كذب محرم، ويطلقون على الخمر المحرم مشروبات روحية، ويطلق على الخلاعة وقلة الأدب والرقص والباليه الذي تكون البنت فيه عريانة كما ولدتها أمها، ولا يستر إلا شيء يسير من الجسم، يطلق عليه فن، وهذا كله من أبطل الباطل، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا وقال: (سوف يأتي زمان على أمتي يسمون الحرام بغير اسمها).
فيقومون بتغيير المسميات فيسمون الربا فوائد واستثمار وأرباح، وفي الحقيقة هي خسائر ومصائب. ولا يباح الكذب إلا في مواطن حددها الشرع الشريف. فالكذب يباح في الإصلاح بين المتخاصمين، والكذب في الحرب، وكذب الرجل على زوجته ليصلح من شأنها، وهذا كله ليس بكذب. وكان الكذب مذموماً عند السلف وإن كان كذباً على الحيوان، فقد روي عن أحد المحدثين أنه ذهب إلى محدث آخر يريد أن يأخذ الحديث عنه، فوجده يشير إلى ناقته بجمرة فيوهمها أن في حجره طعاماً حتى تتبعه، فسأله قائلاً: أفي حجرك شيء؟ قال: لا، فقال: إن كنت ستكذب على الناقة فلن تستحي أن تكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفض أن يأخذ الحديث عنه. والكذب نجده منتشراً بكثرة في هذه الأيام سواء في الأسرة بأن تكذب الأم على أبنائها، أو على مستوى المجتمع، فإن المسلسلات كلها مبنية على الكذب، وما يحدث فيها من زواج وعقد وغيرها وهذه من الثلاث التي جدهن جد وهزلهن جد، وسيحاسب من يقومون بهذا يوم القيامة على هذه الكذبات.
إذاً: ثاني سبب من موجبات عذاب القبر: الكذب بكل أشكاله.


أكل الربا

السبب الثالث: أكل الربا، وهذا من موجبات العذاب في القبر ويوم القيامة، وقد رأى سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم رجالاً يسبحون في أنهار الدم، فقال:
(من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا)، وقد جاء في حديث آخر: (درهم واحد أشد عند الله من ست وثلاثين زنية) وإذا كان المجتمع بأكمله يقوم على نظام الربا، فما هو الحل؟! نسأل الله الرحمة. وقال عليه الصلاة والسلام:
(سوف يأتي زمان على أمتي من لم يتعامل منهم بالربا أصابه غباره
أي: شيء من آثاره، فمرتبك -على سبيل المثل- داخل فيه جزء من ضريبة الملاهي وضريبة الخمور، وهذا كله من الربا. ولن أخوض كثيراً في الحديث عن الربا؛ لأن الحديث عنه يدمي قلبي، ولكن ندعو الله سبحانه أن يتوب علينا وعليكم من الربا صغيره وكبيره، قليله وكثيره.

من تظهر شعرها للأجنبي

من موجبات عذاب القبر: من ترى شعرها أجنبياً، والأجنبي كل من يحل له أن يتزوج بها، حتى وإن كانت متزوجة، بمعنى: أن ابن عمها وابن خالها وابن خالتها وجارها وابن جارها وصاحب البيت والبواب والسواق والطباخ وموظف الكهرباء والزبال، كل هؤلاء لا يحل للمرأة أن تظهر لهم شعرها، فإذا أظهرت لهم شعرها عذبت في القبر ثم علقت في جهنم من شعرها يوم القيامة، وهذا كذلك ذنب من الذنوب التي توجب العذاب، نسأل الله أن يتوب على كل العرايا في مصر وفي غير مصر من دول الإسلام، ونسأل الله أن يرحمنا من غضبه، وأن يرسل علينا رحمته وهدايته لنا ولنسائنا وبناتنا، إنك يا مولانا على ما تشاء قدير.
والكارثة أن الغيره تجدها عند الحيوانات، بينما تنعدم في بعض الناس، وهذا غير مقبول. وهذه المرأة تستحق العذاب في القبر إذا كان شعرها مكشوفاً فمن باب أولى من كانت عارية والعياذ بالله.

كنز الذهب والفضة

ومن الموجبات لعذاب القبر: كنز الذهب والفضة، والذي لا يؤدي زكاة ماله، والذي لا يراعي حق ربنا في الزكاة، وعقاباً أن يأتيه ثعبان أخبر الحبيب عنه فقال: (ثعبان أقرع له زبيبة) فيعذبه على عدم إخراجه للزكاة.
وأخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام عما يوجب العذاب فقال:
(يا معشر النساء أكثرن من الصدقة؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار، قلن: ولم يا رسول الله؟
قال: إنكن تكثرن اللعن،وتكفرن العشير)، فالتي تؤذي زوجها بلسانها تتعرض للسخط الإلهي.
وقد جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام:
(من باتت وزوجها غضبان عليها باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح أو حتى تنزع)
أي: حتى تسترضيه، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، ونساؤكم من أهل الجنة: الولود الودود، التي إن غضبت من زوجها
أو غضب منها زوجها دخلت عليه حجرته وصافحته وقالت: لن أذوق غمضاً حتى ترضى عني، هي في الجنة، هي
في الجنة، هي في الجنة
).
وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يوصي النساء من أهل بيته فيقول لإحداهن: يا بنيتي هذا جنتك أو نارك، إن أطعتيه ستدخلي الجنة -أي: في طاعة الله-، وإن عصيتيه ستدخلي جهنم، إلى درجة أنه وصل الأمر أن يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(من طلب زوجته -لحقه الشرعي- وهي على قتب -أي: فوق ظهر جمل- فمنعت نفسها منه باتت الملائكة تلعنها)
وويل لمن تلعنه الملائكة، فيجب على المرأة أن تتجنب إيذاء زوجها بلسانها، وإن تقدر ظروف حياته ولا تحمله فوق طاقته.
وقد تحمِّل المرأة الزوج فوق الطاقة سواءً المادية أو المعنوية، وهذا مثله مثل القتل فإنه نوعان:
قتل مادي وقتل معنوي، فالقتل المادي: أن يُضرب واحد بحديدة فيقتل، أو يدوسه بسيارة، أو يضربه بمسدس.
وأما ثاني نوعي القتل: أن أدخل الاكتئاب والحزن على مسلم أو مسلمة من المسلمين حتى يموت كمداً، بمعنى: الإساءة، فهناك أشخاص ليلاً ونهاراً وهم تحت رقابة أهاليهم حتى يموت كمداً، وهذا يحاسب على أنه قاتل يوم القيامة، ومثله مثل الموظف الذي يعاند موظفاً مسكيناً، فيضغط عليه إلى أن يخرجه من العمل. إذاً من أنوع وأسباب موجبات عذاب القبر -والعياذ بالله-: من تؤذي جيرانها بلسانها، وتحمل زوجها فوق طاقته، وتؤذي زوجها أيضاً بلسانها، ولنسائنا في الصحابيات أسوة حسنة، فإن الواحدة منهن تقول لزوجها بالليل: ألك حاجة؟ يقول: جزاك الله خيراً! تقول: أتدعني أصلي لربي الليلة؟ فتستأذنه أن تتنفل وتتهجد لله. ويجب على الزوجة من أجل أن تصوم الإثنين أو الخميس أن تستأذن من الزوج، فإنه يوجد أزواج يتضررون من صيام زوجاتهم الإثنين والخميس.


أكل مال اليتيم

ومن الأسباب الموجبة لعذاب القبر: أكل مال اليتيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)، وما قصص القتل التي نسمعها: أن الولد قتل خاله أو قتل عمه الذي كان كفيلاً
له ووصياً عليه بعد موت أبيه إلا دليل على أن الوصي هذا أساء إلى اليتيم، ولن يقتل اليتيم كافله إلا بسبب معاناة شديدة عاناها معه. والمرأة التي تترمل على أبنائها الأيتام وترفض الزواج مع أن هذا من حقها، أجرها كبير، فالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أول من يفتح له باب الجنة، فإن رضوان يقول: لم يؤذن لي أن أفتح لأحد قبل رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام: (فأجد امرأة تريد أن تسبقني، فأسألها: يا أمة الله؟! فتقول: إنها امرأة مات زوجها وترك لها يتامى فقعدت عليهم) فيدخلها الرسول معه. ولا يصح للإنسان أن يأكل شيئاً من أموال الورثة الأيتام، فقد كان سيدنا عمر قاعداً عند صحابي يحتضر، فعندما فاضت روحه قام سيدنا عمر فأطفأ النور، فقال له: يا أمير المؤمنين! لم ذاك؟ قال: صار للورثة حق في هذا الزيت، أتريدون أن تطعمونا ناراً يوم القيامة؟ فأقارب الميت الذين يجلسون بحجة أنهم يواسون زوجة الميت فيأكلون ويشربون من أموال اليتامى، فهم لا يأكلون إلا النار، وسيعذبون بذلك في القبر ويوم القيامة.
فأكل مال اليتيم -والعياذ بالله رب العالمين- من الأسباب الموجبة لعذاب القبر، فليتق الله ربه من كفل يتيماً من الأيتام، وليتق الله ربه من كان في رقبته أيتام يتولى الإنفاق عليهم، قال تعالى لأمثال هؤلاء:
وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:6].


قطع الطريق

ومن موجبات عذاب القبر وعذاب جهنم يوم القيامة: قطع الطريق، وقاطع الطريق هو الذي يقطع على الناس الطريق في الليل أو في غيره، ولا بد من إقامة الحد على أمثال هؤلاء، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لحد واحد يقام في الأرض خير لأمتي من مطر سبعين عاماً)، وحد وجزاء قاطع الطريق أن تقطع يده ورجله من خلاف -يعني: ذراعه اليمين مع رجله الشمال- أو يصلب، أو ينفى من الأرض، وهذا عقاب قاطع الطريق والذي يطلق عليه حد الحرابة، وقس عليه مروِّج المخدرات الذي يجلب أنواع المخدرات، فكل هؤلاء يجب أن يطبق عليهم حد الحرابة؛ لأن هؤلاء من المفسدين في الأرض. والغريب ألا تقوم السلطات بإقامة الحد على أمثالهم، وإنما يقومون بإدخاله السجن، فيكتسب فترة دخوله السجن مهارات أخرى من فنون السرقة وقطع الطريق.









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..