عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2012, 02:12 AM
المشاركة 10

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: عنَاقيدٌ تتدلَّى مِنْ جنَّة الدَّروِيشْ
عزيزتي جواهر
أسعد الله أمسياتك بكل خير
بداية أشكر لك تدخلك ..و اسمحي لي بحق الردّ على ما اوردتِ
بداية بخصوص لفظ الجنة
كما تعلمين عزيزتي أنه ما من لفظ من ألفاظ العربية إلا وله استعمال خاص به لا يشركه فيه لفظ آخر.
غير أنهم يستعيرون بعض الألفاظ نيابة عن بعض لمعنى آخر
أعطيك على سبيل المثال هذه الآية الكريمة من سورة سبأ
يقول الله تعالى :لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ *
المقصود هنا بالجنتان ليسا الجنة بمفهومها الحقيقي كما أوردتِ جنة الله
بل المقصود بها البساتين الموجودة عن اليمين و عن الشمال
فلفظ الجنة هنا استُعمل كاستِعارة و كما تعلمين ان الاستعارة من الاساليب اللغوية
و هنا استعملتُ لفظ الجنّة لا للتفضيل
فسبحان المتعالي الذي يعلو و لا يُعلى عليه ..
المُراد هنا بلفظ الجنة هي جنة اللغة العربية التي ترجم بها الأديب محمود درويش أدبه

ثم فيما يخص تعليقك على شخص محمود درويش
فأقول أنه من سماحة الإسلام في المعاملة أن شرع العدل مع المخالف
وجعل ذلك دليلا على التقوى التي رتب عليها أعظم الجزاء قال تعالى:
{يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (1) .
ولذا فإن من يتأمل أحكام الإسلام وتاريخ المسلمين يجد أنه لا يمكن أن يقوم مجتمع تحترم فيه الحقوق والواجبات كما في دولة
الإسلام، وفي أوج عزة دولة الإسلام وقوتها كان يوجد من غير المسلمين العلماء والأدباء والأطباء والنابغون في مختلف الفنون والأعمال،
وهل يمكن أن يكون لهؤلاء ظهور ونبوغ في أعمالهم لولا سماحة الإسلام ونبذه للتعصب الديني.

فحقيقة هذا الاديب التي أردتِها مهما كانت , لا تدفعنا الى أن ننعزل تماما عن أدبه فلا يمكن أن ننكر ما خطه عن الام , عن الوطن, ..
ختاما , يظل أدب محمود درويش موجوداً في حياتنا و سوف تظل أبجديته كوكباً ساطعاً يلتمع بصفحات التاريخ
لك كل التقدير و الاحترام
جووود